إعلانات

جنين.. مقتل جندي إسرائيلي في كمين للمقاومة وجيش الاحتلال يعلن انسحابه

أربعاء, 05/07/2023 - 03:58

أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي انسحاب القوات العسكرية من مخيم جنين، في الوقت الذي نفذت فيه المقاومة الفلسطينية كمينا أدى لمقتل أحد جنود الاحتلال وإصابة آخر.

فقد أظهرت صور تحرك الآليات العسكرية الإسرائيلية إلى خارج المخيم.

وقد أفادت مصادر للجزيرة بأن عناصر من كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) وسرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) وشهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح) نفذوا كمينا محكما أدى لمقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر.

وأظهرت صور استهداف المقاومة داخل مخيم جنين آليةً عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة.

وقالت كتائب القسام بالضفة الغربية إنها اشتبكت من المسافة صفر مع جيش الاحتلال داخل أزقة مخيم جنين، وأكدت وقوع إصابات. وأضافت أن عناصرها خاضت اشتباكات عنيفة وفجرت عبوات ناسفة في آليات جيش الاحتلال بمدينة جنين.

ومن جانب آخر، أفاد مراسل الجزيرة بأن عددا من الفلسطينيين أصيبوا بجروح نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت موقعا داخل مقبرة بالحي الشرقي في جنين، وقد ذكر جيش الاحتلال أن الخلية المستهدفة شكلت تهديدا على قواته في جنين.

كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء جراء العملية العسكرية الإسرائيلية بجنين ومخيمها إلى 12 شهيدا، وذلك بعد العثور على جثمانِ شهيد بشارع حيفا في جنين.

في حين أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 117 فلسطينيا بينهم 12 إصاباتهم خطيرة، كما أعلن جيش الاحتلال اعتقال 120 فلسطينيا خلال عمليته العسكرية في جنين.

وكانت القناة 13 الإسرائيلية قد أفادت بوقوع اشتباكات مساء أمس بين الجيش ومسلحين فلسطينيين في جنين.

وذكرت القناة الإسرائيلية أن تلك الاشتباكات كانت الأعنف منذ بدء العملية العسكرية في مخيم جنين.

 

 

وعادت وزارة الصحة الفلسطينية لتعلن إصابة 3 فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال داخل ساحة مستشفى جنين الحكومي، ووصفت جروح اثنين منهم بالخطيرة.

وقد بدأت العملية -التي قال جيش الاحتلال إنها تهدف لتدمير البنية التحتية والأسلحة الخاصة بجماعات مسلحة في المخيم- بهجوم بطائرة مسيرة الساعات الأولى من يوم الاثنين، ونشر أكثر من ألف من أفراد القوات الإسرائيلية.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن العملية العسكرية "بيت وحديقة" في جنين لن تقتصر على جولة واحدة. وأضاف -في ختام تقييم للموقف الأمني بحضور وزير دفاعه يوآف غالانت في معسكر معبر سالم على شارع حيفا غرب جنين- أن العملية تقترب من نهاياتها بعد أن حققت أهدافها، حسب تعبيره.

في المقابل، دانت الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات طرد وتهجير عائلات فلسطينية في مخيم جنين من منازلهم.

وأضافت الخارجية الفلسطينية -في بيان- أن تهجير العائلات من جنين يعد جريمة وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

كما طالبت -المجتمعَ الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة المختصة- بالتدخل الفوري لحماية السكان المدنيين مما سمته بطش الاحتلال.

من جهته، قال القيادي بحركة حماس أسامة حمدان -للجزيرة- إن العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين مخطط إستراتيجي لإفراغ مناطق بالضفة المحتلة لصالح توسيع الاستيطان.

كما أشار الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة -للجزيرة- إلى أن الجانب الفلسطيني قطع جميع الاتصالات مع إسرائيل، وأضاف أن عملية جنين ترمي لتصفية القضية الفلسطينية.

عملية تل أبيب

وفي تل أبيب، أصيب 7 أشخاص بعملية دهس وطعن نفذها شاب فلسطيني. وأفاد شهود عيان بأن منفذ العملية كان يقود سيارة بسرعة فائقة واصطدم بقوة بمحطة لتوقف الحافلات، وبعدها ترجل وقام بطعن إسرائيليين قبل أن يقوم حارس أمن بإطلاق النار عليه من قريب.

وقد أظهر مقطع فيديو أن منفذ العملية كان يرتدي بنطالا عسكريا، وقامت قوات شرطة الاحتلال بتطويق مسرح العملية وتمشيط المنطقة.

وقد تبنت حركة حماس عملية تل أبيب، ونعت منفذها عبد الوهاب خلايلة، وأكدت أن هذه العملية بداية الرد على عدوان الاحتلال على جنين.

