إعلانات

تدوينات... (2).. جلباب (الحرام/ الحلال) في النحو

ثلاثاء, 19/05/2020 - 06:17

 

علَّق الأستاذ الجليلُ عبد الله محمّد سالم السّيِّد على «الحصة الثّالثة» مِن ذاك الشيءِ الذي أبرِزُ فيهِ بعضَ الأخطاء الشّائعة، التعليقَ التّاليَ:

أفدت كالعادة أفادك الله، وأرى أنك لو وقفت مع خطإ واحد في كل حلقة تستقصيه من جميع جوانبه، وتبين تاريخ ظهوره والكتابات التي ظهر فيها، وتتلمس أسباب ظهوره لكان ذلك أكثر فائدة ولتمكنت أخيرا من جمع تلك الحلقات في كتاب مفيد نتعلم منه.

مثلا: المثال الأول: نلاحظ أن الاستعمال المستحدث أكثر تعقيدا من الاستعمال الصحيح لأنه أجاب عن الشرط بشرط آخر غير مكتمل إلا برجوعه إلى الشرط الأول؛ وهو ما يمكن أن يحيلنا دلاليا إلى ما أسماه المناطقة بالتسلسل والدور فلا تكتمل الجملة الأولى ولا الثانية. فهل هذا الأسلوب من تأثير أساليب اللغات الأخرى كالفرنسية أو الإنجليزية؟ متى استخدم في العربية؟

ما مدى استشرائه في الكتابات العربية الحديثة؟ هل سبق التنبيه إليه في معاجم الأخطاء الشائعة....

وبذلك كله تخرج هذه التدوينة من جلباب الفقه (الحرام/الحلال) إلى سياق منطق تطور الأساليب اللغوية.

وحدك تستطيع خوض غمار البحث في هذه القضايا؛ واسمح لي بارتداء عباءة الفقه لأقول لك إن هذا وجب عليك وجوب العين ما دمت وحدك المؤهل للقيام به.

Abdallah Med Salem Seyid.

 

كانَ الوقتُ سَحَرًا، فكتبتُ الرّدّ التّاليَ:

أجدتَ، سيدي الرئيس، وتلك شنشنة نعرفها منك من الزّمان الأول..

كلّ الذي ذكرتَ واردٌ ووجيهٌ، لكنّ مأربِي الأولَ، من خلال هذا الشيء المتواضع، أن أكون نذيرًا بين يدي أخطاءٍ أليمة، مؤلمةٍ، هدّامة لنسيج لغتنا العربية وكيانها الأصيل...فحسبي التنبيه ولفت النظر إلى ضرورة السعي الجاد لإنقاذ عنوان هويتنا ورمز أصالتنا، ورأس مالنا وأهم صادراتنا وعلة وجودنا في هذا الثغر، لغةِ الأجداد والآباء والأمهات..فإن ضيعناها فنحن لما سواها أضيع...

هذَا جُهدُ المُقِل (بمعناها العربيّ، لا الحسّانيِّ)، ذلكَ مبلَغِي من العِلمِ، هذه خدمةٌ بسيطة وإسهام متواضع في تصحيح أبجديات الأخطاء الشائعة وشبه الشائعة بين العامة وفي وسائل الإعلام، أمّا تتبُّع المسار التاريخي للأخطاء فأخشَى أن يكونَ تدخُّلاً في عمل المعجَم التّاريخِي للغة العربيةِ سافرّا..

أمَا وقد ذكرتَ، سيدي الرئيس، أن الدراسةَ المعمقةَ واجبة وُجوبَ العين، فمَن لها سواكَ؟!!

أنت عَينٌ من أعيانِ كلّ فضلٍ جزيل وخُلق نبيل، أنت عينٌ من أعيان العُرِوبة واللغة العربيةِ وآدابِها والثقافة والفِكر والبحث، أنت عينٌ راعيَةٌ، ساهرةٌ على خدمة ما ينفع ناسَ هذَا الرَّبعِ ويمكُثُ في أرضهِم ويجلب لها الخير والنفع، وعلى ما يدفعُ عنها الشر والفسادَ...دفَعَ اللهُ عنكَ العَينَ...

أمّا أنا، مِسْكِينٌ أنَا، فأذْنٌ واعيىةٌ، أذْن خيرٍ بإذن الله، تأمرُني فأعينَك في الدراسة، وتوّجهُني فأطيعَك، ستجدنيَ إن شاء الله صابرًا ولا أعصِي لك أمرَا..

سيدي الرئيس، اعذُرني، فقد يقول القرّاء إنّنِي بالغتُ في الإطراءِ، لكنّ عالم ما تُخفِي الصدور يعلم أنه صادقٌ، غيرُ زَيْفٍ، ثمرة أخُوّةٍ وصداقة بلغت أشدّها وجَازَت أربعِينَ سنَةً هذا العامَ، وماذا يبتغي الناسُ مِن خُلّةٍ جَاوَزَت حدّ الأربَعِـينِ...عفوًا، أطلتُ:

وقَد أطال ثنائي طُولُ لاَبسِهِ...إنَّ الثّناءَ علَى التِّنبَالِ تِنبَالُ.

سالَ بيّ قلمُ الوادي، ما أستطَـعتُ ردَّهُ ولم أرِد كبحَ جِماحِه، فهوَ سَـابگ وجابِرٌ الدّربَيَةَ.

طابت ليلتُك وتقبل اللهُ صيامَك والقيامَ وضاعف لنا ولك الأجرَ.

وتسحَّـرْ فإنّ في السّحُور برَكةً.

ابُّـوه ولد مُحمّدن ولد بلبَلاّه