
يحتفل الشاعر الروائي المختار السالم ولد احمد سالم بذكرى الاستقلال علي طريقته التي بمقتضاها قرر تأجيل احتفاله بعيد الاستقلال حتي تزول آثار الصلف الاستعماري وذلك في قصيدته
أقرر تأجيل احتفاليتي/
هل تسمع اللحنَ يا “صاحي” يرددهُ
غول المجابات تمـويها على الصلف..
هيّ استقلتْ.. ولكن قد تلـبّـسها،
لسان مستعمر.. يا آية الصدف!
..محتلة لغويا.. من مكائدهم
بومُ الشتات يناجيها، فيا أسفي..
إستبدلوا روحها لغوا وتصفية،
فهمْ هنا في لحاف الرمل والخزف..
وهم هنا في تقاسيمي وأغطيتي،
فكيف تنبتُُ فينا لحظة السعف..!
يا ساقي الجرح هبْ لي بعض ذاكرتي
لعلني أحمل الأيام في كتفي..
كانوا سيبتهجون اليوم يا قمرا
من ظلمة الروح، لو كنا بلا سلف..
أستأنف اليوم لحنا في مقاومتي،
يحرر البحر من إغماءة القرف..
إني أقرر تأجيل احتفاليتي
إلى زمان بلا رجس ولا جيف..
حتى تعود لشنقيط هويتها
وروحها العذبُ في در من الشرف..
أنا أقرر تأجيل احتفاليتي،
وسوف أعزف حتى آخر الشغف..
أنا أقررُ تأجيل احتفاليتي،
حتى يكون لها معنى من الهدف
تفوح القصيدة بمضامين الأسى والحسرة لما يغيب من ملامح الهوية العربية (يوم الشتات يناجيها فيا أسفي ) وهو اسف يعززه شعور بالضياع لم يجد الشاعر اتجاهه بدا من الاستغاثة
ياساقي الجرح هب لي بعض ذاكرتي
لعلني أجمل الأيام في ذاكرتي
ليقيم تقابلا بين ضياع ذاكرته وحضور تاريخه ممثلا في الأيام (
لعلني أحمل الأيام في كتفي..)
وحمولة الكتف تعزز الشعر بمضامين الحسرة والضياع والعناء في تراكم تقابله الحاجة للجهد والصبر والتضحية وهو معني له مايكفي من انبعاث الضنا من اجل امل تراه خلفك
ورغم عراقة مفهوم حمولة الكتف في شعرنا العربي من امرىء القيس إلي نزار والمختار السالم لكن استعماله نادر وقدو رد في صيغ متعددة
يقول امرؤ القيس
كــأن عــلــى الكـتـفـيـن منه إذا انتـحى
مــداك عــروس أو صــلايــة حــنــظل
اما نزار فقد وظف حمولة الكتف في عناء عشق ضائع
وجئت احمل تاريخي علي كتفي
وحاضرا مرهق الاعصاب مطهدا
وتاتي حمولة الكتف عند المختار السالم استغاثة من اجل جرح نازف شعورا بالم هوية تكاد تضيع لولا وفاء الايام التي حملها علي كتفه ..لعل التاريخ يعود لتعود الذاكرة علي يد ساقي الجرح .