دعا (إيلون ماسك) والعشرات من قادة التقنية الآخرين مختبرات الذكاء الاصطناعي إلى إيقاف تطوير الأنظمة التي يمكنها منافسة الذكاء البشري.
وفي رسالة مفتوحة من (معهد مستقبل الحياة) Future of Life Institute، وقّعها ماسك، والرئيس المشارك لشركة آبل (ستيف ووزنياك)، والمرشح الرئاسي لانتخابات 2020 في الولايات المتحدة (أندرو يانج)، دُعيت مختبرات الذكاء الاصطناعي إلى إيقاف نماذج التدريب الأقوى من (جي بي تي-4) GPT-4، وهو الإصدار الأخير من نماذج اللغة الكبيرة، الذي طورته الشركة الناشئة الأمريكية (أوبن أي آي) OpenAI.
وجاء في الرسالة: «أصبحت أنظمة الذكاء الاصطناعي المعاصرة الآن قادرة على منافسة البشر في المهام العامة، وعلينا أن نسأل أنفسنا: هل يجب أن نسمح للآلات بإغراق قنوات المعلومات الخاصة بنا بالدعاية والكذب؟».
وجاء في الرسالة أيضًا: «هل يجب علينا أتمتة جميع الوظائف، ومن ذلك: الوظائف المُرضِيَة؟ هل يجب أن نطور عقولًا غير بشرية قد تفوقنا في النهاية عددًا، وذكاءً، وتقدمًا، وتحل محلنا؟ هل يجب أن نجازف بفقدان السيطرة على حضارتنا». وأضافت الرسالة: «يجب عدم تفويض مثل هذه القرارات لقادة تقنيين غير منتخبين».
يُذكر أن (معهد مستقبل الحياة) هو منظمة غير ربحية مقرها في كامبريدج، ماساتشوستس، تقوم بحملات من أجل التطوير المسؤول والأخلاقي للذكاء الاصطناعي. ومن بين مؤسسيها: عالم الكونيات في معهد ماساتشوستس للتقنية (ماكس تيجمارك)، والمؤسس المشارك لسكايب (جان تالين).
وقد حصل المعهد سابقًا على تعهد من أمثال ماسك، ومختبر الذكاء الاصطناعي المملوك لشركة جوجل (ديب مايند) DeepMind، بعدم تطوير أنظمة فتاكة ومستقلة للأسلحة.
وقال المعهد إنه كان يدعو مختبرات الذكاء الاصطناعي جميعها إلى «التوقف الفوري لمدة 6 أشهر على الأقل عن تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الأقوى من (جي بي تي-4)».
ويُعتقد أن نموذج اللغة الكبير (جي بي تي-4)، الذي أُطلق في وقت سابق من هذا الشهر، أكثر تقدمًا بكثير من سابقه (جي بي تي-3).
وأضافت الرسالة: «إن لم يكن بالإمكان تنفيذ مثل هذا الإيقاف بسرعة، فينبغي على الحكومات التدخل وفرض تجميده».
وقد أذهل (شات جي بي تي) ChatGPT، روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي، الباحثين بقدرته على إنتاج استجابات شبيهة بالبشر لطلبات المستخدمين. وبحلول شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، جذب الروبوت مليون مستخدم نشط شهريًا، وذلك بعد أقل من شهرين من إطلاقه، مما يجعله التطبيق الأسرع نموًا للمستهلكين في التاريخ.
وتُدرَّب التقنية على كميات هائلة من البيانات من الإنترنت، وقد استُخدمت لإنشاء كل شيء؛ من الشعر بأسلوب (ويليام شكسبير) إلى صياغة الآراء القانونية في قضايا المحاكم.
ولكن علماء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي أثاروا أيضًا مخاوف بشأن الانتهاكات المحتملة للتقنية، مثل: الانتحال، والمعلومات المضللة.
وقال ماسك سابقًا إنه يعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمثل واحدًا من «أكبر المخاطر» على الحضارة. مع الإشارة إلى أن الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات الكهربائية (تسلا)، وشركة صناعة الفضاء (سبيس إكس) هو أيضًا أحد مؤسسي (أوبن أي آي)، غير أنه ترك مجلس إدارة الشركة عام 2018 ولم يعد يمتلك حصة فيها. وقد انتقد الشركة عدة مرات حديثًا، قائلًا إنه يعتقد أنها تبتعد عن هدفها الأصلي.