تجار
نظم بيت الشعرـ نواكشوط اليوم الخميس 31 أغسطس آب 2023 جلسة من جلسات سلسلة "تجارب مثمرة" ضمن أنشطته الثقافية التي يستقصي فيها سير وتجارب الشخصيات المهمّة أدبيا وفكريا. وقد استضافت هذه الجلسة الأستاذ والأديب لمرابط ولد دياه، وهو شاعر يكتب الشعر الفصيح والشعبيّ، عضو اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانين، ويشغل منصب " أمين النشر" به، وقد تلقى تعليمه الأول في المحظرة وتخرّج منها بعد تعمّق بالمتون اللغوية والدينية، كما حصل على شهادة الكفاءة التربوية، ثمّ الباكلوريا، وشهادة الليصانص في الدراسات الإسلامية، من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بنواكشوط، وقد نال العديد من الجوائز في المسابقات الأدبية.
افتتحت الجلسة بكلمة مدير بيت الشعر- نواكشوط د. عبد الله السيد، الذي رحب بجمهور الأدب والثقافة، وعبر عن سعادة بيت الشعر بالاستماع إلى إحدى التجارب الأدبية المهمة التي تعكسها شخصية ضيف " تجارب مثمرة" الأستاذ لمرابط ولد ديّاه متحدّثا عن قيمة التجارب الهامة في الحياة الإنسانية، واهتمام بيت الشعر بها.
ليبدأ بعدها الشاعر لمرابط ولد دياه بالحديث عن بداياته الشعرية والوسط الأدبي الذي نشأ فيه، ليعرج بعد ذلك على أطوار نضج تجربته التي عبر فيها عن أغراض متنوعة أكثرها الرثاء والمديح النبوي، كما تطرق لتأثره بالإنتاج الشعري والنثري للمختار ولد حامدن بعد قراءته واصفا مرحلة الكتابة بعملية تأثر لاحقة، وعبر أنه من الكُتّابِ الذين يميلون إلى الاختصار والاقتصاد في اللغة، إذ يرى أن الغاية من ممارسة الكتابة إيفاء المقاصد وليس طول النّفَسِ، كما تطرّق لرحلاته المتنوّعة معلما ومدرسا في أقصى موريتانيا والشريط الحدوديّ المحاذي لها، مصوّرا تلك اللحظات في أنظام وقصائد تتسم بطابع الطرافة، كما وضح أن رؤيته تقوم على الحثّ والاستنهاض أيضا، فتَلَا نماذج يدعو فيها الشعب إلى الأخذ بناصية المعارف والتسلّح بعلوم الحضارات والاستفادة من هويته وأصالته.
وفي ختام مداخلته تحدث الشاعر عن موقفه من الكتابة الشعرية المعاصرة معتبرا أن فيها الكثير من التجاوز على التراث الشعري الذي يعتبر كنزا من كنوز المعرفة والطاقة الأدبية، داعيا إلى التمسك بالنموذج الأصيل لكتابة الشعر.
لتفتح بعد ذلك المداخلات أمام الجمهور المتنوع من الدكاترة والأساتذة والباحثين اللغويين والإعلامين والطلبة، حيث عبروا عن سعادتهم بهذه المكاشفة التي وفرها بيت الشعر للاطلاع عن قرب على تجربة الشاعر شخصا ونصا.