إعلانات

سوريا تواجه الجفاف بشروع بيئي ناجح اسمه "النبتة الأفريقية"

أحد, 23/05/2021 - 20:35

"النبتة الأفريقية".. مشروع بيئي يُحقّق قفزةً نوعيةً في سوريا

خاص - سكاي نيوز عربية

 

 

وجد نبات "الأزولا" السّرخسي الأفريقي طريقهُ في الشمال السوري بعد اخفاقاتٍ عديدةٍ لزراعته على يد الباحثين كبديل للأعلاف التقليدية، إثر توالي مواسم القَحط والجفاف وشحّ الامطار على مُربّي الماشية ومزارعي الشمال السوري، فارتفعت أسعار اللحوم نتيجة ارتفاع أسعار أعلاف الحيوانات.

 

فَوجدت النبتة الأفريقية، التي تُعدُّ مُكمّلاً غذائيّاً غنيّاً بالبروتينات للمواشي والطيور والأسماك، طريقها حديثاً في محافظة الحسكة على يد الخبير البيئي والطبيب البيطري "عماد عبد العزيز خلف"، الذي كان أول من نجح في زراعتها كبديل عن الأعلاف التقليدية في المنطقة والتي تُعتبر بحسب تقارير بيئية صديقةً للبيئة.

يروي الطبيب الشاب لسكاي نيوز عربية تجربته المريرة في استزراع نبات "الأزولا" والتي استمرت لشهور طويلة من الكدَّ والوقت والمراقبة والبحث في شبكات الانترنت، ومحاولة إعادة زراعتها مراراً حتى نجح  في حصد انتاجها .

وقال :"بعد تخرجي الجامعي حصلت على منحة لإتمام دراستي في مصر وهناك تعرفت على زملاء وأصدقا نصحوني خوض تجربتهم في مصر بزراعة ازولا وبعد عودتي الى البلاد طلبت من اصدقاء مصريين تامين بذور النبتة وبالفعل ارسلوها لي عبر الأردن ومنها دخلت لسوريا عبر مدينة درعا واستلمتها  قبل ثمانية شهور".

أحواض مائية

استهدف عماد خلف بزراعته للنبات المائي تخفيض التكلفة العالية التي يضطرُّ المزارعون ومالكو مزارع المواشي والطيور دفعها لشراء الأنواع المختلفة للأعلاف، لاسيّما مع احتباس الهطولات المطرية وشحّها الذي انعكس بدوره على ارتفاع أسعار الأعلاف التقليدية، التي رفعت بالتالي أسعار اللحوم أربعة أضعاف في ظل الانهيار الاقتصادي الكبير الذي تعيشه سوريا، وتدهور صرف عُملتها أمام القيمة النقدية الأجنبية.

 

وعن آلية زراعتها، أوضّح خلف لسكاي نيوز عربية، أنه جهّز للنبات الذي يعيش طافياً على سطح الماء، أحواضاً مائيةًّ بارتفاعٍ لا يتجاوز الثلاثين سنتيمتراً في مكانٍ مفتوح تَصِلهُ أشعة الشمس، وتغطيتها بغطاء من النيلون السّميك وبارتفاع 3 سنتمترات، يفرش على النيلون  طبقةً من التراب المخلوط بسمادٍ عضوي طبيعي جافٍّ من روث المواشي أو سماد الفوسفات.

وقال، " يُضاف الماء إلى الأحواض، ويُفرش "الأزولا" على وجهه، ويُغطى مع الحرص على تأمين ضوء الشمس له بنسبة خمسين بالمئة".

يُحصدُ الانتاج بعد عشرة أيام من زراعة النبات للمرة الأولى كما يشرح الأخصائي البيئي عماد، ويضيف، " يُؤخذ من الانتاج الثلاثة أرباع الذي يجب تجفيفه في الشمس مدة 12 ساعة، ليُصبح العلف جاهزاً لتقديمة للحيوانات والطيور، هذا بالنسبة للازولا الخضراء، أمّا الجافة منها تماماً، فتحتاج لعشرين يوماً من التجفيف، وهي في هذه الحالة تحتاج لخلطها بموادّ علفيّة أخرى كالذرة والشعير, أمّا الربع الباقي فيبقى داخل الأحواض لمتابعة الانتاج".

ولفت عماد خلف إلى أن "الأزولا" يُزرع مرة واحدة، وهو يتكاثر ليُدرُّ انتاجه الوفير بحسب كِبرِ ووسع المسطحات المائية المخصصة لزراعته ليُعطي محصوله الغني مدى الحياة.

20 طناً شهرياً:

ويُشير عماد إلى فوائد النبات السرخسي واحتوائه على نسبة عالية من البروتين تتراوح بين 30/40 في المئة من وزنه الجاف، موضّحاً أن النبات يُشترى فقط لمرة واحدة، وتكاليف زراعته منخفضة جداً بالمقارنة مع التكاليف التي يتكبدها المزارعون ومربّو الحيوانات، فزراعة دونمين من النبات تُنتج 20طناً شهرياً في الفصول الدافئة، بينما تقلُّ لحوالي ثمانية أطنان خلال الشتاء.

وبحسب تجربة الطبيب البيطري، فإن لعلف "الأزولا" فوائد جمّة فهو يرفع انتاج الحليب والبيض ويقي المواشي والطيور من الأمراض، ويقلل شراء الأدوية ويوفّر 75 % من تكاليف الانتاج.

تعميم التجربة مجاناً

تسبّب ضرر القطاع الزراعي وندرة الأمطار والجفاف بتدهور الثروة الحيوانية في محافظة الحسكة التي انخفض انتاجها خلال السنوات السابقة من 140ألف رأس إلى 30ألفاً، واضطر العديد من مربّي الماشية لبيع حيواناتهم بعد أعوام من القحط والجفاف.

ويسعى خبير الثروة الحيوانية لتعميم تجربته المميزة بالمجّان على الفلاحين ومربي المواشي والمساحات المزروعة بالأزولا لتوفير العلف الأخضر الغني بالبروتينات والمعادن والأحماض الأمينية، التي تغذي الأبقار والأغنام والأرانب والطيور والأسماك لزيادة طاقتها وتحسين الثروة الحيوانية في المنطقة.