إعلانات

مكة: انطلاق القمة العربية الطارئة وولد عبد العزيز يطالب برص الصف العربي

خميس, 30/05/2019 - 22:53

مكة المكرمة و م أ:

انطلقت مساء اليوم الخميس، في قصر الصفا بمكة المكرمة، أشغال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته غير العادية بمشاركة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز والعديد من نظرائه ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية .
واستقبل رئيس الجمهورية لدى وصوله قصر الصفا (مكان انعقاد القمة) من قبل اخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
ويتضمن جدول الأعمال بحث الاعتداءات على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية وعلى محطتي ضخ نفط بالمملكة العربية السعودية وتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة.

وأكد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز،في خطاب ألقاه مساء اليوم الخميس أمام القادة العرب في قمتهم الطارئة بمكة المكرمة على ضرورة رص الصفوف والتصدي لكل ما من شأنه المساس بأمن المنطقة.
وعبر سيادته عن دعم موريتانيا القوي ووقوفها الحازم إلى جانب الأشقاء في المملكة العربية السعودية وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، وإدانتها الشديدة للأعمال التخريبية الجبانة التي عرضت انتظام أسواق النفط العالمية والملاحة الدولية في الخليج العربي للخطر.

وفيما يلي النص الكامل لهذا الخطاب: 

"بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

خادم الحرمين الشريفين صاحب الجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة،

صاحب الفخامة السيد الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة، رئيس الدورة الثلاثين للقمة العربية،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

صاحب المعالي السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية

ايها السادة والسيدات،

يطيب لي أن اتقدم بابلغ عبارات الشكر والامتنان إلى اخي خادم الحرمين الشريفين صاحب الجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والى الشعب السعودي الشقيق على ما احطنا به والوفد المرافق لنا من استقبال وكرم ضيافة، مثمنا مبادرة جلالته بالدعوة لهذه القمة الطارئة وهي مبادرة تؤكد من جديد سعيه الدؤوب إلى تنسيق المواقف بين بلداننا الشقيقة وحرصه على توحيد الصف العربي.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
ايها السادة والسيدات،

تواجه أمتنا العربية منذ فترة تحديات أمنية كبيرة، تجسدها الأعمال الإرهابية التخريبية والصراعات المسلحة التي تشهدها العديد من بلداننا العربية و التدخلات الأجنبية التي ترعى الفتنة وتذكي نارها، بتسليح وتدريب مجموعات متطرفة دمرت اوطانا وشردت شعوبا عربية كانت آمنة.

وقد تعاظم اليوم خطر الانشطة الهدامة من خلال المحاولات المتكررة لزعزعة الاستقرار في منطقة الخليج العربي، اكثر المناطق العربية امنا واشدها حساسية بحكم موقعها الاستراتيجي وما حباها الله به من ثروات في مجال الطاقة.

لقد تجلت خطورة تلك الانشطة في الأيام الأخيرة من خلال اعتداءات ارهابية جبانة استهدفت أمن واستقرار المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم الهجوم بطائرات مسيرة مفخخة على مواقع حساسة في المملكة العربية السعودية وتعرضت سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة لأعمال تخريبية، اننا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية نعبر عن دعمنا القوي ووقوفنا الحازم إلى جانب اشقائنا في المملكة العربية السعودية وفي دولة الإمارات العربية المتحدة وندين بشدة الأعمال التخريبية الجبانة التي عرضت انتظام أسواق النفط العالمية والملاحة الدولية في الخليج العربي للخطر.

إننا نهيب بالمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في مواجهة هذه الأعمال التخريبية التي تؤثر سلبا على المنظومة الاقتصادية الدولية وتزعزع الأمن والاستقرار في منطقة تغطي جل احتياجات العالم من البترول وهو ما يتطلب التصدي بحزم وقوة للجماعات الإرهابية التي تقف وراء هذه الأعمال ومحاسبة القوى الداعمة لها.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
ايها السادة والسيدات،

إن هذه الاعتداءات الآثمة لا تستهدف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة فحسب بل استهدفتنا جميعا نظرا لما تمثله منطقة الخليج العربي من أهمية استراتيجية واقتصادية بالنسبة لنا ولما تنهض به المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من دور فعال في دفع عجلة التنمية في بلداننا العربية.

إن واجبنا القومي يفرض علينا رص الصفوف والتصدي معا لكل ما من شانه المساس بامن المنطقة الذي يعتبر اساس أمننا القومي.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
ايها السادة والسيدات،

ان أمتنا العربية تمر بمرحلة دقيقة من تاريخها تدعونا إلى تعزيز العمل العربي المشترك وترسيخ قواعد التضامن والإخاء بين بلداننا لمواجهة الأخطار ورفع التحديات، فأمتنا بحكم المعتقد والتاريخ أمة سلام ومودة واخاء، لكنها في ذات الوقت أمة عزة وكرامة ولا سبيل إلى صون عزتها وكرامتها الا بالمحافظة على أمن واستقرار بلداننا وتحقيق نهضة شاملة تستجيب لتطلعات شعوبنا إلى المزيد من التنمية والرفاه.

والله اسأل أن يمن على وطننا العربي بالامن والاستقرار وان يحميه من الاطماع الأجنبية وان يكلل أعمال قمتنا بالتوفيق والسداد.

اشكركم،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

وكانت الجلسة الافتتاحية للقمة ، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الذي ترأس بلاده الدورة الثلاثين الحالية للقمة العربية أوضح فيها انه لا يوجد مبرر لأي تدخل في شؤون دول المنطقة، مجددا إدانة تونس استهداف مدن المملكة بالصواريخ الباليستية واستهداف السفن قبالة سواحل الإمارات وادانة استهداف محطتي ضخ النفط بالمملكة.
ودعا إلى تضافر الجهود لمكافحة الإرهاب والغلو والتطرف ، وطلب في نهاية كلمته خادم الحرمين الشريفين تولي رئاسة القمة العربية الطارئة في مكة المكرمة.،
وأبرز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية ، في كلمته ان القمة العربية الطارئة تعقد لمواجهة التحديات التي تواجهها الأمة العربية، مبينا ان قضية فلسطين هي قضية العرب الاولى.
ودعا القادة العرب الي الوقوف بخزم لمواجهة هذه التحديات ومعاقبة المسؤولين عنها منوها إلى السعي لجعل العالم العربي مركزا ثقافيا واقتصاديا مؤثرا.
و سيتم بعد ذلك تحويل الجلسة العلنية إلى جلسة مغلقة، يتم فيها اعتماد مشروع جدول الأعمال والنظر في مشروع البيان الختامي للقمة، وبعد ذلك تعقد جلسة ختامية معلنة لإعلان نتائج أعمال القمة، ثم يستضيف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القادة والرؤساء والملوك العرب على مائدة سحور.