مجموعة من مواطني بوركينا فاسو تلوح بعلمي بلادها وروسيا أمام مبنى اجتمع فيه ممثلو المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) في واغادوغو بالرابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري (الفرنسية)
ذكرت صحيفة "تايمز" (Times) البريطانية أن النيجر ستكون الدولة التالية التي تخسرها فرنسا لصالح روسيا في غرب أفريقيا.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن سلسلة من الأصوات المؤيدة لبوتين أعلنت في تطبيق "تليغرام" (Telegram) أن النيجر الغنية باليورانيوم هي الهدف التالي لموسكو في غرب أفريقيا حيث تساعد البيئة الأمنية المتدهورة في بسط موسكو سيطرتها على المستعمرات الفرنسية السابقة، مضيفة أن نفس الأصوات كانت تثرثر قبل الانقلاب الذي أطاح بحكومة بوركينا فاسو الشهر الماضي.
وأشار التقرير إلى أن النيجر، المستعمرة الفرنسية السابقة الوحيدة في المنطقة التي لا تزال باريس تسيطر عليها، ضرورية لمحطات الطاقة النووية التي توفر 70% من الكهرباء في فرنسا. ففي عام 2020، كان 34.7% من اليورانيوم المستخدم في المفاعلات الفرنسية يأتي من الدولة الواقعة في غرب أفريقيا. وإذا فقدت باريس هذا المورد، فإن أزمة الطاقة ستزداد سوءا بشكل ملحوظ.
سيتركونها للجهاديين
وعلى الرغم من أن قلة من المراقبين يعتقدون أن روسيا لديها النفوذ لإدارة المنطقة كما فعلت باريس من قبل، فإن كثيرين يخشون أن تترك القوات شبه العسكرية الروسية (فاغنر) مساحات شاسعة من الأراضي في منطقة الساحل لـ "الجهاديين".
ونقل التقرير عن إيلي تينينباوم مدير مركز الدراسات الأمنية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس قوله إن فرنسا تمر بنقطة تحول رئيسية وطويلة الأمد في علاقاتها مع غرب أفريقيا وإن روسيا تستغل حالة عدم اليقين لمتابعة إستراتيجية تم إطلاقها قبل عقد من الزمن في أفريقيا للعمل مع الفصائل المحلية "غير الراضية عما يقدمه الغرب".
وأشارت تايمز إلى أن فرنسا غادرت مالي بعد "إذلال دبلوماسي وعسكري" وفقا لوصف صحيفة "لوموند" الفرنسية، وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، نشرت مجموعة فاغنر حوالي ألفي مرتزق منذ عام 2018 على خلفية الصراعات الدينية والتحول الدبلوماسي بعيدا عن فرنسا، وفي بوركينا فاسو، قال الكابتن إبراهيم تراوري، الضابط البالغ من العمر 34 عاما والذي تولى السلطة الشهر الماضي، إن بلاده تريد "شركاء آخرين".
الدولة الـ11
وسارع ويفغيني بريغوجين، مؤسس فاغنر المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى تقديم "الدعم" لإبراهيم تراوري (قائد الانقلاب في بوركينا فاسو). ووفق ما ورد فإن فاغنر تعمل في 9 دول أفريقية، ومن المرجح أن تكون بوركينا فاسو هي العاشرة، والنيجر هي الـ11.
وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد قد ربطت الوتيرة السريعة لتأثير فاغنر في أفريقيا بحرب موسكو في أوكرانيا، قائلة "بدلا من أن تكون فاغنر شريكا شفافا وتعمل على تحسين الأمن، فإنها تستغل الدول العميلة التي تدفع مقابل خدماتها الأمنية الثقيلة من الذهب والألماس والأخشاب والموارد الطبيعية الأخرى، وهذا جزء من نموذج أعمال مجموعة فاغنر". وقالت في إفادة مؤخرا لمجلس الأمن الدولي "نحن نعلم أن هذه المكاسب غير المشروعة تُستخدم في تمويل آلة الحرب الروسية في أفريقيا والشرق الأوسط وأوكرانيا".
وعلقت تايمز بأنه ومع تورط روسيا في الحرب في أوكرانيا وركود اقتصادها، يشك كثيرون في إمكانية أن تصبح القوة المهيمنة بغرب أفريقيا. ونقلت عن "عيادات حسن" من المركز النيجيري للديمقراطية والتنمية قولها إن جمهورية أفريقيا الوسطى تُظهر كيف يمكن أن تتغير المشاعر، "تم الترحيب بالروس. . . لكنهم مكروهون الآن بسبب نهبهم للموارد الطبيعية وانتهاكات حقوق الإنسان التي جعلت حياة مواطنيها أسوأ ".
المصدر : تايمز
________________
اقرأ أيضا
جبهة أخرى للصراع.. روسيا تضع مالي نصب أعينها وتخوف من نشوب خلافات مع فرنسا والناتو
مالي تنسحب من مجموعة دول الساحل الخمس ومن قوتها العسكرية لمكافحة الجماعات المسلحة
الساحل والصحراء.. شرق أوسط جديد؟
بعد انسحاب مالي منها.. ما مصير مجموعة دول الساحل الخمس؟