"أسعد أم سعيد"، و"الحديث ذو شجون"، وسَبَقَ السيف العَذَلَ"؛ 3 أمثال شعبية تقولها العرب وتختلف تفسيراتها، ولكن قصتها واحدة، ترتبط برجل انتقم لمقتل أحد ولديه.. فما القصة؟
يضرب المثل القائل "أسعد أم سعيد" في النجاح والخيبة، كما يضرب في العناية بذي الرحم، كما يضرب أيضًا في الاستخبار عن الأمرين: الخير والشر؛ أيهما وقع؟
أما المثل القائل: "الحديث ذو شجون" فيُضرب في الحديث يُتذكَّر به غيره.
في حين يضرب المثل القائل: "سَبَقَ السيف العَذَلَ" في انقضاء الأمر وعدم جدوى اللوم أو العتاب.
ووفق ما ورد في حلقة (2023/2/21) من برنامج "تأملات"، فإن أصل هذه الأمثال قصة واحدة تعود إلى "ضَبَّة بن أَدِّ بن طابِخَةَ" الذي كان له ابنان يقال لأحدهما سعد، وللآخر سعيد، إذ نفرت إبل لضبة تحت الليل؛ فوجّه ابنيه في طلبها؛ فتفرّقا، فوجدها سعد فردّها، ومضى سعيد في طلبها، فلقيه الحارث بن كعب، وكان على الغلام بُردان فسأله الحارث بن كعب إياهما، فأبى عليه، فقتله، وأخذ برديه.
وكان ضبة قبل أن تعود الإبل إذا أمسى فرأى تحت الليل سوادًا قال: "أسعد أم سعيد"؛ فذهب قوله مثلًا.
ثم رجعت الإبل وتطاول الزمان، حتى حج ضبّة. هنالك وَافَى سوق عكاظ فلقي الحارث بن كعب ورأى عليه بُرْدَي ابنه سعيد فعرفهما، فقال له: هل أنت مخبري: ما هذان البردان اللذان عليك؟ قال: بلى، لقيت غلامًا وهما عليه، فسألته إياهما فأبى عليّ فقتلته، وأخذت برديه هذين. فقال ضبة: بسيفك هذا؟ قال الحارث: نعم.
فقال ضبة: أعطنيه أنظر إليه فإني أظنه صارمًا. فأعطاه الحارث سيفه. فلما أخذه من يده هزّه وقال "الحديث ذو شجون". ثم ضربه به حتى قتله. فقيل له: يا ضبة أفي الشهر الحرام؟ فقال "سبق السيف العذل" فذهب قوله مثلًا.
المصدر : الجزيرة