التعليق على الصورة: محمد علي في موريتانيا.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- شكّل نجوم موسيقى "الروك أند رول"، ومن بينهم بوب ديلان، وجيمي هندريكس، محور تركيز أعمال المصوّر البريطاني، بيتر ساندرز، خلال الستينيّات.
وقد يبدو ذلك كاختلاف صارخ عند النّظر لأحدث أعماله، والتي تعرض مجموعة من الأفراد الذين يعتبرهم البعض شيئًا من الماضي"، وهم حكماء المسلمين، بحسب ما ذكره ساندرز في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وثق المصور البريطاني، بيتر ساندرز، أفرادًا "يعتبرهم غالبيّة المسلمين شيئًا من الماضي"، بحسب ما ذكره.تصوير: © Peter Sanders Photography
وبعد السّفر إلى الهند لـ7 أشهر في عام 1971 في مسعى روحي خاص، توجّه المصور إلى المغرب حيث التقى برجلٍ حكيم وعالم قرآني منغمس في العلوم الروحيّة للديانة الإسلاميّة يُدعى سيدي محمد بن الحبيب.
"عالم خفي"
الشيخ الفاتح قريب الله في أم درمان بالسودان.تصوير: © Peter Sanders Photography
ووجّهه هذا اللقاء إلى رحلةٍ استمرّت لنصف قرن تقريبًا لتوثيق حكماء المسلمين في صور فوتوغرافية شكّلت صفحات كتاب عنوانه "Meetings with Mountains" (لقاءات مع الجبال).
ونُشِر الكتاب في عام 2019.
كان الحاج جلالي (الظاهر في الصورة) يُطعم 40 شخصًا يوميًا في منزله، بحسب ساندرز. والتُقِطت هذه الصورة في مكناس بالمغرب.تصوير: © Peter Sanders Photography
ولا تتوفّر إلا القليل من المعلومات عن الحكماء المعاصرين، أو حتّى أولئك الذين توفوا حديثًا، رُغم توفّر الكثير من المؤلفات عن المتوفين منهم، وفقًا لما ذكره ساندرز.
وكان الحصول على إذنٍ لتصويرهم أمرًا صعبًا، ولكن ليس لكون التّصوير ممنوعًا، بل لاعتقادهم أنّهم ليسوا أشخاصًا مهمّين، بحسب ما أوضحه المصور البريطاني.
محمد علي في موريتانيا.تصوير: © Peter Sanders Photography
وبعد قضاء الوقت معهم، ومراقبة كيفيّة تفاعلهم مع العالم، كان من الواضح أنّ حياتهم تدور حول الصلاة، وخدمة من حولهم، وليس أي شيء آخر.
ورُغم رغبته في توثيق النساء أيضًا، إذ يساوي عددهنّ عدد الحكماء من الرجال، وفقًا للأتباع الروحيين، إلا أنّ الأمر كان صعبًا من النّاحية الثّقافية.
في ماليزيا، استمرّ نيك عبد العزيز في تقديم الدروس حتّى وفاته رُغم مرضه الشديد.تصوير: © Peter Sanders Photography
وشرح المصور: "قيل لي في مناسباتٍ عدّة إنّ العثور على (الحكماء) الرّجال أمرٌ صعب بما فيه الكفاية، وأنّ النساء مخفيّات بدرجةٍ أكبر".
ومن طبيعة أولئك الذين يتمتعون بـ"معرفة روحيّة"، سواءً كانوا رجالاً أو نساءً، عدم الرّغبة بأن يكونوا معروفين، مع ظهورهم بهدف خدمة الآخرين فقط.
على خطى ابن بطوطة
كان من الصعب على ساندرز توثيق الحكيمات من النساء. وتُظهر هذه الصورة واحدة منهن في المملكة المتحدة تُدعى ياسمين .تصوير: © Peter Sanders Photography
وكان ساندرز يسافر حول العالم كجزءٍ من عمله كمصوّر، وفي مرحلةٍ ما، تذكّر البريطاني الرّحالة الأسطوري ابن بطوطة، وعادته المتمثّلة في زيارة الحكماء في كل وجهة يزورها.
وقال البريطاني: "بدت هذه كعادة جيّدة بالنّسبة لي.. وبصفتي مصورًا، كان من المنطقي توثيقهم".
وأخذته رحلته إلى أكثر من 40 وجهة حول العالم، بما في ذلك غرب أفريقيا، ومصر، والسودان، وجُزُر القمر، وشبه الجزيرة العربيّة، والقدس، وتركيا، وسوريا، والهند، وباكستان، وآسيا الوسطى، والصين، وأرخبيل الملايو.