إعلانات

الزواري.. الشهيد التونسي الذي لعب دورا كبيرا في تطوير المنظومة العسكرية لكتائب القسام

ثلاثاء, 25/05/2021 - 00:21

طائرة "الزواري" أحدث أسلحة القسام.. سبقها الكشف عن غواصة من تصميم الشهيد التونسي

 

المصدر : الجزيرة

آمال الهلالي - تونس

لعب الشهيد التونسي محمد الزواري دورا كبيرا في تطوير المنظومة العسكرية لكتائب القسام الجوية والبحرية، فقد كشفت الكتائب عن طائرة مسيرة وغواصة باسم الشهيد التونسي محمد الزواري، والتي تدخل لأول مرة بالخدمة في هذه حرب غزة 2021.

نشرت كتائب عزالدين القسام فيديو صورته طائرة "الزواري" المسيرة التي نفذت طلعات رصد واستطلاع فوق مواقع الجيش الإسرائيلي، وعادت لمواقعها سالمة. وتعد "الزواري" أحدث ما كشفت عنه كتائب القسام من أسلحة أدخلتها في الخدمة في الحرب الدائرة في غزة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقبل أيام، تم الكشف عن غواصة ذاتية القيادة من تصميم الشهيد التونسي محمد الزواري، والتي اعترضتها البحرية الإسرائيلية أثناء استهداف الغواصة فرقاطة إسرائيلية قبالة شواطئ غزة.

 

__________________________________________________________

اقرأ أيضا

ما دلالات تشييد نصب تذكاري للشهيد الزواري برفح؟

خفايا استشهاد الزواري على يد الموساد

طائرات "شهاب" الانتحارية محلية الصنع التي أدخلتها كتائب القسام الخدمة خلال معركة سيف القدس.

________________________________________________________

في هذه الأجواء تختلط مشاعر الحزن بالفخر لدى رضوان شقيق الشهيد والقيادي الراحل في حماس محمد الزواري وهو يتابع عبر شاشات التلفزيون ما وصفها بالعمليات النوعية لسلاح المقاومة حماس جوا وبحرا ضد أهداف إسرائيلية، والتي تحمل بصمات شقيقه المهندس.

يجزم رضوان للجزيرة نت بأن الغواصات ذاتية القيادة التي أقر جيش الاحتلال منذ يومين بحيازة المقاومة الفلسطينية لها كانت السبب المباشر الذي عجل باغتيال شقيقه من قبل الموساد في مسقط رأسه بمدينة صفاقس في 15 ديسمبر/كانون الأول 2016.

الغواصة ذاتية القيادة التي صممها الشهيد محمد الزواري ودخلت الخدمة في معركة غزة الجارية (مواقع التواصل الإجتماعي)

وكان جيش الاحتلال قد أقر أمس الاثنين بامتلاك حركة حماس غواصات ذاتية القيادة قادرة على حمل متفجرات بوزن 50 كيلوغراما، مشيرا إلى أن الحركة حاولت استهداف منصة الغاز قبالة أسدود.

ويقول شقيق الزواري إنه بعد سنوات قضاها الشهيد في المنفى قرر العودة إلى تونس بعد اندلاع الثورة وسقوط نظام بن علي، ليستقر في مسقط رأسه بمدينة صفاقس جنوبا، ويستأنف نشاطه الأكاديمي في المدرسة الوطنية للمهندسين.

انكب الشهيد على تحضير أطروحة الدكتوراه، وكانت تتعلق بغواصة تعمل بنظام التحكم عن بعد، ولم يكتب له عمر لمناقشتها بعد أن اغتاله الموساد عقب زيارات متكررة علنية وسرية لعملائه إلى المختبر الذي كان يشتغل فيه الزواري وافتضاح أمر الغواصة إضافة إلى الطائرات المسيرة.

نموذج للغواصة في أطروحة الدكتوراه للشهيد الزواري (الجزيرة)

وكان وثائقي إسرائيلي نقلته وكالة "شهاب" الفلسطينية في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 كشف عن الأسباب والدوافع التي أعطت للموساد الضوء الأخضر لاغتيال الزواري، والمتعلقة أساسا بتطويره طائرات مسيرة، ونماذج لغواصات مسيرة قادرة على حمل عبوات ناسفة.

