مواعيد، ولا أعظم...
ليسَ هناكَ مَلِكٌ أو أَمِيرٌ أو رئيسٌ يُرَتِّبُ لوزيرِه، أو وليّ عهده أو مدير ديوانه خمْسَ لقاءاتٍ في اليَوْم..
ليسَ هناكَ سلطانٌ أو حاكمٌ يَسْمَحُ لأقربِ معاونيه أو خُدّامِهِ أنْ يدْخُلَ عليه متى شاء، في أيِّ وقتٍ شاء، بل ولا والدٌ يسْمَحُ بذلك لوَلَدِهِ ثمَّ لا يَضْجَرُ منه..
اللـهُ وحدَهُ، ربُّ الأرباب، مَلِكُ الملوك، جبّارُ السماواتِ والأرضين، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما يمْنَحُ عبْدَهُ هذا الشرَف؛ خمسةُ مواعيدَ مُقَرَّرَةٍ رسميًّا، لا يُؤْذَنُ للعبْدِ أَنْ يتَخَلَّفَ عنها.. لوْ أنّ وزيرًا قالَ له مَلِكُهُ أُريدُ أنْ أراكَ كُلّ يومٍ خمسَ مرّاتٍ، فلا تتأخّر عني، لَخَرَجَ مَزْهُوًّا يُباهي الناسَ بحظْوَتِه العظيمة لدى مَلِكِه..
اللـه وحْدَهُ يَأْذَنُ لَكَ بقَرْعِ البابِ ودخولِ الحَضْرَةِ في أَيِّ وَقْتٍ شِئْت، ثمّ تزْداد حُظْوةً عنده وقُرْبًا لديْهِ كُلّمَا ازْدَدْتَ فَيْئَةً إليْه وانْحياشًا، وكلما أَطَلْتَ المُثُولَ بين يَدَيْه..
لو أنَّ وزيرًا قالَ له رئيسُه: لا شيْءَ يَشْغَلُني عنْك.. لا تتعَجّلْ فأَنا مَعَك.. لا تَخْتَصِرْ حديثكَ إليّ، بلْ تَحَدَّثْ كما شِئْت إِليّ أيّ وقتما شئت، فإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أسمعَك، وإِنّي أُحِبّ مجالستك، لانْتَشَى زَهْوًا واعتزازًا بعظيمِ حَظِّه وجليلِ شأنِهِ عندَ سَيِّدِه..
اللـهُ وحْدَهُ ربي ورَبُّكَ ورَبُّ كُلِّ شيء، يعطيني ويُعْطيكَ ما لا يُعْطي مَلِك ولا سُلْطان ولا والد ولا أخٌ ولا حبيب..
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك...