في رثاء القاضي العالم الزاهد الشاعر محمد عبد الله ولد بيداه ايَّابَ علماً
إذا ما مــضــى عــــبدُ الإله مـحـــمــــَّدُ
مَضَى كــلُّ وصــف في الخلائـق يُحمَـد
و مالتْ من الديــــن القـــويــم دعــائمٌ
و هــُدَّ مــن المعــروف ركــنٌ مُـشــيَّـد
و عُـطّــِل ذكــر اللـه ســـرا و جـهــــرةً
و وحـــيٌ بأســحـار اللـيـــالي يُـجــــوَّد
و أظـلـم وجـهُ الأرض مُـذْ غاب بَـدْرُهـا
و غـارتْ نـجــوم اللـيـل فاللــيـل أسـود
مـضـى غـيـرَ مذمــوم كــريما و ســيِّـداً
يُـشـيِّــــعُـه زهـــد و عـلـــمٌ و سُـــؤدد
تجمَّـع فيـه الحِـلـــم و النــبـلُ و الـتقـى
و سَـمْتٌ إلى الإحسـان و الخير يُـرْشــد
تـواضـــع للـــمولـى و ســالـمَ خـــلقـَه
يـرُوم رضـى الخـلاَّق و الخلـقُ يـشـهَـد
و قد ظـلَّ يسعـى في المَحـامـد ناشئا
يُـقــلِّـــدُ آبـــاءً و نِـعْـــمَ الـمـــقــلـَّـــد
و أَحْـيــى عـلومَ الـديــن من بعد موتها
فــصـــار لـــه ذكــــر جـمـيـلٌ مـخـلَّــد
و كـم أَنْـصَـفَ المـظـلـومَ أو رَدَّ ظـالمـا
يُـقــارب فـي هـذا و فــي ذا يُســـدِّد
و قـد كان شـيـخـا في المكـانـة زاهـداً
و مـا كـلُّ شـيـخ في المكـانــة يــزهَـد
و قـدْ كان جَـلْـدا صــابـراً في مُـصـابـه
و يا حـبــذا عـنــد المـصـــاب التـجـلُّـد
فـصـبــرا بَـنـيـهِ الـيــومَ عـنـد فـراقــه
فـإن جــزاءَ الصـبــر للـمـرء أحـمـــدُ
أأخـوالـَنـا إن الـمـصــابَ مـصـــابـُنــا
إلـى ربنـا الرُّجـعـى جـمـيـعــا نــردّد
و نـســألـه رُحْـمــى تـحِـلُّ بـقـبـــره
يُـؤَنِّـسُـــه ذِكـرٌ كـمـا كــان يـعــهـــد
و يـأمَـن مما يَـخـتـشــي عنـد بعـثــه
و يُـعْـطـى كتـابا باليـمـيـن فـيـَسْـعَـد
و لا زال فـيـنـا مَـنْ يُـجـــدِّدُ عـهــدَنـا
و إنـي لـذاك الـعـهـد دومـا مُــجـــدِّد
صــلاةٌ و تـسـلـيـمٌ على مـن بـفضلـه
إلـى ربنا نسعـى جميـعـا و نَـحْـفـــدُ.
الدار البيضاء – المغرب ، الخميس 16 ربيع الآخر 1444هج الموافق 10 نوفمبر 2022
الفقير إلي عفو ربه محمد عالي ولد الحسن ولد زين