إعلانات

حفتر يهدد بقصف سفن السلاح التركي والأمم المتحدة تحذر من تقسيم البلاد

أربعاء, 22/05/2019 - 01:03

وكالات:

هدد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، الذي يستعد لزيارة فرنسا خلال الساعات المقبلة، بقصف أي سفينة آتية من تركيا إلى موانئ المنطقة الغربية للبلاد، في محاولة لمنع القوات الموالية لحكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس من الحصول على مزيد من الأسلحة، خصوصاً من تركيا، بالتزامن مع تقارير إيطالية تحدثت عن مفاوضات غير معلنة مع مصراتة عبر روما للتوصل إلى حل سياسي مع حفتر.

وذكرت وكالة «آي جي سي» الإيطالية أنه في ظل الوضع السائد في طرابلس، فإن مصراتة تسعى إلى التفاوض مرة أخرى على سحب ميليشياتها من طرابلس، مقابل عدم دخول الجيش الليبي إلى مصراتة، مشيرة إلى أن الميليشيات في طرابلس تتكبد خسائر فادحة.

كان العميد خالد المحجوب، مسؤول الإعلام بالجيش الوطني، قد لمح إلى هذه المعلومات مؤخراً، لكن ميليشيات مدينة مصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق طرابلس التزمت الصمت، علماً بأن هذه الميليشيات تمثل حالياً العدد الأكبر من القوات الموالية لحكومة السراج، كما تعد «الأكثر تجهيزاً وتمرساً في القتال».

وزار حفتر الأسبوع الماضي روما، الحليف الوطيد الصلة بميليشيات مصراتة، لكنه رفض وقف النار الذي عرضه رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي.

ومن المنتظر أن يزور حفتر باريس لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يواجه اتهامات من حكومة السراج بدعم حفتر سياسياً وعسكرياً، وهو ما نفته السلطات الفرنسية في السابق.

وجرت منذ صباح أمس معارك عنيفة باستخدام مختلف أنواع الأسلحة في محاور خلة الفرجان ومشروع الهضبة، بالضواحي القريبة من مطار طرابلس، جنوب العاصمة، بين قوات الجيش الوطني والميليشيات التابعة لحكومة الوفاق.

وقررت القوات البحرية التابعة للجيش الوطني فرض حظر بحري كامل على الموانئ غرب ليبيا تطبيقاً لقرار القائد المشير حفتر قطع الإمدادات عن الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة السراج. وبحسب بيان لشعبة الإعلام الحربي، فقد أعلن اللواء فرج المهدوي، رئيس أركان القوات البحرية بالجيش الوطني «حالة النفير لكامل القوات، وفرض حظر بحري تام على كامل الموانئ البحرية في المنطقة الغربية». وهدد المهدوي بـ«الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاقتراب من موانئ المنطقة، خصوصاً السفن القادمة من تركيا».

وجاء التهديد عقب تسلم قوات السراج شحنة أسلحة مثيرة للجدل من تركيا أول من أمس في وضح النهار، تم توزيعها على الميليشيات الموالية للحكومة المدعومة من بعثة الأمم المتحدة. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن قوات حكومة الوفاق أعلنت السبت، في صفحتها على «فيسبوك»، أن حكومة السراج «تعزّز قواتها المدافعة عن طرابلس بمدرعات وذخائر وأسلحة نوعية»، في إشارة إلى الأسلحة التركية. ورداً على سؤال للوكالة الفرنسية، أكد متحدث باسم حكومة الوفاق وصول تعزيزات عسكرية، من دون أن يكشف مصدرها.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية صوراً تظهر آليات عسكرية لدى إنزالها من سفينة شحن تحمل اسم «أمازون» في ميناء طرابلس. وبحسب موقع «فيسيلفايندر»، فإن سفينة الشحن التي ترفع علم مولدافيا وصلت من مرفأ سامسون في شمال تركيا، بحسب ما أشارت إليه الوكالة الفرنسية التي نقلت أيضاً عن أرنو دولالند، مستشار شؤون الدفاع والاختصاصي في ملف ليبيا، قوله: «يبدو أن تركيا تتحمل كلياً مسؤولية هذا الدعم».

إلى ذلك، حذّر غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، مجلس الأمن الدولي اليوم (الثلاثاء)، من أن ليبيا على شفا حرب أهلية يمكن أن تؤدي إلى تقسيم دائم للبلاد، وحثّ سلامة الأمم المتحدة على منع الدول من تغذية أطراف الصراع بالأسلحة.
ولم يحدد سلامة أسماء الدول التي تقدم السلاح للجيش الوطني الليبي بزعامة المشير خليفة حفتر، أو لحكومة السراج، ولكنه أشار إلى شحنات أسلحة تم إرسالها إلى كلا الطرفين في الآونة الأخيرة.
وتفرض الأمم المتحدة حظراً على إرسال أسلحة إلى ليبيا منذ 2011 ولكن يُسمح لحكومة السراج باستيراد سلاح بموافقة لجنة بمجلس الأمن، وقال سلامة لمجلس الأمن: «من دون آلية إنفاذ قوية، سيصبح حظر الأسلحة المفروض على ليبيا أمراً مثيراً للسخرية... إن بعض الدول تغذي هذا الصراع الدموي، وينبغي على الأمم المتحدة أن تضع حداً لهذا الأمر».
ومن غير المرجح أن يتخذ مجلس الأمن أي إجراء نظراً لوصوله إلى طريق مسدود بشأن كيفية معالجة أحدث أعمال العنف في ليبيا.
وتشهد ليبيا حالة من الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، وتفاقم الوضع منذ أول أبريل (نيسان) الماضي حينما زحفت قوات الجيش الوطني الليبي إلى العاصمة طرابلس، ومنذ ذلك الوقت والقتال دائر بين الجيش الليبي والمقاتلين الموالين لحكومة السراج.
وحصلت القوات المتحالفة مع حكومة السراج على شحنة مركبات مدرعة وأسلحة يوم السبت الماضي، وأظهرت صور ومقاطع مصوَّرة نُشرت على صفحات تلك القوات على «فيسبوك» ما بدت أنها عشرات من مركبات مدرعة تركية الصنع في ميناء طرابلس.
ووصف سلامة الشحنة بأنها «انتهاك صارخ لحظر الأسلحة»، وقال إن القوات الليبية التي دافعت في الماضي بجسارة عن أرضها ضد الجماعات الإرهابية أصبحت الآن مشغولة بالاقتتال فيما بينها.