إعلانات

الكنتي يواصل انتقاد ولد سيدي و حزبه : السنوار.. رئيسا لتواصل "2"

أربعاء, 03/01/2018 - 20:03

(تابع)
لم يكتف التواصليون بالكتابة، في تعاطيهم مع رئيسهم الجديد، بل تجاوزوها إلى الصور المنتقاة بدقة. كانت الصورة الأولى جانبية يبدو فيها الرئيس الجديد شبيها بمناضلي أمريكا اللاتينية الماركسيين.. كان فيه "شيء من نظارة تروتسكي ولحيته". أما الصورة الثانية فخلدت لحظة تهنئة المنصرف للمقبل. في الصورة يطل جميل منصور على محمود، يشد على يديه ضاحكا مع مسحة سخرية. أما محمود فلم يستسلم هذه المرة لهستيريا الضحك، وإنما كتمها مع أشياء أخرى.. حرص الرجلان على الاحتفاظ بمسافة بينهما فلم يتعانقا!! كانت تهنئة رسمية باردة...
لم تكن هذه الصورة كافية، رغم ما فيها من تعبير عن مكانة الرجلين، ففتش التواصليون في الأرشيف ليجدوا صورة أكثر تعبيرا عن العلاقة بين "جميل منصور" و"محمود..." أظهرت الصورة جميل منتصب القامة، واثق الخطوة، رسمي الهندام، على يمينه، موقع المأموم من الإمام، يمشي فتى قصير يبذل جهدا لمسايرته، مهمل الهندام. لا تظهر يد جميل اليمنى في الصورة، فالفتى يقوم مقامها. خلفهما طريق طويل في نهايته جامع كأن جميل يأخذ تابعه بعيدا عنه... لكن الصورة لا تظهر طريقا أمامهما، وكأنها تثبت في الزمن نهاية طريقهما المشترك...
الصورة الأخيرة متحركة، وبالتالي أوضح تعبيرا..صورة الرئيس الجديد يلقي كلمة بعد "انتخابه". تشي لغة الجسد بارتباك الرجل.. كان يتحرك بتثاقل من اليمين إلى اليسار والعكس، ما يدل على اهتزاز وضعه مثل البندول، ثم يتحرك إلى أعلى كأنما يتطاول إلى ما ليس في متناوله... وتبدو حركة يده أبلغ تعبير عن الحيرة والقلق.. يضغط بها على الطاولة كمن يتحسس الأشياء حوله، لانعدام ثقته بها، ثم يحرك أصابعه بطريقة أخرى تشير إلى ثلاثة صفر دون أن يحدد في أي مرمى!
يبدأ الرئيس الجديد خطابه بالتنصل من مسؤولياته.."إذا التزمتم الدعاء ستروا عجبا في الأيام القادمة..." وإذا لم تروا شيئا فأنتم السبب. ثم يوجه خطابه إلى أطراف داخلية وخارجية يسعى التنظيم إلى طمأنتها إلى أن خطاب "الرحيل، والربيع" أصبح من التاريخ.."واثق أننا أمام مشروع جديد وفكر جديد وحراك جديد..."
لماذا ولد سيدي؟
تضافرت عوامل داخلية وخارجية عديدة فرضت على تواصل تغيير قيادته؛ ففي الداخل فقدت قيادة تواصل كل مصداقيتها بالنسبة للمعارضة، ولا تثق فيها السلطة لتقلب مواقفها، يضاف إلى ذلك تذمر أبناء المناطق الشرقية، وهي خزان التنظيم الانتخابي ومصدر تمويله، من سيطرة أبناء الجنوب على جل مواقع القرار في الحزب والحركة، رغم أن أبناء الجنوب ينقسمون سياسيا بين الحزب الحاكم والتكتل والوئام، ولا يكاد تواصل يجد له موطئ قدم فيها!! كما أن الصراع محتدم بين مرشد التنظيم ولد الددو، وقيادته السياسية ممثلة في جميل منصور(سرب فيديو يصف فيه جميل مرشده بالجنون). ومن المعلوم أن شعبية المرشد في المناطق الشرقية المستمسك أهلها بالتدين الفطري، أعلى من شعبيته في المناطق الجنوبية المطلع أهلها على خفايا التنظيم، لذلك رمى المرشد بثقله خلف رجل من المناطق الشرقية، عمل موظفا عنده في جمعية المستقبل، وهو بذلك يوجه رسالة إلى الذين صنفوه في خانة الإرهاب...
أما العوامل الخارجية فتعود إلى الفشل الذريع الذي منيت به ثورات الربيع التي ركبتها حركة الإخوان المسلمين لتدفع اليوم قسطا وافرا من فاتورة فشل تلك الثورات التي اختفى قادتها من واجهة العمل السياسي مثل ساركوزي، وكامرون، وحمد، أو تأخروا إلى الصفوف الخلفية مثل قادة حماس الذين دفعوا برجل ذي خلفية أمنية إلى واجهة العمل السياسي إرضاء لجناحهم العسكري الذي أبقى على ارتباطه بإيران وحزب الله خلافا لخيارات قادة حماس التي فشلت فاضطروا إلى الدفع بوجه جديد واستمروا في إدارة الأمور من وراء ظهره.. وهذا بالضبط ما أرادته قيادة تواصل السياسية والدينية من انتخاب ولد سيدي.. النسخة الموريتانية من يحي السنوار...
يعبر الكاتب الجديد باسم تواصل، بعد أن ابتعد محمدن ولد الرباني، أو أبعد، الدكتور ولد شعيب عن هذه الحقيقة بلغة أهل المناطق الشرقية البسيطة الواضحة.."نقدر ثناءكم ويسرنا إعجابكم بمحمد جميل منصور، لكن لا تذهبوا بعيدا فهو قائدنا بغض النظر عن موقعه، لم يستقيل [يستقل] ولن يقال [يقل]..." زاد حرفين إذا جمعا أعطونا أداة نداء.. فهل يستغيث!!
لم ينشر موقع الحزب السيرة الذاتية لرئيسه الجديد! ولا وجود لتصريحه بعد انتخابه على الصفحة الرئيسة للموقع، وليست للرئيس الجديد صورة واضحة عليها، فقد تعمدوا نشر صورة استقباله لتهاني من زاوية تبقيه في الظل وتبرز ضيوفه! بخلاف ذلك هناك ثلاث صور واضحة للرئيس جميل منصور، واثنتان لمحمد غلام... لا يزال رئيس الحزب الجديد في الظل، والقديم تحت الأضواء!!! وبذلك بدأ جميل منصور حربه ضد خلفه باكرا، مستخدما فيها رأسي حربة من المناطق الشرقية محمد غلام، وولد شعيب (من ولاية لعصابه مثل الرئيس الجديد)، فهل يصمد ولد سيدي في وجه الإعصار القادم من الشرق، ورياح الجنوب الباردة؟