هذه الحكاية رويتها عن عدل عن عدل:
قيل إن العلامة لمرابط ولد متالي قال لرجل من أهل الإبل:
إذا لقيت الشيخ محمد المامي فسلم مني عليه واسأله لي عن سمت الكعبة - أي المكان المقابل لها غربا - من هذه البلاد؟
فقال الرجل: مالي وللشيخ محمد المامي! هو في قعر تيرس، وأنا مقيم هنا بين النهر والبحر (في غرب الكبلة)؟!
ثم كان من أمر الله أن نوقا للرجل إياه ندّت شمالا، فظل ينشدها حتى وجدها في بطن تيرس غير بعيد من حي العلامة الشيخ محمد المامي. فأتاه وأمضى أياما في كرم ضيافته.
ولكنه نسي وصية الشيخ ولد متالي.
ولما هم بالرجوع بنوقه خرج الشيخ محمد المامي في تشييعه وقال له:
سلم مني على لمرابط ولد متالي وقل له إن مقابلة المسجد الحرام من الغرب هي "اكديم
نكجير"!
وحينها تذكر الرجل وصية لمرابط ولد متالي!!
هذا وأنكجير أرض غرب تيرس، والموضع المذكور قريب من منطقة آوسرد (في الصحراء).
بينما تظهر خرائط جوجل وإحداثيات موقع الكعبة المشرفة أن مقابلة (مسامتة) الكعبة المشرفة من جهة الغرب الأصلية يمر خطها بذات المنطقة (الدرجة 21.2547 شمال خط الاستواء).
وهذه حقيقة جغرافية تثبت مثلا أن اتجاه القبلة الصحيح في انواكشوط ومنطقة الكبلة عموما ينحرف شمالا عن جهة الشرق الأصلية قليلا، حيث يمر خط تلك الجهة (الشرق) بالقرب من منطقة نجران جنوب السعودية على بعد حوالي 850 كلم جنوب مكة المكرمة. (الدرجة 17.3237 شما خط الاستواء).
وكذلك لعل إدراك هذا الأمر هو سبب سؤال العلامة لمرابط ولد متالي للعلامة الشيخ محمد المامي، رحمهما الله!!
هذا والله أعلم.