ولدت في هذا المكان قرب بئر "لمهيريد"..
وروى لي أبي حفظه الله أنه كان في السنغال حين أبلغه رجال من اٌقاربه بأنه قد رزق ببنت... ولم يكن ذلك محببا اجتماعيا.. وقد سافر إلى "الخيام" ليقوم بواجبه الاجتماعي... وحين وصل علم أنه تعرض لمقلب عندما قيل له ماذا ستسمي ابنك؟ ترك المهمة لوالدتي رحمها الله.. وكانت قد رأت في منامها قبيل ميلادي رجلا صالحا من أقاربنا اسمه "محمدُّ". فسموني عليه... وعند دخوله السنة الأولى ابتدائي، كان المعلم سيدي ولد باب رحمة الله عليه يسجل أسماء التلاميذ في شكليات شهادات الميلاد لحيلمها إلى حاكم مقاطعة واد الناقة، وكان يتحدث مع رفاقه عن عم والدي المختار السالم ولد أبوه، وكيف كان عبقريا.. ولم ينتبه المعلم إلا وقد كتب في خانة الاسم "المختار السالم ولد أحمد سالم)... فانتبه للخطأ.. لكنه قال للجماعة لنترك اسمه على اسم عمه الرجل الفاضل الذكيِّ.
وهكذا أمضيت سنوات أعرف في الوسط التعليمي باسم "المختار السالم" وفي الوسط العائلي والأسري باسم "محمدُّ".
رحم الله والدتي ميمونة بنت أباه ولد أحمد زايد الملقبة ب"النومه" برحمته الواسعة ومنحها من الجنة ما شاءت. روي لي أنها أمضت عدة أيام في الطلق، حتى أنهم استعدوا لوفاتها في النفاس.. وفجأة أخرجت جدتي السالمة بنت بداهي رحمة الله عليها صدقة من الشراب سقت منها بعض الدواب أمام الخيمة فولدت فورا.
طلبت من الخال مرة أن يذهب بي إلى مكان مسقط رأسي بالضبط... فأوقفني حيث كانت الخيمة يوم ميلادي.. يقال إن مسقط الرأس مكان خاص جدا عند الإنسان... حين وقفت هنا (الصورة) شعرت بإحساس غريب كأنَّ بهذا المكانِ عالماً غير مرئيّ يستعصي على الوصف واللغةِ.. يقال إنني كنت من أكثر الرضع بكاء، وكانت الخالة تخرجني إلى الشمس لأغط في النومِ.