إعلانات

تعرف على ولاية بنجشير التي ترفض بيعة طالبان... السكان وتاريخها في القتال..

سبت, 04/09/2021 - 00:13

 

عندما دخل مسلحو طالبان القصر الجمهوري بالعاصمة كابل في منتصف الشهر الجاري كانت كل الولايات قد خضعت لسيطرتهم، ما عدا واحدة في شمال شرقي البلاد.

وقد حدث هذا بالضبط قبل ربع قرن، فعندما كانت حركة طالبان تسوس كابل وكل ولايات أفغانستان كانت ولاية بنجشير خارجة السيطرة وتخضع لرجل يتردد اسمه كثيرا على خطوط النار.

ولاية بنجشير واحدة من 34 ولاية في أفغانستان، وتقع على بعد 150 كم فقط من العاصمة كابل، وتضم حوالي  173 ألف نسمة.

وبينما يهيمن العرق البشتوني على حركة طالبان بشكل كبير، يمثل الطاجيك 98.9% من سكان ولاية بنجشير، وهذه معادلة عرقية ألقت بظلالها كثيرا على تاريخ أفغانستان.

رجال لصد الغزاة

وطالما صمد وادي بنجشير في وجه الاحتلال الأجنبي، فقد عجز جيش الإمبراطورية البريطانية عن اختراق المنطقة أثناء محاولته السيطرة على أفغانستان في القرن الـ19.

وفي الثمانينيات، خاضت الولاية قتالا شرسا ضد الاحتلال السوفياتي وسمع الناس كثيرا عن القائد أحمد شاه مسعود.

 

تمكن رجال أحمد شاه مسعود من كبح جماح القوات السوفياتية، وبعد خروج السوفيات من البلاد عام 1989 انقسمت فصائل المجاهدين وسعى كل فصيل للسيطرة على البلاد.

أيضا، لم تغب ولاية بنجشير عن الشأن الأفغاني في حقبة ما بعد السوفيات، فقد شكل مسعود تحالف الشمال المكون من ائتلاف القوات الأوزبكية والطاجيكية. وسيطرت قواته على كابل لبعض الوقت، لكنها اتُهمت بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

 

وفي عام 1996 سيطرت حركة طالبان على كابل وغيرها من المدن الأفغانية، لكن التحالف الشمالي، تحت قيادة مسعود تمكن من الحفاظ على بنجشير وأبقاها خارج سيطرة الحركة طوال فترة حكمها التي استمرت 5 سنوات.

اغتيل أحمد شاه مسعود في 9 سبتمبر/أيلول 2001، أي قبل يومين فقط من هجمات 11 سبتمبر التي قادت لاحقا لغزو أفغانستان وطرد طالبان من الحكم.

 

وبعد 20 عاما من طرها من السلطة على يد تحالف دولي بقيادة أميركا، عادت طالبان عنوة في وضح النهار إلى العاصمة كابل وخضعت لها البلاد من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

لكن ولاية بنجشير كانت استثناء هذه المرة أيضا، ففي الوقت الذي فرّ فيه الرئيس الأفغاني وعائلته إلى الإمارات واختفى كل وزرائه عن الأنظار، أعلن نجل شاه مسعود أنه يحشد قواته ضد حركة طالبان.

على خطى أبى

وقد كتب مسعود الابن "أنا على استعداد لاتباع خطى والدي، مع المجاهدين المقاتلين المستعدين لمواجهة طالبان مرة أخرى. لدينا مخازن الذخيرة والأسلحة التي جمعناها بصبر منذ عهد والدي، لأننا علمنا أن هذا اليوم قد يأتي".

وأضاف "لدينا أيضا الأسلحة التي يحملها الأفغان الذين استجابوا خلال 72 ساعة الماضية لندائي للانضمام إلى المقاومة في بنجشير. ولدينا جنود من الجيش النظامي الذين اشمأزوا من استسلام قادتهم، وهم يشقون طريقهم الآن إلى تلال بنجشير بمعداتهم. كما انضم أعضاء سابقون في القوات الخاصة إلى نضالنا".

وأمس الاثنين قال المتحدث الرسمي باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن مسلحي الحركة يحاصرون ولاية بنجشير بعد رفض عدد من القيادات العسكرية المناوئة لطالبان تسليمها، وأوضح أن الحركة تحاول حل الوضع في الولاية عبر التفاوض.

وتداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يظهر فيها مقاتلو طالبان وهم على مشارف وادي بنجشير، بعد يوم من إعلان الحركة إرسال قوات لإخضاع الولاية الواقعة شمال شرقي البلاد.

 

وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم إن الحركة لا يمكنها القبول ببقاء منطقة بنجشير خارج سيطرتها، لأنها أرض أفغانية، وفق قوله.

وفي لقاء سابق مع الجزيرة، أكد نعيم أن الحركة رغم إرسالها مقاتلين إلى بنجشير لا تريد القتال، وتسعى لتسوية المشاكل في أفغانستان بالطرق السلمية.

المصدر : الجزيرة