ومن موقع عملية تل أبيب، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير جميع الإسرائيليين إلى حمل السلاح، حسبما نقلت صحيفة معاريف.

وقال بن غفير -الذي زار موقع العملية- إن هجوم تل أبيب يثبت مرة أخرى أهمية وفعالية "المواطنين" الذين يحملون السلاح.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن بن غفير قوبل لدى وصوله للموقع بترديد هتافات من جانب إسرائيليين تطالبه بتوفير الأمن، بينما وصفه بعضهم بالعنصري الإرهابي.

وقد عمت شوارع مخيم جنين وعدد من مدن الضفة المحتلة مسيرات شارك فيها آلاف الفلسطينيين احتفالا بما اعتبروه انتصارا للمقاومة في مخيم جنين خلال اقتحام القوات الإسرائيلية للمدينة اليومين الماضيين.

وشارك المئات في مسيرات عفوية بمخيم جنين ورام الله وأريحا ونابلس، وردد المشاركون شعارات ممجدة للمقاومة في صمودها أمام قوات الاحتلال.

وقالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس -في بيان- إن المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين سطرت خلال معركة "بأس جنين" أروع الملاحم وكبدت العدو خسائر فادحة على كل المستويات، حسب تعبير البيان.

وأضافت الكتيبة أن النصر على قوات الاحتلال الإسرائيلي تحقق على أيدي سرايا القدس كتيبة جنين وكتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام وكافة مقاتلي الشعب الفلسطيني.

ومن جانبه، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إن الشعب الفلسطيني حقق "انتصارا كبيرا بهزيمة العدوان" الإسرائيلي على جنين ومخيمها، على حد تعبيره، مشيدا بكتيبة جنين التي قال إنها قادت بكل شجاعة وبطولة هذا "الانتصار الكبير".

وأضاف النخالة أن الشعب الفلسطيني بوحدته والتفافه حول المقاومة أثبت أنه يستطيع أن يقهر العدو في كل مواجهة يخوضها، من معركة "سيف القدس" إلى معركة "وحدة الساحات" ومعركة "ثأر الأحرار" إلى "بأس جنين" وفق تعبيره.

كما دعا إلى "التكاتف" الفلسطيني من أجل تعزيز صمود مخيم جنين ليبقى "عنوانا ملهما للثورة والتحدي والجهاد والمقاومة".

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إن كل الخيارات لإسناد جنين وأبطالها كانت على الطاولة.

وأضاف هنية أن العملية في تل أبيب وما يجري في مناطق الضفة المختلفة تعبير عن أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وفي مختلف مواقعه "كان حاضنا لجنين ومساندا لها في معركتها البطولية".

وكشف أن حماس أوصلت رسائل "واضحة" للإسرائيليين عبر جميع الأطراف بأن "المقاومة في الساحات كافة ليست بمنأى عما يجري" وعلى إسرائيل أن "توقف عدوانها فورا".

غموض بشأن مستقبل العملية العسكرية الإسرائيلية

وفي وقت سابق، تتالت التصريحات الإسرائيلية ذات الدلالات المتباينة بشأن مستقبل العملية العسكرية بجنين، فقد قال رئيس الوزراء للصحفيين عند نقطة تفتيش بالقرب من جنين "في هذا الوقت نستكمل المهمة، ويمكنني القول إن نشاطنا المكثف في جنين لن يكون (مجرد) عملية وتنتهي".

وجاءت تصريحات نتنياهو بعد أن قال مسؤولون -في وقت سابق- إنها يمكن أن تستمر ليوم أو يومين، بينما أفادت القناة الإسرائيلية الرسمية بأن حكومة نتنياهو أبلغت الولايات المتحدة في رسالة أن عملية جنين محدودة لمدة 48 ساعة.

وقال رئيس أركان جيش الاحتلال إن قواته ستدخل حيثما تريد ومتى اختارت ذلك وكلما تطلب الأمر، وإن "من هرب اليوم سنعثر عليه غدا".

من جهته، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العملية العسكرية ستنتهي في جنين فقط عندما تحقق الأهداف التي حددتها الاستخبارات.

أما وزير الطاقة يسرائيل كاتس فقال "علينا مواصلة العملية في جنين وتوسيعها إلى مواقع أخرى" بحسب ما نقلت عنه القناة 14، بينما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين أمنيين قولهم "نقترب من نهاية العملية، وسنواصل دخول جنين ومخيمها بقدر ما نريد".

وفي وقت سابق، أوردت الإذاعة الرسمية الإسرائيلية أن الجيش يستعد لإنهاء هجومه في جنين "ما لم تحدث تطورات جديدة" في حين عقد رئيس الوزراء اجتماعا لإجراء تقييم أمني للوضع في جنين.

