نواكشوط - "السدنة":
بدأت الوكالة الموريتانية الرسمية للأنباء تغطية مميزة وخاصة لـ"مهرجان مدائن التراث"، الذي تسوق من خلاله موريتانيا لمدنها التاريخية، التي شكلت ظاهرة فريدة من نوعها في المنطقة من خلال نشر الإشعاع الديني والثقافي والأدبي في منطقة الساحل العربي الإفريقي، وهو الإشعاع الذي ذاع صيته في مشارق الأرض ومغاربها من خلال ما عرف بـ"دور الشناقطة" في الثقافة العربية والإسلامية.
وجدير بالذكر أن المدن الموريتانية المصنفة ضمن التراث العالمي هي "شنقيط"، "وادان"، "تيشيت" "ولاتة".
وتضم البلاد عشرات المواقع ألأثرية لمدن تاريخية لعبت دورا محوريا في المنطقة قرون خلت، ومن بينها "آزوكي" و"كومبي صالح" و"تنيكي".. وغيرها.
وفيما يلي تعيد "السدنة" نشر برقيات وتقارير الوكالة الموريتانية الرسمية للأنباء عن النسخة الجديدة من "مهرجان مدائن التراث":
مهرجان مدائن التراث: فوائد اقتصادية واجتماعية وثقافية
وادان - و م أ:
تطل علينا بعد أيام قليلة النسخة الأولى من مهرجان مدائن التراث في ثوبها الجديد فنيا وثقافيا وسياحيا وتنمويا وذلك في إطار السياسة الجديدة التي تنتهجها الحكومة لرد الاعتبار للمدن الأثرية لما لعبته من أدوار تاريخية تجسدت في المحافظة على هوية البلد من خلال نشر الدين الإسلامي الحنيف في مختلف أصقاع العالم فضلا عن ما خلفته هذه المدن من علماء أجلاء كان لهم الفضل الكبير في التعريف بتراث البلاد في مشارق الأرض ومغاربها من أمثال: الطالب أحمد ولد أطوير الجنة.
ويعد مهرجان مدائن التراث موسما سياحيا وثقافيا واقتصاديا بامتياز نظرا لما سيجلبه لسكان وادان من فوائد اقتصادية واجتماعية وثقافية:
الفوائد الاقتصادية:
- تنشيط الحركة الاقتصادية للمدينة وحصول الساكنة على مبالغ معتبرة عن طريق تأجير المنازل لإيواء الوفود المشاركة في المهرجان.
- استفادة اليد العاملة طيلة أيام المهرجان.
- تنشيط السياحة الداخلية واكتشاف الكنوز الثقافية لبعث روح الاستثمار.
- إنعاش الصناعة التقليدية عن طريق بيع المنتجات والتعريف بالتحف الأثرية.
الفوائد الاجتماعية:
- ترميم السور القديم وشارع الأربعين عالما وتأهيل البيوت الأثرية القديمة وتحسين واجهة المدينة لاستقبال زوار المهرجان.
- الرفع من المستوى الاقتصادي والاجتماعي للسكان نتيجة لعائدات المهرجان.
- ترقية السياحة المحلية وتقوية اللحمة الاجتماعية للمجتمع.
- تعزيز الروابط بين الأجيال.
الفوائد الثقافية:
- تعزيز الهوية الوطنية
- تحصين الشباب عبر ربطه بمفهوم الإسلام المعتدل من خلال الندوات الثقافية والمحاضرات العلمية.
- التعريف بالموروث الثقافي للبلاد من خلال معاينة المخطوطات والمتاحف الأثرية المتنوعة.
- استثمار التغطية الإعلامية للتعريف بمدينة وادان تاريخيا وثقافيا وسياحيا.
عمدة ودان: لأول مرة في تاريخ المهرجان يتم فيها حل مشاكل الساكنة المحلية
أكد عمدة بلدية وادان، السيد محمد محمود ولد أمي، أن هذه النسخة من مهرجان مدائن التراث، هي الأولى، التي يتم فيها حل مشاكل الساكنة المحلية للمدينة وهمومها، رغم أنها المرة الثالثة، التي تستضيف فيها المدينة المهرجان، إذ كان تنظيمه في السابق يقتصر على الجانب الثقافي وحده (الفلكور الشعبي، الشعر ، أماسي ثقافية، بعض الألعاب).
