إعلانات

دمّر 23 دبابة.. الذكرى الـ20 لرحيل عبد العاطي أبرز "صائدي" دبابات إسرائيل في حرب أكتوبر

جمعة, 10/12/2021 - 00:22

 

 

عبد الرحمن محمد

 

القاهرة- أقل من أسبوع يفصل بين الذكرى الـ20 لوفاته التي تحلّ في التاسع من ديسمبر/كانون الأول، والذكرى الـ71 لولادته التي تحلّ في الـ15 من الشهر ذاته، لتظل سيرة أحد أشهر "صائدي الدبابات" الإسرائيلية في حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973 حاضرة ومتصلة في ذاكرة المصريين.

الرقيب أول مجند محمد عبد العاطي عطية شرف، أحد أبرز من حمل لقب "صائد الدبابات" في حرب أكتوبر/تشرين الأول، وسُجّل في عدد من الموسوعات الحربية بهذا الوصف، بعد أن نجح في تدمير 23 دبابة و3 مجنزرات (عربات مصفحة) في الحرب التي انطلقت في السادس من ذلك الشهر ونجحت بها مصر في محو آثار الهزيمة القاسية التي كانت تلقتها من إسرائيل في يونيو/حزيران 1967.

ولد محمد عبد العاطي في 15 ديسمبر/كانون الأول 1950، بقرية "شيبة قش" في مركز منيا القمح، بمحافظة الشرقية، وتخرج في كلية الزراعة عام 1961 ليعمل مهندسا زراعيا، قبل أن يلتحق بالقوات المسلحة في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1969، واستمرت خدمته في الجيش 5 سنوات، وكان له 4 أولاد: 3 أبناء وبنت.

 

التحق في البداية بسلاح الصاعقة في الجيش المصري، قبل أن ينتقل إلى سلاح المدفعية بناء على رغبته، فقد كان يهوى الرماية منذ صغره، وتخصص في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات، ومن أبرزها "فهد" الذي كان يبلغ مداه 3 كيلومترات، ويتطلب العمل عليه قدرا كبيرا من الحساسية وقوة التحمل والأعصاب وسرعة البديهة.

تميز عبد العاطي في مرحلة تدريبه بأخلاقه وثقافته وتمسكه بالتقاليد العسكرية، وتم ترشيحه ضمن فئة من الجنود المميزين لتدريبهم على الصواريخ المضادة للدبابات، وبرزت مواهبه بعدما أصاب الهدف من أول صاروخ في اختبارات الرماية بالذخيرة الحية.

اختير لأول بيان عملي على صاروخ "فهد" أمام قائد سلاح المدفعية اللواء محمد سعيد الماحي، وتفوق والتحق بعد ذلك بمدفعية الفرقة 16 مشاة بمنطقة بلبيس، التي كانت تدعم الفرقة بأكملها أثناء العمليات.

وبعد عملية ناجحة لإطلاق الصاروخ، كُلّف بالإشراف على أول طاقم صواريخ ضمن الأسلحة المضادة للدبابات في مشروع الرماية الذي حضرته قيادات الجيش المصري، ثم رقّي إلى رتبة "رقيب مجند".

 

نال عبد العاطي أيضا جائزة أفضل رام في مسابقة للجيش الثاني، وذلك في تجربة رماية ركزت على ضرب الأهداف الثابتة والمتحركة من على هضبة رملية يبلغ ارتفاعها 30 مترا، وحظي حينئذ بتقدير رئيس أركان الجيش.

التحق عبد العاطي باللواء "112 مشاة" في الكتيبة 35 مقذوفات، وفي اليوم الثالث للحرب (الثامن من أكتوبر/تشرين الأول) وفي إحدى المعارك البرّية على بعد 80 كيلومترا في صحراء سيناء، أطلق عبد العاطي أول صاروخ له نجح به في إصابة دبابة أولى للعدو الإسرائيلي.

واصل عبد العاطي بعد ذلك إصابة الدبابات التي كانت تتوافد على الموقع الذي يوجد فيه، فنجح في غضون نصف ساعة في إصابة نحو 13 دبابة، ليدفع ذلك القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب، واستطاعت عندئذ القوات المصرية السيطرة على أماكن كانت قد اضطرت إلى مغادرتها.

وفي أيام الحرب التالية، تمكن عبد العاطي من إصابة عدد آخر من الدبابات والمدرعات، ليصبح رصيد ما دمّره خلال أيام الحرب 23 دبابة و3 مدرعات، استحق لأجلها أن يكون أبرز حاملي لقب "صائدي الدبابات".

 

تحدث عبد العاطي في فيلم وثق جانبا مما قام به في الحرب، عن تفاصيل العمليات التي شارك فيها من ساحة المعركة، كما تحدث في الفيلم أحد قائدي وحدته -التي دمّرت في حرب أكتوبر/تشرين الأول قرابة 141 دبابة- عن قدرات عبد العاطي وزملائه، ونجاحهم في استيعاب المعطيات المعقدة للأسلحة المضادة للدبابات.

 

صائدو الدبابات

حصل عبد العاطي على وسام "نجمة سيناء" من الطبقة الثانية، أحد أرفع الأوسمة العسكرية، إذ كرّمه الرئيس الراحل أنور السادات عام 1974، تقديرا لما قدمه في حرب أكتوبر/تشرين الأول، ولأجل ذلك سمى ابنه الأول "وسام" اعتزازا بهذا التكريم، كما نال وسام "الشجاعة" من الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.

كان عبد العاطي أحد أبرز من نالوا لقب "صائد الدبابات"، ومن ضمنهم محمد إبراهيم عبد المنعم الذي عرف باسم محمد المصري الذي دمّر نحو 27 دبابة إسرائيلية، وإبراهيم عبد العال الذي نجح في تدمير 18 دبابة وسيارتين مصفحتين وتوفي في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، ومحروس رزق عطا الله الذي دمّر 13 دبابة خلال الحرب.

توفي عبد العاطي في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 2001، الموافق لـ24 من رمضان 1422 من الهجرة، ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية خبر وفاته ابتهاجا بذلك، حسب ما ذكر نجله عصام على إحدى القنوات المصرية، وأفادت به وسائل إعلام محلية مصرية.

 

 

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة