إعلانات

ليلة رابعة ساخنة بفرنسا.. صدامات عنيفة وحرق بلدية بباريس ونهب أسلحة

سبت, 01/07/2023 - 01:43

 

 

شهدت فرنسا لليلة الرابعة على التوالي مواجهات عنيفة وأعمال نهب وحرق، واستولى متظاهرون على أسلحة، في إطار الاحتجاجات المستمرة على مقتل فتى برصاص الشرطة في ضاحية نانتير بباريس، في وقت طلبت فيه الحكومة من أعضائها البقاء في العاصمة وسط مخاوف من توسع رقعة الاضطرابات.

واندلعت صدامات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين مساء أمس الجمعة في مرسيليا (جنوبي فرنسا)، وتمت إصابة شرطيين واعتقال أكثر من 80 شخصا.

ولاحق، ارتفع عدد المعتقلين في فرنسا خلال موجة الاحتجاجات على مقتل الفتى نائل برصاص الشرطة في ضواحي باريس، في حين حذرت مذكرة للاستخبارات من اتساع رقعة العنف خلال الليالي المقبلة.

وقالت وزارة الداخلية -اليوم الجمعة- إن السلطات اعتقلت 875 شخصا بعد اندلاع مواجهات بين الشرطة والمحتجين لثالث ليلة على التوالي في أنحاء البلاد.

وأعلنت الوزارة أيضا إصابة 249 شرطيا ودركيا مساء أول أمس

وطالب عمدة مرسيليا السلطات الفرنسية إلى إرسال قوات إضافية إلى المدينة.

وتجري مناوشات في مدن ليون وستراسبورغ ونانت، وسمع إطلاق نار في حي لادوشير في مدينة ليون وتوجهت قوات التدخل السريع للمكان.

وفي مدينة أنجيه (غربي فرنسا)، أضرم محتجون النار في عشرات السيارات.

وسجت عمليات نهب في مدن فرنسية عدة بينها باريس وستراسبورغ، استهدفت محال تجارية.

 

 

وكانت الاحتجاجات اندلعت إثر مقتل الشاب نائل (17 عاما) ذي الأصول الجزائرية برصاص الشرطة في ضاحية نانتير. وأثارت عملية القتل اتهامات للشرطة الفرنسية بالعنصرية.

 

وفي باريس، سُجلت مساء أمس أعمال عنف جديدة بعدد من الضواحي، وأحرق متظاهرون مباني حكومية وسيارات مما اضطر السلطات لنشر المزيد من قوات الأمن.

 

والتهمت النار مساء أمس الجمعة مقر بلدية بيرسان بمقاطعة فالدوار بضواحي باريس بعد تعرضها للنهب والتخريب.

ووصلت تعزيزات أمنية في وقت مبكر من صباح اليوم السبت إلى إيفري سورسان بضواحي باريس بعد عمليات حرق واسعة للسيارات.

 

وبالتزامن، تجددت المواجهات في ضاحية نانتير غرب باريس، واستخدمت قوات الأمن العربات المدرعة لإزالة المتاريس.

وقبل ذلك، تدخلت الشرطة الفرنسية لإخلاء ساحة الكونكورد الشهيرة وسط العاصمة من المحتجين.

 

وفي مرسيليا، نهب متظاهرون متجرا للأسلحة واستحوذوا على أسلحة صيد.

 

وقالت الشرطة إن المتظاهرين استولوا على بعض بنادق الصيد لكن دون ذخيرة.

 

"الجمهورية ستنتصر"

وبينما كانت المواجهات مستمرة لليلة الرابعة، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إن "الجمهورية ستنتصر على مثيري الشغب والعنف".

 

 

وأضاف درمانان أثناء تفقده الوضع في ضاحية مونت لاجولي شمال غرب باريس إنه تم اعتقال 471 آخرين في كامل فرنسا.

 

وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أعلن أمس الجمعة نشر 45 ألف شرطي لحفظ الأمن واحتواء الاضطرابات، وتتحدث عن استخدام وسائل استثنائية لضبط الأمن، مستبعدا في الوقت ذاته فرض حالة الطوارئ.

 

من جانبه، ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس اجتماعا جديدا لخلية أزمة في وزارة الداخلية بعد قطع مشاركته في القمة الأوروبية في بلجيكا.

 

وفيما توعد ماكرون بالحزم في مواجهة الاضطرابات، أشار إلى وجود ما وصفها بجماعات متطرفة ومنظمة في صفوف المتظاهرين.

ورغم أن أسوأ أعمال العنف مقتصرة حتى الآن على ضواحي المدن، فإن أي علامة على انتشارها في مراكز أكبر ستمثل تصعيدا كبيرا.

 

من جهتها، طلبت الحكومة أمس من كل وزرائها عدم مغادرة باريس خلال عطلة نهاية الأسبوع.

 

جاء مقتل الفتى نائل ليُحيي النقاش حول أوضاع الأحياء الشعبية في فرنسا، التي تعاني من التهميش والميز العنصري.

 

ولا يزال من الصعب تقييم أعداد السكان الذين يعيشون في الضواحي، لأنها لا تمثل معيارا إحصائيا لمعهد "إنسي" الفرنسي، لكن التقديرات تشير إلى أن نحو 20 مليون شخص يعيشون في ضواح موزعة على أكثر من 3300 بلدية.

 

المصدر : الجزيرة + وكالات