بيد أن هذه النسخة يضيف العمدة شهدت اهتماما بالبعد التنموي للمقاطعة، ففي الميدان الزراعي، الذي يعد العمود الفقري لاقتصاد فيها، تم استصلاح 100 هكتار لزارعة وحات النخيل، والتي تضررت بشكل كبير بسبب الجفاف المستمر منذ عدة أعوام، وذلك بفضل تزويد المدينة ب 12 بير ارتوازي تكفي لزارعة 12 ألف نخلة، كما أن من شأنها أن تساهم في حل المشكلة العقارية المطروحة قديما.
ونبه في لقاء مع مندوب الوكالة إلى ودان، أن مشكلة المياه الصالحة للشرب، والتي عانت منها المقاطعة كثيرا، تمت توسعة شبكة المياه فيها، إلى جانب حفر عدة آبار للمياه العذب داخل المقاطعة وفي بعض الأرياف التابعة لها.
وفيما يتعلق بفك العزلة عن المدينة، أكد أن الحكومة حصلت على تمويل نصف الطريق الأول (ما بين أطار وشنقيط) ، و أعلنت عزمها تعبيد المقطع الثاني منها( ما بين شنقيط وودان)، إلى جانب تزويد كل هذه الطريق بشبكة الاتصال، مع تقويتها في المقاطعة.
ولفت إلى أن هذه المشاريع من شأنها تنشيط القطاع السياحي في المدينة، القطاع الهام للساكنة، وذلك من خلال جذب المزيد من السياح إليها، والذين كان تدني الخدمات سببا في عزوفهم عن القدوم إلى المقاطعة، مبينا أن هذا المهرجان تم التركيز فيه على الجانب السياحي، فقد تمت دعوة 146 ممثلا لمكتب سياحي، سيحضرون وقائع المهرجان مجانا من دون تكاليف نقل، إذ سيتم فتح الموسم السياحي هذا العام بالتزامن مع افتتاح المهرجان.
وفي الميدان الصحي والتعليم أعرب عن رضاه عن الوضعية القائمة، رغم بعض النواقص الملاحظة في القطاعين، مطالبا الدولة بتوفير مدارس مكتملة في القرى التابعة للمدينة للحد من هجرة أصحابها إلى المدن.
ونبه العمدة إلى مشكل الهجرة وما تشكله من تحد لساكنة المدن الأثرية عموما، لا سيما مدينة ودان بسبب غياب المشاريع التنموية، القادرة على تثبيت الساكنة في أماكنهم الأصلية، من خلال خلق فرص عمل للشباب، فضلا عن الجفاف، إذ أن 80% من شباب المدينة هجرها بحثا عن العمل.
إلى جانب ضعف الموارد المالية للبلدية، نتيجة لغياب المداخل الضريبية، إلى جانب اتساع المساحة لجغرافية التابعة لها، وصعوبة تضاريسها.
حوار - محمد الأمين سعيد
والي آدرار : مهرجان مدائن التراث حدث ثقافي بدلالة اقتصادية
أكد والي آدرار السيد حدادي أمبالي ياتيرا اكتمال استعدادات مدينة وادان لاستضافة مهرجان مدائن التراث في ثوبه الجديد موضحا أن كافة الإجراءات تم اتخاذها لضمان نجاحه باعتباره موسما سياحيا وثقافيا واقتصاديا بامتياز نظرا لانعكاساته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على سكان الولاية.
وأضاف الوالي في مقابلة له اليوم بمكتبه في أطار مع ممثل مكتب الوكالة الموريتانية للأنباء في الولاية أن حجم الاستثمار في مهرجان وادان بلغ 201.097.147 أوقية جديدة مما سيسمح بتحسين مستوى الخدمات العامة فيها من خلال توسيع شبكتي المياه والكهرباء وبناء المؤسسات التربوية وإعادة ترميم المدينة القديمة وإصلاح طريقها الرملية.