وبحسب شهادة محللين إسرائيليين، فإن ضباط الموساد اعتبروا أن مشاريع الزواري خطر على أمن إسرائيل، وقد تمثل تحولا نوعيا في سلاح المقاومة، مما سيجعل منشآتها الحساسة من نفط وغاز أهدافا مباشرة للمقاومة، وهو ما تم فعليا.

الفيلم الوثائقي ذاته كشف عن دخول عناصر من الموساد سرا للمختبر الذي يعمل فيه الشهيد الزواري بمدرسة المهندسين في صفاقس، والذي عمل خلاله الزواري على تطوير مشاريعه الأكاديمية، ولا سيما الغواصة، وهو ما أعطى الإذن باغتياله.

الشهيد الزواري (يسار) خلال إشرافه على نشاط نادي الطيران بصفاقس (الجزيرة)

وأكدت شهادات لعائلة وزملاء الشهيد الزواري حضور شخص يحمل الجنسية المجرية ويدعى كريس سميث إلى مدرسة المهندسين بصفاقس في أغسطس/آب 2015، وتمكنه من الدخول سرا للمختبر الذي يعمل فيه الشهيد الزواري والاطلاع على نموذج الغواصات التي كان يعمل عليها.

وتحدثت المصادر ذاتها عن عرض الشخص المجري على الشهيد الزواري في يناير/كانون الثاني 2016 مشروعا للتعامل معه في إطار برنامج أوروبي لاستغلال الطائرات المسيرة في أغراض مراقبة المنشآت النفطية، غير أن الشهيد ساورته الشكوك وطلب من تلاميذه عدم التعامل معه.

وسبق أن أقر مقال للكاتب الإسرائيلي أليئور ليفي نشر في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بالدور الكبير للشهيد محمد الزواري في تطوير المنظومة البحرية لكتائب عز الدين القسام من خلال مشروع الغواصات غير المأهولة.

تشغيل الفيديو

وقال ليفي إن "الزواري اجتهد لتأسيس غواصات بحرية يتم التحكم بها عن بعد، مما يشير إلى أن اغتياله جاء للحيلولة دون تطوير حماس منظومتها العسكرية البحرية، وليس بالضرورة لما قدمه للحركة في مشروع الطائرات المسيرة".

وفي حديثه للجزيرة نت يقول صديق عائلة الشهيد والباحث العلمي بالمدرسة الوطنية للمهندسين في صفاقس الدكتور وليد الليلي للجزيرة نت إن الزواري اشتغل على أطروحة الدكتوراه لغواصة ذات قيادة ذاتية والتي تمت مناقشتها بعد استشهاده.

ويضيف أن الشهيد حصل في 2013 على شهادة مهندس ميكانيكي بتقدير جيد جدا والمتمثلة في صنع طائرة مسيرة.

وأكد محدثنا على حرص الشهيد محمد الزواري طوال فترة عمله في مدرسة المهندسين بصفاقس على عدم الكشف عن انتمائه للمقاومة، وأنه كان دائما يعرف نفسه كخبير للطاقة الميكانيكية.

كتائب القسام نعت الشهيد محمد الزواري واعتبرته أحد قادتها البارزين (الفرنسية)

وتهدف رسالة الدكتوراه للشهيد الزواري -بحسب النسخة التي اطلعت عليها الجزيرة نت يوم أربعينية الفقيد في 2017- إثر مناقشتها من طرف اللجنة العلمية لدراسة السلوك الهيدروديناميكي والديناميكي لغواصة ذاتية القيادة، في حين يتم تحديد عوامل التحكم في الغواصة على أساس اختبارات تجريبية.

يشار إلى أنه سبق لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس أن نعت في بيان عسكري في 17 ديسمبر/كانون الأول 2016 الشهيد محمد الزواري، واعتبرت أنه أحد قادتها ومن الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية، والتي كان لها دورها في حرب العصف المأكول في 2014.