قال مدير مكتب الجزيرة في القدس إن 5 إسرائيليين أصيبوا في عمليتي دهس في منطقة النبي موسى بين القدس وأريحا، وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن منفذ العمليتين استشهد بعد ساعات من إصابته بجروح خطيرة برصاص قوات الاحتلال. وفي الخليل جنوبي الضفة الغربية أغلقت قوات الاحتلال منافذ المدينة، واعتقلت عددا من الشباب بينهم شقيق منفذ هجوم مستوطنة "كريات 4" الواقعة شرق الخليل.
وذكر مدير مكتب الجزيرة في القدس وليد العمري أن سيارة صدمت مجموعة من الجنود الإسرائيليين، ونتج عن ذلك إصابة 5 منهم، حالة 3 منهم إصاباتهم بالخفيفة، و2 إصابتهما متوسطة، وعندما لاذ سائق السيارة بالفرار أطلق عليه جنود الاحتلال النار، فاصطدم بمحطة للحافلات عند مدخل مستوطنة ألموغ، ليطلق عليه الجنود النار، مما تسبب في مقتله.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن مجموعة من الجنود تعرضت لعملية دهس في محطة للحافلات قرب منطقة النبي موسى في أريحا، بعدها تمكن المشتبه فيه في تنفيذ العملية من الفرار، ودهس مجموعة أخرى من الجنود في محطة حافلات عند مستوطنة ألموغ جنوب أريحا حيث لاحقه جنود الاحتلال وأطلقوا النار عليه.
بعد عمليتي الدهس، انتشرت قوات عسكرية في منطقة النبي موسى، التي تقع بين القدس وأريحا ومنطقة الأغوار، وتوجد في المنطقة من قبل وقوع العمليتين آليات عسكرية والعديد من المستوطنات.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية عن مستشفى هداسا الإسرائيلي قوله إن منفذ عمليتي الدهس توفي متأثرا بجروحه الخطيرة، وأوردت قناة "كان" الإسرائيلية الحكومية أن المنفذ فلسطيني من سكان بلدة العيزرية شرق القدس، ويبلغ من العمر 47 عاما.
الوضع في الخليل
وجاءت عمليتا الدهس في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال إغلاق جميع مداخل مدينة الخليل، بعد تنفيذ عملية مستوطنة "كريات 4" أمس السبت والتي قتل فيها مستوطن وأصيب آخران، فضلا عن تنفيذ هجوم ثان أطلق فيه النار على قوة لجيش الاحتلال عند مفرق بلدة بني نعيم قرب الخليل.
وقالت إسرائيل إن أيا من جنودها لم يصب بأذى في إطلاق النار، وإن المهاجمين تمكنوا من الفرار.
واعتقلت قوات الاحتلال 3 فلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، ونفذت عملية دهم وتفتيش لعدة منازل في مدينة الخليل، بينها منزل نبيل الجعبري، شقيق منفذ عملية إطلاق النار في "كريات 4″، وأخذت قوات الاحتلال قياسات منزل منفذ هجوم مستوطنة "كريات 4" تمهيدا لهدمه.
وكان منفذ هجوم المستوطنة محمد كامل الجعبري (35 عاما) قد استشهد برصاص الاحتلال قرب المستوطنة، وقد احتجزت قوات الاحتلال جثمانه.
ونشرت وسائل إعلام مقطعا مصورا قالت إنه للشهيد محمد كامل الجعبري منفذ عملية مستوطنة "كريات 4". واستنادا إلى مصادر طبية وأمنية إسرائيلية، فإن أحد المصابَيْن هو "عوفر أوحنا"، أحد قادة المستوطنين المتطرفين في الخليل، ووصفت المصادر إصابته بالخطيرة.
وقالت الفصائل الفلسطينية إن إطلاق النار بمستوطنة "كريات 4" هو "رد على جرائم المستوطنين".
وفي أعقاب هجومي الخليل، أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد بتعزيز قوات الاحتلال واستمرار حالة التأهب في المنطقة، وقال جيش الاحتلال اليوم الأحد إنه سيعزز اللواء الإقليمي في الخليل بقوات إضافية بناء على تقييم الوضع الأمني.
اعتداءات وإضراب
وذكرت وكالة الأناضول أن مستوطنين إسرائيليين هاجموا اليوم الأحد ممتلكات فلسطينية في مدينة الخليل، وقالت منال الجعبري، وهي باحثة ميدانية في منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، في تصريح وكالة الأناضول إنها أُبلغت بتضرر 10 سيارات على الأقل خلال اعتداءات المستوطنين.
وأضافت منال الجعبري أن مستوطنين هاجموا أمس السبت ليلا سيارات فلسطينية في موقف للسيارات بمنطقة الراس، وحطموا زجاج 10 سيارات على الأقل، كما أفادت بتعرض منازل فلسطينية لإطلاق نار من قبل مستوطنين دون أن تقع إصابات.
وأضافت وكالة الأناضول أن إضرابا شاملا عمّ مدينة الخليل وأغلقت المحلات التجارية أبوابها، تلبية لدعوة من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إكراما لمنفذ العملية، وفق بيان للحركة.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية إن مواجهات اندلعت بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في عدة نقاط بالضفة الغربية، مما أصاب فلسطينيين بحالات اختناق جراء إطلاق الجنود قنابل الغاز.
يذكر أن محافظة الخليل هي كبرى محافظات الضفة مساحة، وتضم عشرات المدن والبلدات والقرى؛ أبرزها مدينة الخليل، وقرى دورا ويطا والظاهرية وحلحول، بالإضافة إلى مخيمين للاجئين هما الفوار والعروب.
يوجد في المحافظة قرابة 50 مستوطنة وبؤرة استيطانية، وفقا لإحصائيات مؤسسات حقوقية وإعلامية فلسطينية؛ ويعود تاريخ بداية الاستيطان في مدينة الخليل إلى عام 1970 عندما أقيمت مستوطنة "كريات 4".
المصدر : الجزيرة