وفيما يلي نص المقابلة:
سؤال: بداية كيف تقدمون الولاية وبصفة خاصة مدينة وادان للقارئ الكريم...؟
جواب: تقع ولاية آدرار في الشمال الموريتاني تحدها من الغرب إينشيري ومن الجنوب تگانت ومن الشمال تيرس زمور وتحدها المجابات الكبرى مع تكانت من الشرق وتبعد عن العاصمة نواكشوط 425 كيلومترا.
وتمتد مساحتها على 233478 كيلومترا مربعا أي ما يعادل نسبة 22.65 % من المساحة الإجمالية للوطن ويبلغ عدد سكانها 62657 نسمة.
وتنقسم إداريا إلى أربع مقاطعات ومركزين إداريين وإحدى عشرة بلدية ولها بعد تاريخي خاص لما تضمه من مدن تاريخية مثل وادان التي يرجع تاريخها إلى سنة 536 هجرية وشنقيط التي يعود تاريخها إلى سنة 600 للهجرة وآزوگي التي تضم ضريح الإمام الحضرمي.
وتعتبر الولاية منطقة سياحية بامتياز حيث تحتوي على سلسلة جبلية يصل ارتفاعها 800 متر وعلى كثبان رملية شاسعة المجابات الكبرى فضلا عن توفر مكتباتها على الآلاف من المخطوطات النادرة.
ويعتمد النشاط الاقتصادي للولاية على التمور حيث يقدر عدد النخيل فيها بأكثر من مليون وأربعمائة ألف نخلة.
أما مقاطعة وادان التاريخية فهي إحدى أهم مقاطعات الولاية تأسست في القرن السادس الهجري وازدهرت بشكل منقطع النظير نتيجة لدورها الاقتصادي والعلمي حيث سطع نجمها كمحطة تجارية ومركز إشعاع علمي في أواسط القرن الثامن عشر.
تقع المدينة على مساحة تبلغ 120778 كيلومترا مربعا ويبلغ عدد سكانها حوالي 3973 نسمة حسب إحصائيات 2013 وتحتوي على بلدية واحدة هي بلدية وادان وتعتمد في نشاطها الاقتصادي على الواحات ولديها معالم سياحية فريدة من نوعها مثل المدينة الأثرية القديمة شارع الأربعين عالما البئر المحصنة موقع عين الصحراء أو ما يعرف محليا بـ كلب الريشات .
سؤال: كيف تقيمون درجة الاستعداد للمهرجان...؟
جواب: التحضيرات جارية على قدم وساق وجل الأشغال المبرمجة تجري حسب البرنامج المحدد لها.
وهنا يجب التأكيد على أن كافة الأطر والفاعلين الاقتصاديين وساكنة الولاية بشكل عام وسكان مدينة وادان بشكل خاص يستقبلون هذا الحدث بالكثير من الارتياح وقد أبدوا استعدادهم للتعاون والتعاطي مع كل ما من شأنه أن يمكن من تنظيمه على أكمل وجه كما يعتبرون احتضان المدينة لهذا المهرجان مكسبا حقيقيا لها.
ويعلق المواطنون في آدرار عموما وفي وادان خصوصا آمالا كبيرة على هذا الحدث الوطني البارز خاصة من حيث انعكاساته الاقتصادية والاجتماعية.
لقد تم اتخاذ كافة التدابير اللازمة لاستقبال ضيوفنا الكرام ونحن مستعدون لاستقبال كافة الوفود المشاركة حيث باتت كل الأمور جاهزة بفضل الله.
السؤال: ماهي أبرز الإنجازات التي ستستفيدها وادان من هذا الحدث...؟
جواب: من المؤكد أن استضافة المدينة لهذا الحدث سيوفر لها نقلة نوعية في مجالي البنى التحتية والخدمات.
