دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مساء أمس الخميس إلى الاحتشاد والرباط الدائم في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة لـ"ردع الاحتلال"، في حين وضعت إسرائيل منظومتها الدفاعية في حالة استنفار حول قطاع غزة تحسبا لعملية انتقامية من حركة الجهاد الإسلامي بعد استشهاد اثنين من قادتها الميدانيين في جنين شمالي الضفة الغربية.
وقال محمد حمادة، المتحدث باسم حماس -في بيان للحركة- "ندعو جماهير شعبنا إلى الحشد والرباط الدائم في باحات المسجد الأقصى المبارك.. عدوان الاحتلال على الأقصى سيكون وقود نار تحرقه".
وأضاف "نحن أمام مرحلة حساسة تستدعي الاستنفار من جميع الفلسطينيين، والرباط في المسجد الأقصى واجب على الكل.. ويردع الاحتلال من الاستمرار في التغول بحق القدس والأقصى".
وتحشد جماعات "الهيكل" المتطرفة في هذه الفترة من السنة أنصارها لتنفيذ اقتحامات جماعية واسعة للمسجد في عيد "الحانوكاه" (الأنوار) الذي يحتفل به اليهود في 18 ديسمبر/كانون الأول لمدة 8 أيام.
تشييع الشهيدين
وكان أهالي مدينة جنين قد شيعوا في وقت سابق الشهيدين محمد السعدي ونعيم الزبيدي بمخيم جنين في الضفة الغربية، وهما قياديان في كتيبة جنين التابعة لحركة الجهاد الإسلامي استشهدا خلال اشتباكات مع قوة إسرائيلية تسللت إلى أطراف المخيم.
واتهم محافظ جنين أكرم الرجوب القيادة السياسية الإسرائيلية بإعطاء تعليمات لقوات الاحتلال بقتل الفلسطينيين، مطالبا -في تصريح للجزيرة- المجتمع الدولي بالتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين والعمل على وقف الجرائم الإسرائيلية.
وقد نعت حركة الجهاد الإسلامي وذراعها المسلحة "سرايا القدس" الشهيدين، وقالت إنهما من أبرز قادتها الميدانيين، مؤكدة أنهما استشهدا خلال تصديهما للاقتحام الإسرائيلي للمخيم.
وشددت الحركة على أن جريمة قتلهما لن تمر بدون رد، وأنها لن تكسر إرادة المقاومة في مقارعة الاحتلال.
ونقلت الوكالة الألمانية للأنباء عن مصادر أن السعدي هو قائد كتيبة جنين المسلحة، وتم استهدافه خلال اشتباكات بعد أن نشر الجيش الإسرائيلي قناصة على أسطح عدد من المنازل والبنايات.
وقالت مصادر محلية إن "قوة إسرائيلية اقتحمت مدينة ومخيم جنين وحاصرت منزلا، مما أدى لاندلاع اشتباك مع مسلحين فلسطينيين"، وأضاف الشهود أن الاشتباك استمر نحو ساعة ونصف الساعة.
وأعلنت حركة التحرير الفلسطيني (فتح) والقوى الوطنية والإسلامية في جنين أمس الخميس الإضراب الشامل "حدادا على روحي الشهيدين، وتنديدا بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا"، كما دعت التجار وأصحاب المحال التجارية والمؤسسات إلى الالتزام بالإضراب.
وباستشهاد الشابين ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 8 خلال أقل من يومين، وسط اقتحامات متكررة للأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كان قد استشهد أول أمس الأربعاء الفلسطيني محمد توفيق بدارنة بعد إصابته بالرصاص الحي في بلدة يعبد بجنين.
المصدر : الجزيرة + وكالات