أ. د. عبد الله السيد (*)
نعم للتنافس في فعل الخير
التنافس في فعل الخير لا يعني عدم توحيد الجهود؛ فحين تطالعنا وسائل الإعلام أن رجل أعمال قدم في مقاطعة سلات غذاء، ووسائل تنظيف، ونقرأ أنه تبرع لصندوق مكافحة الجائحة، وأنه رفقة آخرين وفروا أجهزة فحص لوزارة الصحة فلا شك أن ذلك كله يذكر فيشكر...
وحين نرى أحزابا سياسية، لا تملك مالا أصلا، استطاعت أن تجمع على بعض منتسبيها مواد غذائية وقامت بتوزيعها، مهما كان حجمها فهذا فعل يصب في توحيد الجهود، لا في تشتيتها...
كذلك فحين يقوم الميسورون من منحدري مقاطعة ما لجمع تبرعات لتوزع على الضعاف من سكان تلك المقاطعة فليس في ذلك تشتيت للجهود...
تشتيت الجهود الآن هو في تلك الدعوات النتة باسم الجهة، أو الفئة أو القومية التي تسعى إلى إثارة النعرات، والحساسيات في وقت يجب أن ينصهر فيه الجميع لمواجهة عدو مشترك؛ لا يفرق بين الجهات، ولا القوميات ولا الفئات.
تشتيت الجهود الآن هو في بروز لوبيات تسعى إلى إذكاء الصراع في وقت ينبغي أن تتآزر فيه كل مكونات المجتمع من أجل الانتصار.
فهنيئا لك، فخامة الرئيس، فقد استطعت بيقظتك وبنجاعة فريقك الحكومي أن توحد القوى الحية في مجتمعك لمواجهة هذا الوباء في وقت انهارت فيه دول أكثر إمكانيات.
هنيئا لهذا الشعب فقد كان انصياعه للتعليمات الحكومية، وعدم تصديقه الدعايات المضللة عاملا مهما لسلامته التي. يحسد عليها.
فليحافط على هذه النعمة...
وليواصل بحزم وصرامة تشديد الحجر الصحي.
____
(*) مثقف وأكاديمي موريتاني كبير ومدير بيت الشعر في نواكشوط