فعلى مستوى البنى التحتية سيتم وضع حجر أساس ثانوية تنلبه وبناء مدرسة ابتدائية ومحظرة نموذجية في وادان وترميم المعالم الأثرية في المدينة القديمة مثل المسجد والسور والبيوت الواقعة على طول شارع الأربعين عالما مع إنشاء فضاء ثقافي وبناء سدين لتصريف مياه الأمطار وإنجاز 14 بئرا ارتوازيا وتشييد 4 حواجز مائية لتغذية البحيرة الجوفية وإنجاز واحات نموذجية لتطوير الزراعة في المدينة.
أما في المجال الخدمي فستستفيد المدينة من إنجاز توسعة جديدة لشبكة المياه ستمكن من تزويد كافة أحيائها بالمياه العذبة بدلا من المياه المالحة فضلا عن توسعة شبكة الكهرباء لتصل طاقتها الإنتاجية إلى 535 كافيرا.
إذن الاستفادة ستكون كبيرة ولا تتوقف على مجال بعينه وإنما ستشمل كافة المجالات بما في ذلك سوق الماشية والمحلات التجارية وأصحاب الفنادق والنزل والمنازل والباعة المتجولين وأصحاب الحرف والتعاونيات النسوية والمهتمين بالألعاب التقليدية وحملة كتاب الله وسدنة العلم وأصحاب الفكر.
حوار: محمد إسماعيل
ولاية آدرار في سطور
وادان, 08/12/2021
تقع ولاية آدرار في الشمال الموريتاني، حيث تحدها من الغرب إينشيري ومن الجنوب تگانت ومن الشمال تيرس الزمور في حين تحدها المجابات الكبرى مع تكانت من الشرق وتبعد عن العاصمة نواكشوط 425 كيلومترا.
وتبلغ مساحة ولاية آدرار أو هضبة آدرار كما كانت تسمى (233478) كيلومترا مربعا؛ أي ما يعادل نسبة (22.65) % من المساحة الإجمالية للوطن.
وتعتبر الولاية بجبالها وسهولها وجوها الصحراوي ومناظرها الطبيعية الخلابة منطقة سياحية وقبلة للسياح من أوروبا، كما تعتبر مخزونا أساسيا للمخطوطات العربية الإسلامية.
وتضم الولاية أربع مقاطعات ومركزين إداريين وإحدى عشرة بلدية، ولها بعد تاريخي خاص لما تضم من مدن تاريخية، مثل وادان التي يرجع تاريخها إلى سنة (536) بعد الهجرة ؛ وشنقيط ذات المنارة الشامخة التي يعود تاريخها إلى سنة (600) للهجرة ؛ وآزوگي التي تضم ضريح الإمام الحضرمي (أبي بكر محمد بن الحسن المرادي القحطاني المتوفي سنة 489 للهجرة) قاضي ومفتي دولة المرابطين الذين فتحوا هذه الأرض في القرن الخامس الهجري.
ويعتمد النشاط الاقتصادي في الولاية أساسا على التمور ومشتقاتها، حيث تعتبر من أغنى الولايات الموريتانية بالواحات وأجودها تمورا، بالإضافة إلى الزراعة الموسمية للخضروات وغيرها كالزراعة تحت النخيل.
وتتوفر الولاية على ثروة حيوانية تصل حوالي (150.000) رأس من الغنم تشكل منها النعاج نسبة (33٪) إضافة إلى حوالي (60.000) رأس من الإبل.
ويبلغ عدد سكان آدرار (62657) نسمة حسب آخر إحصائيات رسمية سنة 2013 من بينها نسبة (20،49) ذكور؛ في حين تبلغ.الكثافة السكانية (0،3) نسمة في الكيلومتر المربع الواحد.
وتعتبر السياحة في آدرار رافعة تنموية نظرا لما تضمه من جبال شماء ومناظر خلابة تجذب السياح، حيث تتوفر على سلسلة جبلية يصل ارتفاعها إلى (800) م وكثبان رملية ممتدة على مساحات شاسعة، حيث تكاد تكون الميزة الأساسية للمنطقة تمازج الكثبان الرملية بالهضاب ( المجابات الكبرى وعرق أوران).