كان اختصار (OK) بديلا لكملة (Oll Korrect) التي هي في الأصل (All Correct) وتعني "كل الأشياء على ما يرام" (بيكسابي)
هل تساءلت يوما لماذا نقول كلمة "أوكيه" (OK)؟ هذه الكلمة من حرفين التي نقول بها "نعم" و"حسنا"، وهي الكلمة الأشهر تقريبا في اللغة الإنجليزية، ويعرفها كثيرون لا يعرفون الإنجليزية، ولا يستخدمونها بشكل يومي، رغم أنها ليست كلمة من قاموس اللغة الإنجليزية.
أصل الكلمة
ابتكرت كلمة (OK) بطريقة طريفة للغاية في أوائل القرن الـ19، حيث كان عادة "استخدام اختصارات الكلمات" يعتبر صيحة، لا سيما الاختصارات التي تحتوي على أخطاء إملائية، لأنها كانت تستخدم لتدل على الثقافة وتعتبر أيضا رسائل مشفرة لا يفهمها الجميع.
مثلا؛ كان المثقفون في هذه الفترة (تقريبا منذ عام 1822) يستخدمون اختصار "أو دبليو" (OW) لقول إن "كل الأمور جيدة" اختصارا لكلمة (Oll Wright)، وكما نلاحظ، فالكلمة تحتوي على خطأ إملائي في الكتابة (الأصل "All Right") وإن كانت تنطق وفق الخطأ المكتوب.
وكان اختصار (OK) بديلا لكملة (Oll Korrect) التي هي في الأصل ودون أخطاء إملائية (All Correct) والتي تعني "كل الأشياء على ما يرام"، وهذا المعنى ظل مستخدما لسنوات حتى أضيف في قاموس أكسفورد الإنجليزي بهذا المعنى عام 1839، وظل مستخدما من وقتها.
ففي 23 مارس/آذار 1839، قُدم اختصار (OK) رسميا للعالم عبر صحيفة "ذي بوسطن مورنينغ" (The Boston Morning Post)، وذلك عندما حاول صحفي أميركي يدعى تشارلز غوردون غرين السخرية من "جريدة بروفيدنس" (Providence Journal)، فأدخل اختصار شعبي ضمن مقاله ليسخر وكأنه يُلقي نكتة.
سرعان ما التقطت الصحف الأخرى المزحة وبدأت في استخدامها في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وازداد الاختصار شعبية عندما استخدمه رئيس أميركي ضمن حملته الانتخابية في العام 1840.
أصبحت الأسماء المستعارة شائعة في الحملات الانتخابية للمرشحين هنري هاريسون ومارتن فان بورين، ولأن بورين الذي شغل منصب ثامن رئيس للولايات المتحدة كان يعرف باسم "أولد كيندرهوك" (Old Kinderhook) لكونه ينحدر من منطقة كيندرهوك في مقاطعة كولومبيا بنيويورك، لذلك؛ استخدم أنصاره اختصار (OK) بدلا من كتابة لقبه كما هو، خصوصاً أن OK كانت تختصر لقبه، وأيضا المعنى المستخدم به وهو "أن كل شيء جيد"، وفق ما أشار إليه كتاب "حسنا: القصة غير المحتملة لأعظم كلمة في أميركا" للكاتب ألان ميتكالف.
ورغم ذلك، استخدم اختصار (OK) ضد بورين من الحملات المضادة، وأُلفت اختصارات أخرى ساخرة منه، ولم تساعده في الاحتفاظ بمنصب الرئيس للدورة الرئاسية الثانية، لكن هذه الحملات والحملات المضادة باستخدام اختصار (OK) ساهمت في استخدام هذا الاختصار الشعبي لإطلاق النكات السياسية، والانتقال حتى إلى الأجيال اللاحقة، التي لم ترث من صيحة الاختصارات الشعبية الشائعة سوى القليل، على رأسها (OK).
شاع استخدام كلمة "أوكيه" (OK) في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الـ19 لتوفير وقت وتكلفة الرسائل التلغرافية (بيكسلز)
"التلغراف" سجل (OK) رسميا
بعد ابتكار اختصار (OK) بعدة سنوات، اخترِع التلغراف (1844) وشاع استخدامه في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الـ19، وكان استخدام الاختصارات موفرا للوقت لإرسال الرسائل عبر النبضات الكهربائية بواسطة بعض النقاط والشرطات التي كانت تمثل الحروف الأبجدية، وهنا سجلت (OK) مكانها لإرسال رسائل سهلة الكتابة والفهم. خاصة لمشغلي السكك الحديدية، الذين كانوا يستخدمونها لتأكيد وصول الأوامر، كما شرح دليل التلغراف بالعام 1865 الذي قال "إنه لا يمكن اعتبار أي رسالة أنها مرسلة إلى أن يعطيها المكتب الذي يستلمها جواب (OK)".
المصدر : مواقع إلكترونية