في 27 دجمبر 1899 أصدر وزير المستعمرات الفرنسي غاستون دوميرج قرارا بانشاء مستعمرة موريتانيا الغربية وذلك بالحاح من الاستعماري كزافي كبولاني . . وفي يونيو 1900 تم الاتفاق بين فرنسا واسبانيا على ترسيم الحدود بين موريتانيا والصحراء الغربية .. وفي سنة 1902 برزت مطامع كبولاني في السيطرة الفعلية على الضفة اليمنى لنهر السنغال ووقع مع الامير احمد سالم ولد اعل اتفاقا يتضمن الغاء الضرائب العرفية لامارة الترارزة وسلطة تعيين القضاة وفرض ضريبة الزكاة التي ستدفع للخزينة الفرنسية وذلك مقابل تنصيبه اميرا للترارزة .. فقام كبولاني بإقامة مراكز عسكرية متقدمة في الترارزة .. ومع ان الامير تنصل من هذا الاتفاق وناصب كبولاني العداء كما فعل ذلك الامير البركني أحمد ولد سيد اعلي .. الا ان الموريتانيين انقسموا الى فسطاطين كبيرين حول الظاهرة الاستعمارية فأحدهما ناصبه العداء واصطف وراء العلامة الشيخ ماء العينين .. اما الثاني فقد اعلن المهادنة ودعم مشروع كبولاني في ضم هذه البلاد الى الامبراطورية الفرنسية،وكان يقود هذا الاتجاه العلامة الشيخ سيديا باب والعلامة الصوفي الشيخ سعدبوه .. وقد
اصدر الشيوخ الثلاثة فتاوى تؤصل لمواقفهم السياسية . .
لقد قرر محمد الملقب "أييه" ولد حمدات من فخذ أعمر ولد حوم ومن مجموعة اديشلي، الذي يستوطن باطن ادرار في تيارت، قرر الاصطفاف خلف المجاهد الشيخ ماء العينين .. وفي بداية سنة 1906 استلم رسالة من الشيخ ماء العينين يحملها ابنه الشيخ حسنه يدعوه فيها الى التصدي للفرنسيين .. فقرر تعبئة ابنائه للقيام بواجب الجهاد .. فشارك ابناؤه : السالك وأحمد واعل في هجوم قاده الجاه ولد المعيوف على حامية اخروفة سنة 1907 .. وفي 22 مايو 1908 كان ابناء أييه الثلاثة جزءا من جيش يتضمن عددا من العلماء الزوايا على رأسهم الشهيد السيد ولد اكتوشني والشهيد عبد القادر ولد أحمد الطلبة وابن عمه محمد السالك ولد سيد أحمد وعدد من المحاربين العرب من ضمنهم الشهيد اعل ولد أخديم و عدد من تلاميذ الشيخ ماء العينين على رأسهم الشهيد عبد الله ولد باريك
وقد هاجم هذا الجيش قافلة الملازم بيرجي المنسحبة من اكجوجت في اتجاه "أكلال فاي" في الترارزة .. وكان من نتائج هذه المعركة استشهاد الابن الأكبر السالك ولد أييه وأخوه اعل أما احمد فقد نجا وعاد الى موطنه في تيارت وعندما اخبر والدته خربش بنت الظلام بالخبر فرحت ورفضت إقامة العزاء لابنيها وقالت عبارتها الشهيرة : لقد سبقاني الى الجنة وسيشفعان لي عند الله ..
وفي 9 يناير 1909 وعندما دخل العقيد غورو أطار ارتحل أييه بعيدا عن تيارت .. وقرر ابنه احمد الهجرة الى الشيخ ماء العينين لمواصلة الجهاد ، فشارك في كل معارك المقاومة من يوليو 1909 في أكسير الطرشان الى سبتمبر 1931 في توجنين في أدرار .. وقد التحق به أخوه "سيدي" الذي خاض معه عدة معارك حتى استشهد في معركة "تنغرادة" في آدرار بقيادة القائد العام وجاهة ولد محمد تقي الله سنة 1923 .. وبعد استشهاده ولد ابنه سيدي الذي منح اسمه وهو والد رئيس حزب الإنصاف الحاكم محمد ماء العينين ولد أييه..
هذه صفحة عن جهاد واستشهاد هذه الاسرة الني ظلمها المؤرخون وقدمت من المجاهدين اكثر مما قدمته أية أسرة أخرى ..
سعدبوه ولد محمد المصطفى
المصادر:
- الطالب أخيار ولد الشيخ مامينة ، الشيخ ماء العينين ، علماء وأمراء في مواجهة الاحتلال الأوربي
- مصادر فرنسية متعددة : جيليي ، ديفور ، فرير جان ، غورو
- مقابلات مع المرحوم سيداتي ولد أحمد ولد أييه