إعلانات

بقصر جليدي.. حبست إمبراطورة روسيا أميرا تزوج إيطالية

ثلاثاء, 11/05/2021 - 06:50

الإمبراطورة آنا حبست مرضى التقزم والمصابين بتشوهات خلقية بقصرها للسخرية منهم

العربية.نت – طه عبدالناصر رمضان

ما بين عامي 1730 و1740، اعتلت آنا إيفانوفنا (Anna Ivanovna)، ابنة إيفان الخامس الأخ غير الشقيق لبطرس الأكبر، عرش الإمبراطورية الروسية لتصبح بذلك ثالث من يحكم روسيا خلال فترة زمنية لم تتجاوز الخمس سنوات. فعقب وفاة بطرس الأكبر (Peter I) يوم 8 شباط/فبراير 1725، اعتلت زوجته كاثرين الأولى (Catherine I) العرش وأدارت شؤون البلاد لنحو عامين و3 أشهر قبل أن تفارق الحياة بدورها يوم 17 مايو 1727 تاركة زمام الأمور بيد بطرس الثاني (Peter II)، ابن ألكسيي بيتروفيتش وحفيد بطرس الأول من زواجه الأول، البالغ من العمر حينها 11 عاما.

ولم تدم فترة حكم هذا الطفل طويلا. فيوم 30 يناير 1730، توفي الأخير في سن مبكرة لتؤول بذلك مقاليد عرش روسيا للأميرة آنا إيفانوفا التي سعى بطرس الأكبر جاهدا لإبعاد نسلها عن البلاط الإمبراطوري الروسي.

فعام 1810، تزوجت آنا من أمير كورلاند الأمير فريدريك وليام. ولسوء حظ الأميرة، لم يدم هذا الزواج سوى بضعة أشهر فقط توفي على إثرها زوجها في ظروف غامضة. وطيلة الفترة التالية، أرسلت آنا رسائل عديدة لعائلتها للبحث عن زوج جديد لها. لكن تدخل عمها بطرس الأكبر حال دون حصولها على زوج جديد حيث فضّل الأخير إبقاءها أرملة، بهدف منعها من الحصول على طفل قد يهدد حق أحفاده في اعتلاء عرش البلاد.

حبست زوجين بقصر جليدي

ومع استلامها للعرش، عانت الإمبراطورة آنا من عقدة مع العلاقات الزوجية الناجحة المبنية على التضحيات والحب. وقد تجسد ذلك من خلال قصتها مع الأمير ميخائيل غوليتشين (Mikhail Golitsyn). فأثناء تلك الفترة، تزوج هذا الأمير من فتاة إيطالية وعمد لتغير مذهبه ليعتنق الكاثوليكية بدلا من الأرثوذكسية مثيرا بذلك غضب الإمبراطورة آنا.

وحال عودته لروسيا، اعتقل الأمير ميخائيل قبل أن يبطل زواجه وتطرد زوجته من البلاد. وأملا في جعله عبرة لغيره، عمدت الإمبراطورة لتجريد الأمير من أراضيه ولقبه وجعلته مهرّجا بالبلاط الإمبراطوري فأجبرته على الجلوس على سلة مليئة بالبيض قرب مكتبها لإضحاك ضيوفها. لاحقا، اتجهت آنا لمعاقبة ميخائيل بشكل أكثر قسوة فاختارت له أقبح امرأة بالقصر وأجبرته على الزواج منها.

ويوم الزفاف، أجبر الزوجان على ارتداء ثياب مهرجين ونقلا على متن عربة مكشوفة للتجول بأحياء العاصمة ليتحولا بذلك لأضحوكة لدى كل من شاهدهما.

في غضون ذلك، أمرت الإمبراطورة آنا الجيش بسحب كتل من الجليد من ضفاف نهر نيفا (Neva) المتجمد، أثناء الشتاء، قبل أن تبدأ بتشييد قصر جليدي بلغ ارتفاعه نحو 30 قدما. وكهدية زفاف، أرسلت آنا كل من ميخائيل وزوجته الجديدة نحو هذا القصر الجليدي، حيث تمنت لهما زواجا سعيدا قبل أن تأمر جنودها بإغلاق جميع المنافذ وحبس الأمير السابق وزوجته داخله خلال أول ليلة تلت زفافهما.

إلى ذلك، قدّم الزوجان رشوة تمثلت في عقد صنع من الذهب لأحد الحراس لتزويدهما ببعض الثياب الدافئة. وبفضل ذلك، نجا الاثنان من الموت تجمدا لتتفاجأ الإمبراطورة آنا بذلك خلال اليوم التالي وتأمر بإطلاق سراحهما.

نهاية المعاناة

في الأثناء، تميّزت آنا بطابعها السيء وغرابة تصرفاتها. فإضافة لعقوباتها القاسية، عمدت الأخيرة لملاحقة واعتقال العديد من المصابين بمرض التقزم وتشوهات خلقية أخرى لتجعل منهم مهرجين وتسخر منهم بقصرها.

هذا وانتهت معاناة العديد من المضطهدين بقصرها، وعلى رأسهم الأمير السابق ميخائيل، بحلول سنة 1740. فخلال ذلك العام، فارقت الإمبراطورة الحياة عن عمر يناهز 47 عاما عقب مرض بالكلى. ومع صعود الطفل إيفان السادس (Ivan VI) على العرش وتعيين والدته آنا ليوبولدوفنا (Anna Leopoldovna) وصية على العرش، نال جميع هؤلاء المساجين بالقصر حريتهم مجددا.