إعلانات

نتضامن بالتبرع والتطوع

جمعة, 20/03/2020 - 18:47

أ.د. عبد الله السيد (*)

 

دعا فخامة رئيس الجمهورية إلى تضامن الجميع لمنع انتشار هذا الوباء، وقد بدأ المواطنون تجسيد ذلك؛ فأعلن بعض رجال الأعمال التبرع بمبالغ محترمة، ووضع نواب رواتبهم وإمكانياتهم رهن إشارة السلطات، وأثار مدونون حاجة الفقراء إلى نصيب من هذه التبرعات، وذكر آخرون بمصير تبرعات سابقة في فترات ماضية لم ير لها نفع ولا أثر...
وأرى أن لا تضامن إلا باعتماد أسلوب التبرع والتطوع في حياتنا العامة، وتنظيمه تنظيما دقيقا؛ وبذلك وحده علينا أن نفكر في بناء وطننا.
لن تغنينا القروض الربوبية ذات الشروط الإذعانية، ولا هبات المن الدعائية المصحوبة بالتدخل السافر في سيدتنا الوطنية، لكن بالتضامن الذي يأخذ شكلا تنمويا تطوعيا منظما على مستوى القرى والمقاطعات والولايات نستطيع القضاء على الفقر والجهل والبطالة.
ليس الأمر بالسهل فلا بد له من تدخل السلطات تشجيعا وتوجيها، ومن حضور النخب السياسية، وحملات التوعية، وتقديم الدروس والتجارب.
أما الآن فعلى وزارة الصحة أن تعلن فورا حيازتها للتبرعات وتتواصل مع أصحابها، وتقوم بفتح حسابات وتحددأرقاما لاستقبال متبرعين جدد، وعليها أن تخصص مخازن للتبرعات غير العينية، وجهة لاستقبال المتطوعين وتأهيلهم، واستغلال جهودهم.
وحين تجمع أموالا معتبرة تدخل بعضها في الدورة الاقتصادية استثمارا، وتنشيء ببعضها بنيات صحية وتعليمية صحية، وتتعاقد مع خيرة خبراء الصحة لتقديم أسابيع تكوينية لكوادرها... وكل ذلك يكون خاضعا للحكامة والشفافية، واضح النفع والأثر.
عند ذلك ستقتفيها القطاعات الأخرى... وشيئا فشيئا نخفف عنا سلطة الجهات المانحة، ونشعر بجدوائية جهدنا الذاتي.

 

______

 

(*) مثقف وأكاديمي موريتاني كبير ومدير بيت الشعر في نواكشوط

 

 

___

مواد ذات صلة:

 

لماذا لا نعلن حملة تبرع منظمة لصالح وزارة الصحة؟ /أ.د. عبد الله السيد