نواكشوط – “القدس العربي”: تابعت الهيئات الشعبية والنيابية والاتحادات الدينية في موريتانيا تضامنها مع الشعب الفلسطيني مؤكدة أن “وقف إطلاق النار بين حماس وحكومة الاحتلال يجب ألا يحدث تراخيا في هبة التضامن العالمية التي أوقدتها أيام العدوان العشرة، وأن النصر يجب أن يوطد إلى تحرير كامل فلسطين”.
وأجرى سامي أبو زهري القيادي بحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، الموجود منذ أيام في نواكشوط، اتصالات بالبرلمان الموريتاني وبعدد من الهيئات الحقوقية الموريتانية، أكد خلالها أن “الأصوات التي صدحت بشوارع موريتانيا كان لها أبلغ الأثر في صمود الشعب الفلسطيني والضغط على من راهنوا على التطبيع”.
وقال في تصريح أدلى به خلال زيارته للجمعية الوطنية الموريتانية إن “زيارته لنواكشوط تأتي بهدف التعبير عن التقدير لموقف موريتانيا الرسمي والشعبي الداعم للشعب الفلسطيني”.
وأضاف “هذا البلد (موريتانيا) خرج أبناؤه وأرسلوا رسالة مفادها أن فلسطين ليست وحدها وأن الأمة لن تترك فلسطين وحدها في هذه المعركة، الأصوات التي صدحت بشوارع موريتانيا كان لها أبلغ الأثر في صمود الشعب الفلسطيني”.
وتابع “أطمئنكم أن المقاومة لديها القدرة أن تواصل دورها للمضي على مشروع التحرير، هدفنا طرد الاحتلال، هذه المعركة أثبتت أن الشعب الفلسطيني قادر على تحرير فلسطين، وقد أظهرت هذه المعركة أيضا هشاشة الجيش الإسرائيلي الذي يعتبر نفسه أقوى جيش في المنطقة”.
يتواجد أبو زهري حاليا في موريتانيا لتثمين تضامنها مع المقاومة
وأكد بيرام الداه اعبيد النائب البرلماني ورئيس حركة (إيرا) الحقوقية، خلال مقابلته لوفد حركة حماس، أن “على الحكومات العربية والإفريقية أن تقف مع المقاومة الفلسطينية كما فعلت الشعوب”.
وأضاف: ”اليوم نستقبل قادة كبار ناضلوا من أجل تحرير فلسطين، نعتبرهم أهلا للدعم والمساندة، ويحب أن يعرف العالم أن قوة إسرائيل اندحرت أمام تضحيات وصبر المناضلين في غزة وغيرها من أراضي فلسطين”.
ودعا ولد اعبيد “الأمم والمتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية إلى العمل من أجل فرض حل عادل يضمن وجود دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس”.
وخلال تجمع علمي كبير مخصص للقضية الفلسطينية، أكد أئمة ودعاة ونشطاء في المجتمع المدني الموريتاني أن “قضية فلسطين قضية إسلامية، يلزم كل المسلمين الدفاع عنها بغض النظر عن أعراقهم أو لغاتهم، كما أن الدفاع عن المسجد الأقصى واجب الجميع”.
وشدد الأئمة والدعاة الموريتانيون خلال تجمع نظمه الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني على أنه “من واجب جميع المسلمين أن يهبوا لدعم الشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده، والعمل على تحرير المسجد الأقصى من الاحتلال الصهيوني”.
وأكد الأئمة والدعاة “على الطابع الإسلامي للقضية الفلسطينية، وأن دعم شعبها والسعي لتحريرها، وتطهير المسجد الأقصى من الاحتلال واجب كل المسلمين”.
وجاء هذا النشاط تاليا لنداء وجهه أعضاء الجمعية الوطنية الموريتانية ودعوا فيه “المجتمع الدولي إلى اعتماد آلية حازمة لحماية الشعب الفلسطيني من آلة الحرب الصهيونية وتمكينه من إقامة دولته الحرة وممارسة السيادة على أرضه”.
وطالب النواب “المجتمع الدولي باتخاذ تدابير عاجلة لحماية القدس الشريف وفك الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر بشكل دائم ومنتظم مع الإسراع بتقييم الآثار المادية والنفسية للعدوان الصهيوني الهمجي، ووضع خطط عاجلة لإعادة إعمار غزة وتأمين الغذاء والدواء والخدمات الأساسية لسكان القطاع وسائر الأراضي الفلسطينية”.
ودعا أعضاء الجمعية الوطنية الموريتانية “البرلمانات الإفريقية والعربية والإسلامية، والبرلمانات الصديقة في العالم كله إلى اتخاذ ما يمكن اتخاذه من إجراءات من أجل حماية الشعب الفلسطيني ودعمه والدفاع عن قضيته العادلة”.
كما دعوا “المحكمة الجنائية الدولية لاعتبار العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، جريمة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية”، مطالبين “بمتابعة الضالعين في العدوان قضائيا ليكون ذلك عامل ردع في مواجهة النزعة العدوانية الصهيونية”.
وجدد النواب “تضامن الشعب الموريتاني المطلق مع الشعب الفلسطيني واعتزازه بما تجلى خلال فترة العدوان من وحدة الشعب الفلسطيني بكل قواه وفصائله، ويعتبرون ذلك مكسبا ثمينا تجب المحافظة عليه، ويجب إسناده من قبل الأمتين العربية والإسلامية باعتبارهما حاضنتين طبيعيتين للشعب الفلسطيني ولنضاله المشروع من أجل استعادة حقوقه على أرضه المقدسة”.
وذكر أعضاء الجمعية الوطنية الموريتانية “القوى العظمى والمجتمع الدولي بأنه لا سبيل إلى استعادة السلام إلا بمعالجة جذور المشكلة المتمثلة في احتلال فلسطين منذ 73 سنة، وارتكاب المجازر الجماعية في حق أهلها وتهجير معظم سكانها، ومحاصرة الباقين، وانتهاك حقوقهم، وشن الحروب الشرسة المتواصلة ضدهم، واعتقال عشرات الآلاف منهم، والسعي الدائب لتهويد القدس الشريف وسائر الأراضي الفلسطينية، وما يمثله ذلك كله من عدوان على العرب والمسلمين وعلى الضمير الإنساني الحر والمنصف في العالم أجمع”.