مسقط ـ الجائزة التي يحصل عليها الأديب أو الشاعر لا تنحصر أهميتها في قيمتها المالية ولكنها تمتد إلى الجوانب المعنوية والثقافية، فلها أثر يعود للكاتب حتى بعد وفاته، فهي تسوق له وتعرف بنتاجه وتقدمه للآخر.
هذا ما ركزت عليه إحدى الفعاليات المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته الـ26، والتي أكدت على أهمية الجوائز الأدبية وضرورة حرص الأديب والشاعر على المشاركة في التنافس على تلك الجوائز بشكل دوري.
وشدد المشاركون في الفعالية على أن للجوائز أيضا جوانب نفسية يجب التعامل معها بنوع من الدقة، فقد تضع الكاتب في سياق ضيق ويحاول قدر الإمكان المحافظة على ما قدمه من إبداع قبل الحصول على جائزة ما.
وذهب المشاركون للحديث عن آليات التعامل مع هذه الجوائز من خلال المشاركة فيها بقدر ما يعود عليهم بالنفع المعنوي والمادي، مطالبين بضرورة أن تنظر الجوائز الأدبية على مستوى العالم إلى المقاييس الفنية وعدم النظر إلى هوية ومكان الكاتب.
عقدت الفعالية بمشاركة مجموعة من الكتاب والأدباء من سلطنة عُمان، وهم الشاعر حسن المطروشي والكاتب هلال البادي والكاتبة والشاعرة بدرية البدرية والكاتبة إشراق النهدية.
تواصل الفعاليات
يأتي ذلك فيما تتواصل الفعاليات والأنشطة الثقافية والأدبية في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ26 الذي افتتح الخميس الماضي، بعد توقفه عام 2021 بسبب جائحة كورونا، وتحل محافظة جنوب الشرقية ضيف شرف على المعرض الذي يستمر إلى الخامس من مارس/آذار الجاري.
ويعد معرض مسقط الدولي للكتاب وجهة ثقافية محليا وإقليما، ويشارك فيه بدورته الحالية 27 دولة، و715 دار نشر، وبلغت عدد المشاركات الرسمية 41 مشاركة، وبلغت عدد دور النشر في قسم الكتاب الأجنبي 33 دار نشر.
وتتنوع فعاليات المعرض لتشمل جلسات حوارية ومحاضرات وندوات ثقافية ومسرحيات وأمسيات شعرية وورش علمية وفعاليات للطفل، وتبلغ عدد الفعاليات 114 فعالية متنوعة، وبلغت عدد فعاليات جناح الطفل 85 فعالية.
ويستقبل معرض مسقط الدولي للكتاب في الفترة الصباحية زيارات طلابية من عدد من مدارس سلطنة عُمان، حيث تم التنسيق المسبق لهذه الزيارات، كما يشارك طلبة المدارس بعدد من فعاليات المعرض بالإضافة إلى حضورهم للورش الفنية والثقافية بالمعرض.
ضيف الشرف
وتشارك محافظة جنوب الشرقية ضيف شرف المعرض في دورته الحالية، بعدد من الأنشطة والفعاليات التي تبرز الثراء التراثي والتنوع الثقافي للمحافظة، وتعرض من خلال جناح خاص بالمحافظة معروضات متنوعة من إصدارات وصور وأفلام وثائقية تبرز ما تزخر به المحافظة من مقومات تاريخية وسياحية وطبيعية متنوعة.
وتتناول فعاليات محافظة جنوب الشرقية الفرص الاستثمارية بالمحافظة، وإسهامات المؤسسات الثقافية كالأندية والمكتبات العامة والمسرح والمبادرات والإبداع في الفنون التقليدية في المشهد الثقافي، والإستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية بالمحافظة، والمرأة في المشهد الثقافي بالمحافظة، كما تتضمن التعريف بالولايات التابعة للمحافظة وما تشتهر به من مقومات طبيعية وحضارية وثقافية.
وقال الشيخ جهاد بن عبد الله آل فنة -وهو عضو اللجنة الرئيسية لمشاركة محافظة جنوب الشرقية ضيف شرف معرض مسقط الدولي للكتاب وعضو مجلس الشورى- في حديث للجزيرة نت، إن مشاركة محافظة جنوب الشرقية جاءت انطلاقا من نهج إدارة معرض مسقط الدولي للكتاب بوجود ضيف شرف في كل دورة، ويعكس الركن الخاص بالمحافظة الطبيعة المعمارية لمحافظة جنوب الشرقية.
وأضاف أن الجناح يستعرض عددا من الإصدارات والأعمال الأدبية والثقافية والفنية لأبناء المحافظة، كما يركز الركن على الجانب السياحي والثقافي والأثري من خلال مجموعة من التحف الأثرية والمخطوطات التاريخية، مع إبراز معالم المحافظة وجوانبها الاقتصادية والثقافية والأثرية والحضارية.
وأشار إلى أن محافظة جنوب الشرقية تتميز بتوجهها الإستراتيجي كمركز للاقتصاد الأزرق المستدام، وتركز من خلال هذا التوجه على الاستدامة في الثروة السمكية والصناعات والأنشطة المرتبطة بها، كما تركز على الاستدامة في السياحة البحرية.
المصدر : الجزيرة