إعلانات

العاشر يوليو 1978 على ألسنة الشعراء     

أربعاء, 13/07/2022 - 22:31

 

     

                النجاح بنت محمذفال

 

 

"انفرد الفرنسيون بالنفوذ علي المناطق الموريتانية سنة 1857م حين تنازلت انجلترا عن حق التبادل على السواحل الموريتانية المنصوص عليه في اتفاقية باريس 1763 م واستقر بهم المطاف كمستعمر وحيد! حيث أعطوا البلاد الاسم الذي تعرف به حاليا موريتانيا،  وذلك بقرار فرنسي 27/12/1899  "

وبعد تنامي حركات التحرر العربية والإفريقية ابتداء من خطاب التحرر الذي أطلقه الراحل جمال عبد الناصر إلي غيره ، نالت موريتانيا استقلالها 1960 في ظروف اهم مايميزها غياب المطلب الشعبي بدولة عصرية …

غير أنها  ما إن حاولت الخروج من الحضن الفرنسي بإنشاء عملة وطنية وتاميم المناجم ودخول جامعة الدول العربية حتى اعتبرت فرنسا ذلك عقوقا واطاحت بالحكومة المدنية سنة  1978 في انقلاب أبيض قاده في نسخته الأولي المقدم المصطفي ولد محمد السالك وفي نسخ أخرى غيره إلا أن النسخة المحبذة عند فرنسا هي التي كانت برئاسة المقدم محمد خونا ولد هيدالة ..الذي أطاح به رئيس وزرائه العقيد معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع 1984  في انقلاب ابيض .

يمكن إذا اعتبار الشعر في هذه الفترة نموذجا لأدب العاشر يوليو  وكل نسخة لها لاقط " كلا وليلاه "

لقد  كانت الساعة تغلي نتيجة لزيارة السادات لإسرائيل والاعلان عن اتفاقيات كامب ديفد .. ولذلك هلل الشعراء القوميون خاصة للنسخة الاولى و تباروا في الإطراء  ..

فاستبشر الشاعر كابر هاشم به ورآه فجرا  :

  تموز ها أقبلت كهلان مجفلة

فانظر.. تر الفجر في أعلى قلانسها

 

  كهلان ها أقبلت تحمي مرابعها

 تسطر الضاد نورا في قراطسها

  تصارع الليل في بيداء مقفرة

وتزرع النور في ظلْما حَنادسها

 

وساد نفس الانطباع لدى فاضل امين فاعتبر اصحاب الانقلاب جيشا من النور

 

لملم شتاتك يا شعبي ترى العجبا

إن الزمان الذي تبغي قد اقتربا

جيش من النور في الآفاق مطلع

وجحفل من جراد الكفر قد غربا

والنار لاهبة الأنفاس موقدة

تشوي السمومُ عليها الحقد والغضبا

جيش يدك حصون الظلم مقصده

ويسحق الكفر حتى يستحيل هبا

ومع النسخة الثانية  بقيادة محمد خون ولد هيدالة تبدد النور الذي رآه الشاعر فاضل أمين وانقلب فجر كابر هاشم ظلاما  فقال  وهو مطارد في مخافر الشرطة ثم إلي المنفي الذي استشهد فيه بالسنغال  1982

إسمع أخي سأقص عما قد جرى

طرق اللصوص بيوتنا غِبّ الكرى

كان المؤذن يا أخي يدعو الورى

الله أكبر فالصباح قد أسفرا

لكنّهم كانوا هناك بجيشهم

وكلابهم تعوي وتنبش في الثرى

جاءوا كعاصفة الجراد من المدى

تجتاح في الظلمات نبتاً أحضرا

هتكوا البيوت بخيلهم وبرَجلهم

واستجوبوا حتى الشقيق الأصغرا

حتى دمى الأطفال، حتى مصحفي

ظن الكلاب به سلاحاً مُشْهرا

ما أعجب الجبار يملك عسكرا

لكنه يخشى التراب الأغبرا

في أحرف الكلمات يسمع نعيه

فيخالُ في الحداثِ موتا أحمرا

لقد استحال جيش النور الي كان موضوع احتفاء ليحق جحفل جراد الكفر في قصيدة فاضل امين الأولي إلي جراد ماحق

جاءوا كعاصفة الجراد من المدى

تجتاح في الظلمات نبتاً أحضرا

وما نلبث ان يحل الفجر الذي وصفه كابر هاشم عتمة تنتابها ظلمات السجون

كابر هاشم واصفا المحققين وهو في السجن

اخسأ.. جبان.. حقير لن تخدعنا

ستمضغ البرد في السرداب، في النفق

أين الرقيب العتيد البطش ينبئه

شراسة السوط والكرباج والنزق

حاضر؟.. جلاوزة مقنعون غدت

وجوههم من زجاج خشية الحنق

أواه يا فارس البلقاء تعصرنا

شهب السنين وريح اليأس والقلق

جرد حسامك؟ لا حق يصان إذا

لم يفتد الحق بالأرماح والحلق

بلا سيوف، بلا خيل، بلا درق

هنا.. هنا.. هاهنا باقون مأسدة

تحمى العروبة والإسلام بالحدق

 

 وحين يواجه كابر القمع بالثبات بكل الآليات (نبتننا   ماسدة  …) 

فإن فاضل امين استبسل وتوعد

أقصرْ وحسبك أن تكفَّ واقصرا

ليس الطلائع من عهدتَ قتالهم

القفرِ يشؤؤون الجرادَ الأصفرا

كم من عدوٍّ للعروبة حاقدٍ

نصبوا له يوما أغرَّ مشهرا

لولا نضال البعث واستبسالهُ

ما كنتَ جئت ولا علوت المنبرا

فإذا وفيت فإنها لغربيةٌ

وإذا غدرتَ فشيمة أن تغدرا.

 

الصورة تسلمتها من السيدة الرئيسة مريم داداه في مكتبها هيئة المختار ولد داده التي كانت من اسستها  وقدمتُها لبعض الباحثين ....