إعلانات

ولد بلال يكتب.. ‎هل يبعث الله لهذا البلد من يجدد له عمله السياسي كل 100 سنة؟

سبت, 03/12/2022 - 05:15

‎إذا كان الأمر كذلك، فإني أميل إلى القول بأن معالي الوزيرة السابقة الناها منت الشيخ سيديا قد تكون "مجدد" زماننا هذا. تابعت مثل غيري فعاليات "الأيام الثقافية لمدينة بوتلميت" التي ابتكرتها الوزيرة وأشرفت على تنظيمها، فوجدت فيها "جِدّة" وقطيعة مع ما يقوم به سياسيون آخرون من "طقوس" متكررة خالية من أي جوهر ومضمون.

يكتفي أهل الموالاة غالبا برفع صور مكبرة لفخامة الرئيس وشعار حزب "الانصاف" لتبرير نشاطاتهم الفارغة من كل شيء سوى التصفيق وكيْل المدائح لأربابهم المحليين وأحلافهم وطوائفهم؛ بينما جمعت "أيام بوتلميت" في آن واحد بين الاحتفاء بذكرى عيد الاستقلال الوطني ودعم رئيس الجمهورية وإعادة دفء الحياة للمدينة ورفع ذكرها واسترجاع أمجادها.

شهد الاحتفاء بعيد الاستقلال الوطني إيماءات رمزية قوية تمثلت في رفع العلم وعزف النشيد الوطني وسط هتاف الجماهير تعبيرا عن وطنية المكان وأهله، وتأكيدًا على أن "باب" ومدينته وإنتاجه الفكري والأدبي ملك للوطن كافة، أخذ به أم غيّره، لا فرق. الكلمة العليا هنا للوطن والدولة.

وتمثل دعم الرئيس في استلهام عناوين المداخلات من فقرات مشروعه وخطابه، والإشادة بالمدرسة الجمهورية عبر المحاضرات العلمية وتوزيع مئات الأزياء على الأسر المحتاجة، ومجالسة البسطاء ومد يد المساعدة إليهم.

أما النهوض بالمدينة، فتمثل في هذا الحدث الثقافي البارز الهادف إلى نفض الغبار عن معالم المدينة وتاريخها، وإحياء تراثها العلمي والحضاري. و بشهادة الجميع، فإنه بلغ أهدافه واستطاع اظهار الوجه الثقافي والحضاري الناصع للمدينة. كما كشف عما تتمتع به من ذخيرة تراثية فريدة تتجسد في ممارسات ثقافيّة متنوّعة، لاتزال تظهر في الفلكلور والسير الشعبية والأمثال والنوادر والطرائف، بل في كل أشكال التعبير الثقافي. وبكلمة واحدة، أقول إن "الأيام الثقافية" لمدينة بوتلميت شكلت نهجا جديدا من عمل "الموالاة"، وتجربة ذات أبعاد وجدانية ترسّـخ الماضي في الحاضر، وأدعو مدننا الداخلية للاستفادة منها للنهوض بالوعي والثقافة في عموم الوطن.

رئيس الدبلوماسية الموريتانية الاسبق محمد فال بلال