في رسالة مفتوحة نُشرت الأسبوع الماضي، حث ضباط فرنسيون رفيعون "أولئك الذين يديرون البلاد" على "التطبيق الصارم للقوانين القائمة" من أجل تجنب "حرب أهلية".. فما الذي يعنيه ذلك؟
هذا السؤال طرحته صحيفة لوباريزيان Le Parisien الفرنسية للرد عليه بغية توضيح ملابسات تلك الرسالة التي طالب فيها جنرالات ومئات من الضباط الرفيعين وضباط الصف والجنود المتقاعدين أو المفصولين، من يحكمون فرنسا، بالتحرك لمواجهة خطر نشوب "حرب أهلية " في البلد، شاجبين "الصمت الآثم" للحكومة، ومحذرين من أن "التفكك" المجتمعي الحالي قد يغري عسكريين موجودين في الخدمة باستخدام السلاح لمعالجة الوضع.
وهذه الرسالة -التي نشرت في عمود بصحيفة فالور آكتويل Valeurs Actuelles– بمبادرة من الضابط السابق جان بيار فابر برناداك وقد نشرت الأربعاء 21 أبريل/نيسان الجاري تحت عنوان "من أجل عودة شرف حكامنا: 20 جنرالاً يطالبون ماكرون بالدفاع عن حب الوطن".
ولإلقاء الضوء على هذه الرسالة وما تنطوي عليه أجابت صحيفة لوباريزيان عن الأسئلة الأربعة التالية:
من هم الموقعون على هذا العمود؟
بحسب الصحيفة فإن الموقعين هم أكثر من ألف عسكري، بينهم "عشرون جنرالا ومئة ضابط كبير وأكثر من ألف جندي آخر" وعلى رأسهم الجنرال كريستيان بيكيمال الذي طرد من (الخدمة العسكرية) عام 2016 إثر تنظيمه مظاهرة مناهضة للمهاجرين بمدينة كاليه.
وأضافت أن القائمة الكاملة بالموقعين لم تنشر من قبل الصحيفة الأسبوعية، لكنها متاحة على مدونة بلاس دارم Place d’Armes وهي "مفتوحة أمام جميع الجنود المتقاعدين ومن هم بالخدمة حاليا وجنود الاحتياط الذين يحبون فرنسا ويدركون أن هذا البلد على حافة الهاوية" كما ورد في المدونة.
وذكرت أن راعي هذه المدونة هو جان بيير فابر برناداك، القائد السابق لقوات الدرك والذي هو كذلك صاحب المبادرة الحالية كما ذكرنا سالفا.
ويبلغ عدد الموقعين على هذه القائمة حاليا أكثر من 1200، ولا يعرف حتى الآن إن كانوا كلهم من المتقاعدين أو من بينهم من هم في الخدمة حاليا، ونقلت لوباريزيان عن مصدر بوزارة القوات المسلحة قولها "نحن نراقب" الوضع، خصوصا أن أسماء جديدة أضيفت تدريجياً إلى القائمة الأولية.
اعلان
ما تقوله هذه الرسالة؟
يصور النص فرنسا على أنها "في خطر" ويستنكر موقعوه "التفكك الذي يضرب وطننا" من خلال "مناهضة عنصرية معينة" الأمر الذي من شأنه أن "(يولد) على أرضنا حالة من الوهن، بل ربما حتى يؤدي للكراهية بين مكونات الشعب" وأشاروا بهذا الصدد إلى "الإسلاموية وجحافل الضواحي" داعين القادة الفرنسيين إلى "التحلي بالشجاعة اللازمة للقضاء على هذه المخاطر" من خلال تطبيق "القوانين الموجودة بالفعل بكل صرامة".
ما التداعيات؟
نددت وزيرة القوات المسلحة فلورنس بارلي بما سمته "الإهانة التي وجهت لآلاف الجنود" ووعدت أمس الاثنين -في تصريح صحفي- بأنه في حال اكتشاف جنود بالخدمة حاليا في قائمة الموقعين "ستتخذ إجراءات عقابية بحقهم" وهو ما يتناقض، حسب لوباريزيان، مع تصريحها الأولي حول هذه الرسالة والذي نددت فيه بمنشور "غير مسؤول" لكنها أكدت أنه "لم يوقعه سوى جنود متقاعدين لم تعد لهم أية وظيفة في جيوشنا ولا يمثلون سوى أنفسهم".
تهديد بانقلاب أم طلقة في الظلام؟
وتقول الصحيفة إن ما ورد في العمود لا يخفي فرضية الانقلاب و"إذا لم يتم فعل أي شيء، فسيستمر التراخي في الانتشار بشكل سريع داخل المجتمع، مما سيؤدي في النهاية إلى انفجار وإلى تدخل رفاقنا الموجودين في الخدمة لتنفيذ مهمة محفوفة بالمخاطر تتمثل في حماية قيمنا الحضارية وحماية مواطنينا، على التراب الوطني" حسب ما جاء في الرسالة المذكورة.
وعلقت لوباريزيان بالقول "إننا حتى هذه اللحظة لم نتأكد مما إذا كانت هذه الرسالة قد اقتصرت على عسكريين خارج الخدمة فقط أم ضمت بعض من هم في الخدمة حاليا؟".
وما هو مؤكد، حسب الصحيفة، أن هذا العمود يكتسي أهمية خاصة بسبب طبيعة من وقعوا عليه "إذ هم أناس تعودوا على الصمت واحترام واجب التحفظ".
المصدر : لوباريزيان