إعلانات

سوق شراء "التريندات.. خبراء يكشفون حقيقة الشهرة المزيفة

ثلاثاء, 04/05/2021 - 04:06

l قبل 3 ساعات

هدير حمزة -القاهرة- سكاى نيوز عربية

 

يشهد سباق الأعمال الدرامية في رمضان هذا العام شراسة وتصارع، والحقيقة أن بعض المسلسلات يستحق أن نرفع له القبعة تقديراً واحتراماً، والبعض الآخر يشعرك بالحيرة، فغالبيتها قائمة على التريندات التي اعتقد بعض صناع الدراما أنها مقياساً للنجاح، ودفعهم للتسارع لاحتلال "التريند" ، ولكن ظهر الكثير من التعليقات سواء من جانب الجمهور أو النقاد أو الفنانين وبعضها يشكك في مدى واقعية تلك "التريندات."

 

تريندات مزيفة

يقول محمد عبد الرحمن الناقد الفني، لـ "سكاي نيوز عربية": فيما يتعلق بظاهرة التريندات المزيفة التي كثر الحديث عنها في رمضان يمكننا القول إنها ليست بجديدة وبدأت بالتصاعد خلال الخمس سنوات الأخيرة بعد إحساس الفنانين بأهمية أن يكون لهم نصير علي "السوشال ميديا" وإنها مقياس نجاح المسلسلات.

وتابع "عبد الرحمن"، أن المسلسلات تتصدر التريند لأن شركات التسويق وشركات الإعلانات التي تتعاقد مع صناع العمل الدرامي، بدأت تضع هذا الأمر في اعتبارها وتقوم بالاتفاق المسبق للترويج للعمل.

سوق سري لشراء التريند

وأضاف عبد الرحمن أن هناك مسلسلات تنجح شعبيًا ولكن لا يوجد لها صدي على "السوشال ميديا" لأن جمهورها لا يتكلم عنها ولكن للأسف الظاهرة بدأت تأخذ إطارا سلبيا أكثر، لأن هناك بعض المسلسلات هي بالفعل أقل من المستوى المطلوب لدى الجمهور لذا يبدأ الجمهور في مخاصمتها، مما دفع الفنانين للتعامل مع صناع هذه التريندات حيث يوجد سوق كامل سري يقوم عليه العديد من الأشخاص يقومون بالاتفاق مع شركة الإنتاج أو الفنانين أنفسهم للترويج بأن هذا المسلسل ناجح والجمهور يشاهده.

وأشار إلى أن هذا العام بدأ الجمهور في اكتشاف ذلك الأمر، إما بسبب الوعي الذاتي أو أن بعض الفنانين كشفوا عن ذلك وهاجموا بعضهم البعض.

وأشار إلى أن التريند المزيف له طريقتان أو عدة طرق ولكن أشهرها عبر تطبيق " تويتر" بأن يقوم المغردون بكتابه اسم المسلسل أو الأبطال عدة مرات بطريقة فنية فيظهر المسلسل في قائمة "التريندات" على "تويتر" ثم يقوم بطل العمل بالتقاط قائمة التريندات ونشرها باعتبار أن المسلسل بات الأكثر تداولا على مواقع السوشال ميديا. ولكن عندما يدخل الناس لاحقا بساعة أو ساعتين لا يجدوه ولا يستمر هذا التريند المزيف إلا عشر دقائق أو نصف ساعة على الأكثر ثم يختفي على عكس الحقيقي الذي لا يختفي إلا بعد عدة ساعات.

والنوع الآخر عبر "الفيسبوك" حيث يتم الاتفاق مع مجموعة كبيرة من الصفحات لديها ملايين المتابعين والذي يظهر بأنها لا علاقة لها ببعضها البعض من أجل الكتابة عن المسلسل ونشر صور له والإشادة به، وبذلك يقوم الفنان لاحقا بتجميع هذه الإرشادات ونشرها عنده باعتبار أن الكل يشيد به.

واختتم، أن تلك هي أبرز طرق "التريندات" المزيفة وهي الظاهرة التي وصلت إلى ذروتها هذا الموسم ولا يتوقع أن تستمر بهذه الطريقة الموسم الرمضاني المقبل لأن الجمهور قد كشفها وأيضا اشتكى منها بعض الفنانين.

