إعلانات

مجانية التفخيم والتقزيم

أربعاء, 03/04/2024 - 04:34

المرتضى محمد أشفاق

 

انشقت الأرض فجأة، واكتسحها آذِيُّ المراثي، والتهاني، وانتشرت نصوص المناسبات السخيفة، والدعاية، والترويج، والمهرجانات الصاخبة هزيلة، لقيطة، رديئة، يتبرأ منها أصحابها عندما يصحون من المس، وتعود إليهم بعض العافية..

صرنا نمارس الكتابة ترفا، ورياضة، وتجارة على طريقة الكلمات المتقاطعة، وصناعة عصور الانحطاط، وتسكعنا على أرصفة الشحاتين، نستجدي باعة(أحسنت، أنت شاعر مفلق،

يا لك من عبقري، أنت نسيج وحدك، ما الملك الضليل بأشعر منك..)

فانتزعنا بها من البسطاء، والمغفلين، والكذابين، شهادات زور منحتنا ألقابا أكبر منا، وشهرة مزيفة أبعدتنا عن أحجامنا الصحيحة، نخدع بها أنفسنا، ونغالط بها الأغبياء المساكين، ونشارك بها في نزيف الوطن..

شهدت الساحة ظهور جمعيات، ونواد، واتحادات، وبرز فيها شعراء وكتاب كبار لا شك..

ولكن الموريتاني لا يتقيد باختصاص- فقد تجد رجلا يشارك في مسابقة القابلات، وفتاة تترشح في مسابقة المؤذنين- ولتحكم ظاهرة المجاملات، والحدب على المملقين، فإن هذه المؤسسات، والجمعيات لا تنجو من متسللين، ومهاجرين غير شرعيين، لا يملكون هوية أدبية صحيحة، يدخلونها جرا بالإضافة، أو بعوامل جر أخرى..

وقد يخيل إلى بعض المغرورين بطفولتهم الأدبية المتأخرة، والمتعثرة أن انتسابه المنتحل يمنحه ندية الكبار،

ويحميه بمجانية التفخيم والتقزيم.