هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، المعتكفين في الأقصى واعتقلت 400، وفيما أطلقت المقاومة صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، أصيب أحد جنود الاحتلال في إطلاق نار بشمال الخليل.
وقد اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على فلسطينيين عند باب العامود في القدس.
وقالت هيئة شؤون الأسرى إن عدد المعتقلين الفلسطينيين من المسجد الأقصى يتراوح بين 400 و500 معتقل حتى اللحظة.
وفي وقت سابق قالت مراسلة الجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي حاولت إخراج معتكفين بالقوة من داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى المبارك، وهو ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المصلين.
وأضافت المراسلة أن شرطة الاحتلال أطلقت قنابل الصوت داخل المسجد القبلي من خلال النوافذ بعد أن حطمت عددا منها، كما قامت قوات الاحتلال باقتحام العيادة الطبية الملاصقة للمسجد القبلي في المسجد الأقصى.
ورفعت مآذن القدس دعوات للنفير العام إثر الاقتحام، فيما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن وجود إصابات جراء الاقتحام، قائلا إن شرطة الاحتلال تمنع الطواقم الطبية من الدخول إلى المسجد الأقصى.
ورفع الهلال الأحمر درجة التأهب لدى مركز إسعافه بالقدس للدرجة القصوى وقرر استنفار جميع طواقمه ومتطوعيه.
وأفاد مراسل الجزيرة بخروج مسيرات في عدد من محافظات الضفة الغربية نصرة للمسجد الأقصى وتنديدا بانتهاكات الاحتلال.
ولاحقا، تمكن فلسطينيون من أداء صلاة الفجر عند باب الأسباط بعد أن منعت قوات الاحتلال دخولهم للمسجد الأقصى.
صواريخ المقاومة
من جانبها، أطلقت المقاومة الفلسطينية عدة صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن 4 صواريخ أطلقت من غزة باتجاه إسرائيل.
وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته إن 6 صواريخ على الأقل أُطلقت من القطاع باتجاه إسرائيل.
وقال الجيش الاسرائيلي، في بيان صحفي، "عقب التقارير السابقة عن إطلاق صافرات الإنذار في سديروت، أُطلقت 5 صواريخ من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية وتم اعتراضها جميعا بواسطة منظومة الدفاع الجوي".
كما تابع البيان "بعد إطلاق صافرات إنذار إضافية في محيط قطاع غزة، أُطلقت 4 صواريخ من قطاع غزة وسقطت في مناطق مفتوحة".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن أحد الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة سقط على مصنع في "سديروت".
في السياق ذاته، نقل مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال تقتحم نابلس وبيت أمر شمال الخليل ومخيم نور شمس في طولكرم شمال الضفة الغربية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن جنديا إسرائيليا أصيب في عملية إطلاق نار شمال الخليل. وقالت إن الاحتلال استنفر قواته.
فلسطينيون تمكنوا من أداء صلاة الفجر عند باب الأسباط (وكالة الأناضول)
تجاوز الخطوط الحمراء
وقالت الرئاسة الفلسطينية إن ما يقوم به الاحتلال من مساس بالمقدسات حرب شعواء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، محذرة سلطات الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء بالأماكن المقدسة التي ستؤدي إلى الانفجار الكبير.
وأضافت الرئاسة الفلسطينية "نحمّل حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن أي تدهور، وعليها وقف العبث الذي سيخلف نتائج خطيرة".
كما دعت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية ألا تقف متفرجة على الحرائق التي يضرمها الاحتلال بالأراضي الفلسطينية.
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية "أدعو جماهير شعبنا في الضفة و48 إلى التوجه للمسجد الأقصى وحمايته".
وأضاف هنية "على الجميع أن يتحمل المسؤولية فلسطينيا وعربيا تجاه ما يجري في المسجد الأقصى"، واصفا ما يحدث بأنه "جريمة غير مسبوقة ولها ما بعدها".
في السياق ذاته، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إن "ما يجري في المسجد الأقصى المبارك تهديد جدي لمقدساتنا"، مضيفا "على الشعب الفلسطيني أن يكون حاضرا بكل مكوناته للمواجهة الحتمية في الأيام المقبلة".
قوات الاحتلال أثناء اعتقال أحد الشبان الفلسطينيين في محيط المسجد الأقصى (رويترز)
تصعيد خطير.. إدانات عربية
بدورها، أدانت الخارجية الأردنية اقتحام إسرائيل للمسجد الأقصى والاعتداء عليه وعلى المصلين، معتبرة ذلك انتهاكا صارخا وتصرفا مدانا ومرفوضا.
وحذرت الخارجية الأردنية إسرائيل "من مغبة التصعيد الخطير"، وحملتها "مسؤولية ما يلحق بالمسجد الأقصى المبارك"، معتبرة أن تل أبيب تتحمل مسؤولية التبعات الخطيرة للتصعيد الذي قد يقوّض جهود تحقيق التهدئة ووقف العنف.
وتابعت الخارجية الأردنية بالقول "نطالب إسرائيل بوقف انتهاكاتها للقانون الدولي وإجراءات تغيير الوضع التاريخي والقانوني للقدس"، كما طالبتها "بإخراج شرطتها وقواتها الخاصة من الحرم القدسي الشريف فورا".
وقالت الخارجية المصرية "ندين اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى ونطالب بالوقف الفوري للاعتداءات على المصلين".
كذلك أدانت الخارجية السعودية "اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي السافر لباحات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين".
المصدر : الجزيرة + وكالات