اقتحمت عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية مساء الأربعاء مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد ساعات من اغتيال الاحتلال 3 شهداء بقصف من مسيّرة لمركبتهم في جنين، فيما توعدت فصائل المقاومة بـ"رد قاس".
وأفاد مراسل الأناضول نقلا عن شهود عيان بأن عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية ترافقها جرافتان وشاحنة كبيرة اقتحمت مدينة نابلس من الجهة الشمالية.
وأضاف المراسل أن قناصة بالجيش الإسرائيلي انتشروا فوق أسطح البنايات، فيما اندلعت مواجهات مع شبان فلسطينيين لدى محاولتهم التصدي للاقتحام، وسمعت أصوات انفجارات.
وأفادت مصادر للجزيرة بأن قوات الاحتلال تمركزت في شارع "تِل" وسط المدينة، وقامت بتفجير منزل الأسير كمال جوري بعد محاصرته.
وكانت سلطات الاحتلال قد أبلغت عائلة الأسير جوري أنها تعتزم هدم المنزل الذي كان يسكن فيه، حيث تتهمه بتنفيذ عملية إطلاق نار برفقة الأسير أسامة الطويل قرب قرية دير شرف غرب مدينة نابلس في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي.
اغتيالات جنين
وقبل ذلك بساعات اغتالت طائرة إسرائيلية 3 مقاومين عند منطقة الجلمة قرب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها الاغتيالات منذ الانتفاضة الثانية.
وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان- إنه استهدف "الخلية بطائرة مسيرة بعد قيام أفرادها بإطلاق النار عند منطقة الجلمة"، مضيفا أن "الخلية المستهدفة نفذت عمليات إطلاق نار باتجاه بلدات إسرائيلية".
وأوضح أنه رصد سيارة مشبوهة كانت تُقل أفراد خلية فلسطينية بعد تنفيذها عمليات إطلاق نار، وأن 3 مسلحين قتلوا في الغارة التي نفذتها طائرة مسيرة.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن هذا الأسلوب في التصفية من الجو استخدم آخر مرة في عام 2006.
تعزيزات عسكرية
في الأثناء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنه تم تعزيز القوات بعدد آخر من الكتائب العسكرية، وإنه تتم مواصلة عمليات الاعتقال وهدم منازل من وصفهم بالمخربين.
ونشر أدرعي صورا لأسلحة قال إنها للخلية الفلسطينية التي اُستهدفت الليلة بصاروخ عند حاجز الجلمة شمالي جنين.
وأضاف أن الأسلحة استخدمت من قبل الخلية في عملية إطلاق نار على الحاجز شمالي الضفة الغربية.
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل ستتخذ نهجا هجوميا واستباقيا وستستخدم كل الوسائل المتاحة، وستفرض ثمنا باهظا على كل إرهابي، على حد قوله.
وكان غالانت قد قال إن إسرائيل ستواصل العمل ضد من سماهم المخربين ومرسليهم في نابلس وجنين وغزة وأي مكان آخر، حسب تعبيره.
وأضاف غالانت -عقب الانتهاء من تحقيق أولي بشأن حيثيات عملية مستوطنة عيلي شمال رام الله- أن جيش الاحتلال يقوم بعمل وصفه بالممتاز.
توعد الفصائل
بدورها، نعت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الشهداء الثلاثة، وقالت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي إن الشهداء هم: صهيب الغول قائد أحد تشكيلات كتيبة جنين، وأشرف السعدي أحد مقاتلي الكتيبة، إضافة إلى محمد عويس أحد قادة كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكرية لحركة التحرير الوطني (فتح).
بدوره، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم إن استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في اغتيال أبناء الشعب الفلسطيني تصعيد خطير.
وأضاف قاسم أن الاحتلال يؤكد سعيه لتصعيد الأوضاع وتفجيرها بعد تزايد عجزه عن حسم المعركة من خلال المواجهة المباشرة.
وقال إن جريمة الاغتيال في جنين لن تمر دون رد قاس ومناسب لحجم الجريمة، وإن الشعب الفلسطيني لن تنكسر إرادته، بل ستزيده هذه الاعتداءات إصرارا على تصعيد مقاومته وثورته.
من جانبها، أكدت الجبهة الشعبية أن الرد على عمليات الاغتيال سيتم من قلب الميدان، وأضافت في بيان صحفي أن الشعب الفلسطيني ومقاومته سيردان على تصاعد عدوان الاحتلال في جميع مدن وقرى الضفة الغربية، مؤكدة أن الاحتلال سيدفع ثمن جريمة الاغتيال التي ارتكبها في مدينة جنين.
وشددت الجبهة الشعبية على أن سياسة الاغتيالات لن تتمكن من إخماد لهيب المقاومة ولن تحقق أهداف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في الحفاظ على حكومته المتطرفة على حساب الدم الفلسطيني.
المصدر : الجزيرة + وكالات