إعلانات

عن التحريض الشرائحي العنصري/ المختار السالم

سبت, 30/04/2022 - 21:03

الملاحظة التي انتشرت على نطاق واسع عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وقال فيها الزعيم السياسي والنائب البرلماني عن حزب "تواصل" شيخان ولد بيبه،  إن الحديث عن "الابارتايد" في مسيرة ميثاق الحراطين مناف للنسخة الأصلية من الميثاق التي أريد لها أن تعبر عن رأي جامع وطرح واقعي، ملاحظة واردة جدا.
والسؤال فقط هو متى كانت هذه الشعارات غائبة عن الحراك الاجتماعي الذي اتخذ منعطف الحرب الأهلية... فللعقد الثاني على التوالي تجيَّش أطراف داخلية وخارجية في حملة شعواء على شريحة معينة من الموريتانيين.
هناك لعبة غير خافية مفادها أنه كلما ازداد التمكين للبعض زاد منسوب السوء في خطابهم التحريضي... لأنه أصبح "خطاب دخل" و"خطاب وظائف" يتطلب المساومة والاستفزاز باستمرار والضغط.
وللأسف يزداد خطاب الحرابة والإرعاب والبغضاء والكراهية إلى درجة خطيرة... رغم أن قضية الحراطين (عند أصحاب هذا الطرح) ما هي إلا "حصان طروادة". ولو انتبه مثقفو ونشطاء هذه الشريحة إلى ما يخطط لها لراجعوا سلوكهم وخطابهم بسرعة.
فالشحن الشرائحي والخطاب العنصري لم يبق ولم يذر، وزرع في نفوس آلاف المواطنين الأبرياء الحقد ضد بني جلدتهم ووطنهم ودينهم.. بل صار تصور بعض العامة أنه لا يمكن العيش بكرامة دون القضاء على "البيظان"
إن خطاب النخبة والشارع في هذا المجال يلتقيانِ لقاء الكبريت والزيت.
إن حجم الحراك، وتفريعاته، الذي يرفع شعاره الفعلي (سنقضي عليكم ونذبحكم و.)... والذي يسمع كل حين وفي أي مكان تدخله... خطاب لا يعي الحقائق التالية:
1. تتكون السنغال من 16 مليون نسمة (بينها 2 مليون حرطاني)... وليس فيها بواب واحد غير زنجي.
ولا تسمع فيها أي صوت للضحايا.
والسنغال هي أكبر منجم للعبودية في التاريخ البشري. حيث شحن منها ما يناهز 12 مليون عبد إلى أمريكا وحدها في قرن واحد.
2. تتكون مالي من 20 مليون نسمة من بينهم مليون حرطاني عربي... وليس فيها حرطاني واحد بواب.
3. تتكون الجزائر من 45 مليون نسمة... ولا يوجد بواب واحد من حراطين الجزائر.
4. تتكون المغرب من 50 مليون نسمة، وفيها ملايين الأرقاء السابقين، ولم يعين فيها يوما بواب واحد من الحراطين.
أما في موريتانيا.
فرئيس الوزير، وعدة وزراء ومئات المدراء والمسؤولين وآلاف الوظائف المتوسطة والصغيرة يتولاها الحراطين، ناهيك عن خطط وبرامج لتحسين وضعية هذه الشريحة التي تستحق كل خير، ولن يضرها إلا الشر الذي تنعق به أبواق بعض السياسيين الانتهازيين.
إن الزنوج من دول الجوار، الذين يديرون اللعبة بشكل ممتاز وبالتعاون مع دول الجوار العربية، أولئك الزنوج الذين يخططون للخروج من "حصان طروادة" هم أول من سيقضي على الحراطين... فلم يحصل الحراطين على مجد ولا "درجة" في السنغال ولا مالي ولا الجزائر ولا المغرب... بل إن موريتانيا هي جنتهم رغم ما تظلم من أكلها... ولينكر ذلك من شاء.
"مزال جاي يوم.."... عبارة باتت تتردد في كل مكان.. ولعلها أيام وليال.. فليحفظ الله وحدة الموريتانيين ووئاهم.
إن الحديث عن "لابارتايد" في موريتانيا لا يراد منه لهذا الشعب خير قطعا. فاتقوا الله.