إعلانات

كلام قد يفيد شيئا في هذه المرحلة / الدهماء ريم

سبت, 13/04/2019 - 06:40

كلام قد يفيد شيئا في هذه المرحلة.
الآراء السياسية في الفيس.
...............
تبادل الأفكار من عطايا الحياة الجميلة بين من قُدِّر لهم الفهم والتَّعبير في هدوء.

ما من منقصة ولا خُسران في مُمارسة السَّياسة،.. لكن السّياسة اليوم حكاية أخرى،.. حكاية يُرَكَّبُ فيها للكذب رِجْلان، يتجوَّل بهما بين النَّاس،.. يُمَطَّط ُحتى إذا صار حِبالا قُيُّدت الحقيقة بأحدها وجُلِدت بآخر.

السّياسة في ديَّارنا حرف علّة، وفعل مُعتلٌّ بين ساسة وأدعياء سيّاسة،.. لم أشْهد مثيلا لغُلواء الحماس في التّجريح كما هو الحال اليوم،..
 
تَعِب اللون السّماوي الجميل، وارتفع نشيجه من حمل صفحات، تحوَّلت في زحام الغثّ الخانق إلى حقول لزرع فِطْرِ الكلام السّام،.. 

التزم المرشحون بسقف محترم من التعبير والتّعاطي،.. حتى "بيرام" المُتفلِّت المُعْجم عادة، سار لسانه بتعقّل "جنب الحيط" الدعائي حتى الآن.

السّب والصّراخ والضّجر والاستهزاء لا يصنع دولة، ولا يُصحّح اعوجاجا، هو فقط تجسيد لعلاقة مريضة في هذا البلد بين الحاكم والمحكوم، أوحتى بين مشروع الحاكم ومشروع المحكوم.  
حيطان "فيسية" كانت لطيفة ومهذَّبة، انتصبت هِمَّتُها كالألِفِ فجأة، سَحبتْ بطاقة انخراط في غابة البذاءة الزرقاء وهامت بين فكَّي الشيطان، تجوب كهوف النفوس ببعض التَّسلط المجاني أحيانا، والهمس المُلوَّث في الأعراض،.. تستكثر على الناس الأماني الشاحبة وتبشر بشروق رمادة شهباء،.. لا يرضيها الواقع، وهذا حقها، ولا يقنعها حسن الظن بالله في غد أحسن، وذلك تجاوز على حق الآخرين في التفاؤل. 

ماراتون وطني من الرَّكض وراء الخصوصيات، والتدقيق في النوايا، كيف يَسْعل المرشح، كيف يَفْرُك وسطه بيده اليسرى،.. يُغْمَس كل مرشح سبع مرات لليوم في بحيرة آسنة من التَّقولات عن سواد ماضيه وفساد حاضره، وتقريع على سوء مُفترض مستقبلا!،.. ابتزاز نفسي باهظ له ولأسرته ومحيطه الاجتماعي، فقد ارتفعت جرأة الألسن لألْفٍ على مقياس الوَلْغ.

كل طيف يلعب في آن دور البطل الوطني البار، وضحية الأنظمة السّابقة، والوعد الرَّباني المُخلِّص، يتَّشح بعباءة النقاء، يسحب غطاء السّتر لصالحه، ولو ترتَّب على ذلك كشف عورة خصمه وتعريض لحمه، ليُسقط عنه النزاهة والأهلية، ويُسقطها على نفسه... هي لعبة فَرِّق وسُدْ، مستمرّة منذ ورثناها عن أول فرنسي فرَّقنا وساد علينا.

تمور المغالطات الزرقاء على وجه الفيس، تُموِّه الحقيقة، يُقسَّم الناس فِتنة بحجَّة الدفاع عن مصالحهم، ببعض الهرج الاستشرافي، والأمر لا يتجاوز في حقيقته الطبعة الألكترونية من لَيِّ الأذرع  وبسط الألسن في عالم الملاكمة السياسية والإيديولوجية، وصراع لوبيات الإدارة، وصراع الجهات والقبائل والأعراق على المناصب والحظوظ والأرزاق،.. استحضار لصراعات الماضي وابتكار صرعات التّكالب على الغد لحجز الغنائم... فلا جديد في هذا التسَّخين الانتخابي غير تبدّل الجلد!.

أخاف علينا من التمرن على خلع الأخلاق، فنحن في ورطة وُجوديَّة مع ألسنتنا.

أنا مثلكم، أكره الوعظ المجاني المباشر، فهو نوع من الوصاية الغبيَّة على الرّشد، ... أدعوكم فقط أن  تفكّروا معي بحكمة، في مقتضى أنَّ لكل مرشّح أسرة وأطفال في المدارس، يسبَحون معكم على هذا الفضاء، يعتبرونه قُدوة ساميّة، وله محيط اجتماعي هو في نظره من المشترك المقدس بغض النظر عن اعتبارات أخرى، ..
 
التّجريج والسّب ليس اختلافا ولا رأيا ولا حقًّا في شخصية عامة، هو دعاية سيئة فقط لممارسه...

هذه موريتانيا!.. التي تعرفنا حتى ولوْ لمْ نتكلَّم ... فكّروا قبل أن تقذفوا بكلمة مُسنَّنة تُخصِّب المُتفجرات في القلوب.

أتمنى -مثل غيري- ألاَّ يُطيل هذا النّهج الأعرج الإقامة في النفوس، فخزَّان الأخلاق مؤشره أحمر .. بعد أن هَوَت كل محاذيره.