 

"ترويج زائف للمسلسلات"

بينما قال خالد البرماوي المتخصص في الإعلام الرقمي، في تصريح خاص ل"سكاي نيوز عربية": "في بداية القول يجب الإشارة إلى أن تلك الظاهرة توجد في كثير من بلدان العالم وليس مصر فقط، ولكن الغريب هنا هو استخدامها بكثرة على مستوى الدراما، فهي محاولة الترويج الزائف للأعمال الدرامية لخلق حالة من التريند المزيف".

وتابع البرماوي: "يحدث ذلك عن طريق توجيه التريند، والحديث عن انتشار العمل الدرامي وتأجير بعض الأشخاص لنشر تغريدات وصور وفيديو خاص بالمسلسل، ويقومون بالمزج بين التغريدات الحقيقية والمزيفة، وكذلك إعادة تغريد ما قام بتغريدة المستخدمين الآخرين."

 ونوه إلى أن هناك طريقتين للترويج الفني أحدهما رسمي وأخر غير رسمي، أولهما عن طريق الإعلانات الممولة ومدفوعة الأجر والآخر عن طريق بعض الشركات الصغيرة التي تحتوي علي عدد كبير من الموظفين ولكل منهم حسابات متعددة يقوم بالنشر من خلالها.

وأكد البرماوي على أن أي زيادة كبيرة فجائية بدون حدث جلل، دليل كبير على التلاعب بعملية التريند والمتابعة، وأن هناك العديد من الأدوات التي يمكن بها كشف مدى حقيقة تلك الحسابات أو تزييفها، وكذلك استخدام عبارات مكررة. "فكل منا يعبر عن رأيه بطريقة خاصة فمن الصعب تطابق نفس الكلمات التعبيرية بين المستخدمين وهذا ـكبر دليل على أن تلك الحسابات مفبركة."

 "قائمة أسعار التريند"

وكشف لنا المتخصص في الأسعار الخاصة بشراء التريندات، قائلًا يأتي تطبيق الصور "إنستغرام"، في مقدمة التطبيقات الأعلى سعرًا لزيادة عدد المتابعين، ثم تطبيق "تويتر" ثم أقلهم سعرًا "فيسبوك".

وعن قائمة الأسعار، أوضح أنها تبدأ من 100 دولار وحتى 2000 دولار بحسب كل منصة.

 وأضاف: "أما محرك البحث جوجل فيصعب التلاعب بقائمة الأكثر بحثًا به ولكنه ليس بأمر مستحيل، على عكس مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تكون وفقًا لما يتحدث عنه المستخدمين لكن "جوجل"، يقدر "التريند" وفقًا لما يبحث عنه الناس، ولذلك "تريند" "جوجل" أكثر دقة وهو ما يعد المثال الفعلي للعمل الأكثر بحثًا.

 

 

"حساب التغريدات"

ومن جانبه قال أيمن عدلي خبير أمن المعلومات: "التريند الذي يظهر عبر موقع التغريدات القصيرة "تويتر" يتم قياسه من خلال عدد مرات تكرار الكلمة وليس عددها، أي تكرار الكلمة كثيرا في وقت معين، فهناك أسواق خاصة لبيع التريند ويتم الاتفاق فيما بينهم على مبلغ محدد نظير عدد من التغريدات في الساعة الواحدة."

"لجان مدفوعة"

ويعرف عدلي التريند في تصريحات صحفية له بأنه عبارة عن هاشتاغ أو ما يعرف في اللغة العربية بالوسم، وهذه الوسوم تكون رائجة بين مستخدمي موقع تويتر، وتتراوح مدتها ما بين نصف ساعة إلى ساعة، إما عملية استمرار تصدر التريندات يتوقف على مدي تداوله بين المستخدمين.

"تريندات مفتعله"

وأشار إلى أن هناك تريندات مفتعلة قد تكون لمجموعة من المستخدمين لديهم مطلب ما فيعملون على إبرازه للمسؤولين من خلال الاتفاق علي كلمات محدده،  وقد تكون هذه التريندات وهمية، أي من حسابات مزيفة تمتلكها أي شركة للترويج لمنتجاتها، كما يمكن أن تكون التريندات عبارة عن لجان إلكترونية تفتعل تريند معين لأغراض معينة.