بحزن شديد وصدمة بالغة علمتُ الآن بوفاة صديقي الشيخ عمر با في باريس، الذي التحق بارفيق الأعلى منذ ساعات بعد إصابته المؤلمة بفيروس كورونا. رحمه الله جلّ جلاله برحمته الوافرة في أسمى جنان الفردوس.
كان الشيخ عمر با أحد الأعضاء والقادة التاريخيين لحركة افلام، وهو كاتب وشاعر كبير وموهوب. متجذر جدّا في ثقافته الخاصة ومنفتح للغاية على الثقافات الأخرى. كان يكتب الشعر والنصوص الأدبية بلغتين، بلغته الأم البولارية وباللغة العربية التي كان يجيدها بحذق وتألق.
لقد عرفتُ الشيخ عمر وزوجته الرائعة أميناتا با منذ أكثر من 20 سنة، ربما منذ 25 سنة. جمعتنا العديد من السياقات والأنشطة، كان آخرها سلسلة من المقابلات المسجّلة التي شارك فيها والتي تمّ تنظيمها بالتعاون مع إصدارات الآرماتان حول مسألة اللغات في موريتانيا وكان من المقرر نشرها في شكل كتاب. وللأسف سيظل المشروع غير مكتمل.
في لقاءاتنا، القليلة حينا والمتكررة أحيانا أخرى حسب الفترات، اكتشفت رجلاً جديراً حقاّ بالتقدير، رجلا ذا ثقافة كبيرة متشبعاً بالإيمان العميق وبالإنسانية والتواضع والانفتاح ، رجل مبدأ وكفاح وفياً لقضيته التي كرّسَ لها بدون كللٍ حياته.
للجميع، وبالأخص لرفاق نضاله ولأصدقائه وعائلته ولزوجته أميناتا با، أقدم تعازي العميقة.
لهم جميعا الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كامبريدج
26 مارس 2020