إعلانات

في البرازيل.. عبيد مسلمون من أصول نيجيرية قادوا ثورة ضد العبودية.. وابنة الإمبراطور استغلت سفر والدها وألغت الرق

اثنين, 24/05/2021 - 00:30

العربية نت

 

يوم 13 مايو 1888، ضربت البرازيل موعدا مع التاريخ بفضل أحد أهم القرارات على مر تاريخها. فخلال ذلك اليوم، عرض رسميا قانون أوريا (Aurea)، أو القانون الذهبي، على البرلمان لإقراره بشكل رسمي بالبلاد. وعن طريق هذا القرار، وافقت البرازيل رسميا على إجهاض العبودية لتكون بذلك آخر دولة مستقلة تقطع مع هذه الممارسة بالقارة الأميركية.

إلى ذلك، جاء إجهاض العبودية بالبرازيل بعد جهود استمرت لعقود ابتداء من فترة ظهور الحركات المناهضة للعبودية قبل نحو قرن بإنجلترا. وبعد صراع مرير مع كبار مالكي الأراضي، أقرت البرازيل رسميا القانون الذهبي متسببة بذلك في حالة من التخبط بكبرى مدنها.

 

الشعور المناهض للعبودية

تحت ضغط البريطانيين، وافقت البرتغال عام 1810 على وقف ممارسة تجارة العبيد. إلى ذلك، ظلت هذه الوعود حبرا على ورق حيث واصل البرتغاليون عملية نقل العبيد ما بين مستعمراتهم بأفريقيا ومستعمرتهم بالبرازيل. وبناء على مصادر تلك الفترة، نقلت البرتغال ما بين عامي 1790 و1830 نحو 700 ألف عبد أفريقي نحو البرازيل.

وبسبب ذلك، تسببت البرتغال في تغير ديموغرافي كبير بالبرازيل. فعشية يوم الاستقلال، تواجد بالبرازيل نحو 4 ملايين نسمة كان نصفهم من العبيد الأفارقة.

 

ومع استقلالها عام 1822 وتحوّلها لإمبراطورية بقيادة الدوم بيدرو الأول (Dom Pedro I)، جددت البرازيل وعودها بإنهاء تجارة العبيد أملا في التقرب من الإنجليز. وخلال العام 1850، أقر البرلمان البرازيلي قانونا منع هذه الممارسة. إلى ذلك، شهدت البرازيل طيلة العقود السابقة العديد من الثورات التي قادها العبيد. وقد جاءت أبرزها بمنطقة بالميرس (Palmares) بالقرن السابع عشر وبسالفادور، التابعة لمنطقة باهيا، عام 1835 حيث قاد عبيد مسلمون من أصول نيجيرية ثورة أملا في الحصول على حريتهم. وخلال السنوات التالية، ساهمت ثورات العبيد التي قمعت بالحديد والنار في تزايد الشعور المعادي للعبودية بالبرازيل.

 

إنهاء جزئي للعبودية

بداية من العام 1860، انتشرت الأفكار المناهضة للعبودية في صفوف الطبقة البورجوازية الليبرالية بريو دي جانيرو. وبسبب ذلك، مورست العديد من الضغوطات على البرلمان لإجهاض العبودية بشكل نهائي بالبلاد. في الأثناء، اتجه الإمبراطور البرازيلي الدوم بيدرو الثاني (Dom Pedro II)، الذي استلم زمام الأمور بالبلاد عام 1831، لممارسة سياسة تحررية حاول من خلالها امتصاص غضب الشعب الذي كان منقسما بين مؤيد ورافض للعبودية.

خلال العام 1866، وقّع بيدرو الثاني رسائل حرر من خلالها عدد من العبيد. وبعدها بخمس سنوات، أيد الأخير قرار البطن الحر الذي عتق من خلاله كل المواليد الجدد بالبلاد من العبودية. وعام 1884، وافقت أغلب المناطق البرازيلية على إنهاء تجارة العبيد مطبقة بذلك الوعود المقدمة منذ نحو 70 عام للإنجليز. ويوم 28 سبتمبر 1885، وافق بيدرو الثاني على قانون حرر من خلاله جميع العبيد الذين بلغوا الستين من العمر.

 

دونا إيزابيل تنهي العبودية

وسنة 1888، انطلق الإمبراطور بيدرو الثاني في رحلة طويلة نحو أوروبا تاركا مهمة إدارة شؤون البلاد لابنته الأميرة إيزابيل الملقبة أيضا بدونا إيزابيل (Dona Isabel). إلى ذلك، استغلت الأخيرة غياب والدها عن البلاد وانعقاد جلسة للبرلمان لتعرض على النواب القانون الذهبي حول مسألة إجهاض العبودية. ومع تمرير هذا القانون وإجهاض العبودية يوم 13 مايو 1888، كسب من تبقى من العبيد بالبرازيل حريتهم دون أن يحصل أصحاب الأراضي، مالكو العبيد، على أية تعويضات مادية.

إلى ذلك، أغضب هذا القانون كبار مالكي الأراضي الذين سرعان ما التحقوا بالمعارضة الجمهورية. وعام 1889، أزيح بيدرو الثاني عقب انقلاب ناجح لتسقط بذلك الإمبراطورية ويعلن رسميا عن قيام جمهورية برازيلية ترأسها المارشال ديودورو دا فونسيكا (Deodoro da Fonseca).