إعلانات

بهدوء.... / أ.د. عبد الله السيد

اثنين, 13/04/2020 - 23:37

 

أ. د. عبد الله السيد (*)

 

 

الآن لا ينبغي تشتيت الجهود في التنابز السياسي، ولا في إذكاء النعرات الجهوية والقبلية والعنصرية...

علينا أن نوجه جهودنا جميعا لحماية مجتمعنا من هذا الوباء، والعمل على تقليل آثاره، والاستفادة منه درسا جديدا في الحياة.

_فعن طريق تشديد الإجراءات الراهنة، وعدم التساهل في تنفيذها نستطيع أن لا نختبر طاقة بنيتنا الصحية، مع تقديرنا لاستعدادها، واتخاذ ما يمكنها اتخاذه لحماية المواطن.

_وبإعادة النظر في الخطط الاقتصادية والتسييرية إعادة جريئة وسريعة؛ تستحضر أهم الاحتمالات لجمع الموارد وحسن تدبيرها يمكننا التقليل من الآثار الاقتصادية لهذه الكارثة. وهنا ينبغي على الحكومة أن تستحضر هشاشة القطاع الخاص؛ حيث فقد كثير من الناس مصدر رزقهم، متمثلا في مرتبات كانوا يجدونها من "مؤسسات" لا تتحمل التوقف أسبوعا أحرى أشهرا. وآخرون لا تستطيع خدماتهم أن تتحمل الإيجار شهرا دون خدمة...

فعلى الحكومة أن توسع آفاق رؤيتها؛ فبكل تأكيد يكون إسعاف محدودي الدخل أولوية؛ لذلك فالشروع في توزيع مواد غذائية خطوة مهمة ومقدرة لكن يجب استمرارها، والتفكير حتى في توزيع الطعام... لماذا لا تفكر القوات المسلحة في إطلاق خدمة الطعام الجاهز في الأحياء الفقيرة؟ لنتمكن من قاعدة بيانات عن الفقراء حاضرا ومستقبلا ، ولنطمئن أن مجتمعنا لن يعرف المجاعة، ولنسهم في تغيير العادات الغذائية تغييرا اقتصاديا وصحيا...

_كذلك لا بد لنا من الاستفادة من هذا الدرس فيما يخص بناء مستقبل مغاير؛ يتمرد على وصفات المؤسسات الاستعمارية المانحة ورقابتها وخبرائها... يستغنى عن "المساعدات" الشكلية لدول النفوذ الاستعمارية... ينطلق من خطط سريعة وفاعلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي غذائيا وصناعيا ودفاعيا؛ بحيث نتمكن من الخروج من الدولة المستهلكة إلى الدولة المنتجة... فبأي مبرر يكون لنا صندوق سيادة في بنك أجنبى خارجي ونحن نحتاج مشاريع نقضي منها على البطالة، ونحقق الاكتفاء الذاتي في مجال من مجالات حياتنا؟

 

____

(*) مثقف وأكاديمي موريتاني كبير ومدير بيت الشعر في نواكشوط