إعلانات

فرنسا: إعلان حظر التجول والسفارة الأميركية في فرنسا تدعو مواطنيها في باريس إلى تجنب مواقع الاحتجاجات

خميس, 29/06/2023 - 20:22

 

 

انطلقت مساء اليوم الخميس "مسيرة بيضاء" أمام مقر للشرطة في ضاحية نانتير قرب العاصمة الفرنسية باريس، احتجاجا على مقتل الشاب "نائل" برصاص الشرطة، في حادث أشعل شرارة الاحتجاجات في عدة مناطق بفرنسا.

ودعت والدة الشاب السيدة مُنية إلى المسيرة، احتجاجا على مقتل ابنها، وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الشرطة الفرنسية أطلقت الغاز المسيل للدموع على المشاركين في المسيرة.

كما أعلنت السلطات الفرنسية تعليق حركة المواصلات العامة بدءا من مساء اليوم في المناطق الفرنسية المتضررة من أعمال العنف والاحتجاجات.

وفي تطور لاحق، أعلنت سلطات مدينة كلامار الفرنسية (جنوب غرب باريس) حظر التجوال اعتبارا من مساء اليوم حتى صباح الاثنين.

من جهتها، دعت السفارة الأميركية في فرنسا مواطنيها في باريس إلى تجنب مواقع الاحتجاجات التي قد تتحول إلى أعمال عنف، على حد قولها.

وفي حين أكدت مصادر في الشرطة في بادئ الأمر أن الشاب قاد سيارته باتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين لمحاولة دهسهما، انتشر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهر رجلَي شرطة يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها.

واتسعت رقعة الاحتجاجات على مقتل نائل (17 عاما)، فشملت مدنا ومناطق خارج العاصمة باريس، خصوصا مدينتي ليون وليل، حيث قررت الحكومة الفرنسية نشر 40 ألفا من عناصر الشرطة للتصدي للمظاهرات.

 

تهمة "القتل العمد"

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان اعتقال 150 شخصا، على خلفية أعمال حرق وتكسير خلال مواجهات مع الشرطة في عدد من المدن الفرنسية.

وقال دارمانان إن اعتقال 150 شخصا يُعدّ عارا على الذين لم يدعوا إلى الهدوء، وفق تعبيره.

وقد هاجم وحرق محتجون ممتلكات عامة وخاصة، بينها مقر إحدى البلديات في ضواحي "ليل".

على صعيد متصل، وجّه باسكال براش، المدعي العام لضاحية "نانتير" قرب العاصمة الفرنسية باريس، تهمة القتل العمد لشرطي اعترف بإطلاقه النار على شاب وقتله في الضاحية، قبل أيام.

وأضاف أن الشرطي المتهم سيمثل أمام قاضيين لإتمام التحقيقات، لأن الشروط اللازمة لإطلاق النار لم تتوفر له؛ وأوضح أن الصور أكدت مسار سيارة الشاب القتيل، بينما قال الشرطي مطلق النار إنه كان يخشى هروب السيارة وتسببها في أذى الآخرين.

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن أعمال العنف ضد رموز الجمهورية، والتي أعقبت مقتل شاب على يد الشرطة، غير مبررة.

وجاءت التصريحات خلال ترؤس ماكرون اجتماعا طارئا لخلية الأزمة، بعد ليلة ثانية من المواجهات بين محتجين والشرطة في ضواحي العاصمة ومدن أخرى.

كما دعت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، خلال جولة أجرتها قرب باريس، إلى تجنب "أي تصعيد"، معتبرة أن "القضاء يؤدي وظيفته".

 

الجزائر تُدين

في السياق ذاته، عبّرت الجزائر اليوم الخميس عن "صدمتها" للقتل "الوحشي" الذي تعرض له الفتى نائل، مشيرة إلى أنه أحد مواطنيها.

وجاء في بيان للخارجية الجزائرية "علمت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج بصدمة واستياء بوفاة الشاب نائل بشكل وحشي ومأسوي والظروف المثيرة للقلق بشكل لافت التي أحاطت بحادثة الوفاة".

وأضافت البيان أن "وزارة الشؤون الخارجية على ثقة بأن الحكومة الفرنسية ستضطلع بواجبها في الحماية بشكل كامل من منطلق حرصها على الهدوء والأمن اللذين يجب أن يتمتع بهما مواطنونا في بلد الاستقبال الذي يقيمون به".

ولم يسبق أن تمت الإشارة حتى الآن إلى أن الفتى نائل البالغ 17 عاما جزائري أو من أصول جزائرية.

وختم البيان بالقول إن "الحكومة الجزائرية لا تزال تتابع باهتمام بالغ تطورات هذه القضية المأسوية، مع الحرص الدائم على الوقوف إلى جانب أفراد جاليتها الوطنية في أوقات الشدائد والمحن".

المصدر : الجزيرة + وكالات