 

استهداف المستشفيات

اتهمت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة -اليوم- الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات والمرافق الطبية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.

وقالت الكيلة -في بيان- إن قوات الاحتلال صعّدت استهدافها للمرافق الطبية والمستشفيات وطواقم الإسعاف في مدينة جنين.

وأضافت أن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى جنين الحكومي وأطلقت النار داخله، مما أدى إلى وقوع 3 إصابات، بينها إصابتان خطيرتان، وكذلك اقتحمت مستشفى ابن سينا بالمدينة.

أداء المقاومة

ميدانيا، قال قائد في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس -للجزيرة- إنهم يديرون المعركة وفق الخطط المعدة مسبقا، وإنهم أوقعوا خسائر كبيرة بالعدو.

وأضاف "أفشلنا محاولات تقدم إسرائيلية وأعطبنا آليات وجرافات عسكرية" مشيرا إلى أن مجاهدي الكتيبة فجّروا عددا من العبوات في تمركز لآليات الاحتلال على مدخل مخيم جنين.

ومن جانبها، ذكرت كتائب القسام أن كمائن مقاتليها "اصطادت جنود الاحتلال وآلياته بشكل دقيق ومباشر في مخيم جنين مساء أمس وصباح اليوم".

وأضافت الكتائب أن هناك عناصر "ما زالوا يخوضون المواجهة الشاملة مع جيش الاحتلال المتوغل في المخيم".

وقالت حركة الجهاد الإسلامي -في بيان- إن العملية الإسرائيلية في جنين تؤكد حيوية المقاومة في ضرب العدو، وهي رد مشروع على جرائم الاحتلال في جنين.

 

حرب شاملة على الشعب الفلسطيني

من جهته، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية -للجزيرة- إنهم يشهدون "حربا إسرائيلية شاملة على الشعب الفلسطيني بدعم أميركي واضح" مؤكدا أن حكومة نتنياهو أعلنت الحرب على الشعب الفلسطيني منذ أشهر.

وأضاف أبو ردينة "نقول لحكومة نتنياهو إن الأمن والسلام إما أن يكون للجميع، أو لا" مشيرا إلى أن "هناك قوى كثيرة ليس لها مصلحة بإقامة الدولة الفلسطينية".

وقال "على كل الفصائل الفلسطينية أن تتبنى نفس اللهجة إزاء المعركة" مؤكدا أنه "ليس هناك تنسيق أمني مع الجانب الإسرائيلي كما يحاول أن يروج البعض وإن معركتنا الأساسية مع الاحتلال، ونعتبر أننا جزء من المعادلة الدولية".

نزوح الآلاف

وقد أدى الهجوم الإسرائيلي على جنين -وهو الأوسع منذ عام 2002- إلى نزوح الآلاف من سكان جنين من منازلهم جراء هذه العملية العسكرية.

وأظهرت صور استهداف قوات الاحتلال عددا من المدنيين -بينهم نساء وأطفال- بما بدت أنها قنابل غاز أثناء محاولة خروجهم من مخيم جنين.

وكان مراسل الجزيرة قد أفاد بأن قوات الاحتلال أرغمت مئات الفلسطينيين من أهالي المخيم على المغادرة تحت التهديد بقصف منازلهم.

وتظهر الصور محاولة عدد من سكان جنين مغادرة مناطق تحرك القوات الإسرائيلية، بحثا عن أماكن آمنة. وقد أعادت قوات الاحتلال بعض السكان لدى اقترابهم من مناطق تمركز دورياتها بمناطق متفرقة، ويحاول أهالي مخيم جنين اللجوء إلى المستشفى الحكومي هربا من القصف الإسرائيلي.

وفي وقت متأخر من مساء أمس، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه أجلى 500 أسرة من المخيم أو نحو 3 آلاف شخص، وعبّرت وكالات تابعة للأمم المتحدة عن قلقها بخصوص حجم العملية البرية والجوية.

غزة.. استهداف مظاهرة قرب السياج الفاصل

من جهة أخرى، استهدف الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء مظاهرة نظمت قرب السياج الفاصل مع غزة تنديدا بالعملية العسكرية الإسرائيلية بمدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة المحتلة.

وأطلق جيش الاحتلال القنابل المدمعة باتجاه شبان تجمعوا قرب السياج الفاصل مع إسرائيل، ورفعوا علم فلسطين وأشعلوا إطارات السيارات المستعملة.

ولليوم الثاني، تواصلت المظاهرات قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

وجاءت هذه المظاهرة بعد دعوات أطلقها شبان عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنديدا بالعملية العسكرية الإسرائيلية في جنين.