نواكشوط - أقلام":
قال الدكتور أبو يوسف محمد ان داء السيدا قد استفحل ونشب مخالبه في "كبد" مجتمعنا.. وان المرض منتشر أكثر مما يتوقع الجميع..وفي جميع شرائح المجتمع. بين الشباب والكهول.. و المثقفين وفي من هم دون ذلك..
وأضاف "وقفت على حالات موثقة لأزواج وزوجات يحملون الفيروس ويوزعونه في المجتمع بكثرةِ طلاقهم وزواجهم زيجاتٍ جديدة يكون طرفها الآخرُ سليما ولا علم له البتة أن شريكَ حياته الجديد إنما هو خنجر مسموم ومسمار يدقه بيده في نعشه".
واعتبر الدكتور ولد محمد ان المسؤولية هنا مسؤولية الطبيب أن يبين وينصح..ومسؤولية الدولة أن تفرض ثقافة مايعرف بفحوصات ماقبل الزواج ومسؤولية فردية قبل ذلك وبعده بين المرء وضميره وبينه وبين الله.
وهذا تص تدوينة الدكتور:
في خضم الحديث عن جدري القرود والذي بدأ البعضُ يَجنيه ثمرةً لشذوذه وقذارته تذكرتُ "جدريا" آخرَ ينتشرُ في مجتمعنا بشكل مخيف، كنت قد بدأت في إعداد ملف تحقيقي عنه قبل سنواتٍ إلا أن عوارضَ وانشغالاتٍ حالت دون إتمامه ونشري له عموديا -للجهات الوصية-، وأفقيا -لعامة الناس- لتعم الفائدة المرجوة من ذلك..
عن مرض فقد المناعة المكتسب أتحدث..السيدا وما أدراكم ما السيدا..
قبل التخصص كنت طبيبا عاما معالِجا في مركز خاص بمتابعة مرضى السيدا..كان وقتها شبه ممول من هيئات دولية تتولى العلاج المجاني الكامل لكل مرتادي هذه المنشأة مع ترسانة لوجيستية مقبولة جدا..فحوصات دورية..صيدلية..حجز طبي لمن يعانون من مضاعفات..مطعم خاص ونظام غذائي غني بالمواد التي يحتاجها مثل هؤلاء النزلاء..واستشارات نفسية!!..
في أول أيامي في هذا المركز قلت في نفسي لماذا كل هذا الإنفاق على "مرض" ليس بذاك الإنتشار ..لكن سرعان ما تبدد الإستغراب وحلت محله غصة بل صدمة من هول ما رأيت!!، فبعد اطلاعي على قاعدة البيانات المتعلقة بالمرضى عرفت أن الداء قد استفحل ونشب مخالبه في "كبد" مجتمعنا..
لن أعطي أرقاما دقيقة -وهي عندي- فذاك -ربما- من شأن الجهات الرسمية وحدها..لكني أقول بمرارة أن الداء منتشر أكثر مما تتوقعون..وفي جميع شرائح المجتمع عكس ماتتوقعون!!
منتشر في الشباب والكهول.. في المثقفين وفي من هم دون ذلك..
إن طرق انتقال هذا الوباء معروفة لدى الجميع..وموسومة لدى الغالبية بالرذيلة ولا شك أنها هي أهم مغذياته وإن كان لدى مجتمعنا رافد إضافي ظاهره الطُّهر وباطنه القتل العمد!!
نعم القتل العمد..
وقفت على حالات موثقة لأزواج وزوجات يحملون الفيروس ويوزعونه في المجتمع بكثرةِ طلاقهم وزواجهم زيجاتٍ جديدة يكون طرفها الآخرُ سليما ولا علم له البتة أن شريكَ حياته الجديد إنما هو خنجر مسموم ومسمار يدقه بيده في نعشه.
المسؤولية هنا مسؤولية الطبيب أن يبين وينصح..ومسؤولية الدولة أن تفرض ثقافة مايعرف بفحوصات ماقبل الزواج ومسؤولية فردية قبل ذلك وبعده بين المرء وضميره وبينه وبين الله.
الدكتور أبو يوسف محمد