إعلانات

الخروج على المشهور علنًا/ القاضي أحمد عبد الله المصطفى

اثنين, 26/04/2021 - 02:33

 

الخُرُوجُ عَلَى "المَشْهُور" عَلَنًا!!..
من أول جامع أسُّس في نواكشوط، يُشاهد الناس عبر النقل التلفزي المباشر لصلاة التراويح القنوتَ في الوتر، في النصف الأول من رمضان الحالي، بالجهر ورفع الأيدي، بعد الركوع..
قال الشيخ خليل رحمه الله في مختصره: <<وقُنُوتٌ سرا بصبح فقط وقبل الركوع>>، قال الشيخ العلامة محمد ولد محمد سالم المجلسي رحمه الله تعالى في لوامع الدرر: <<.."بصبح" يعني أن القنوت لا يكون إلا في الصبح، فقوله: "فقط" توقيت للمكان الذي يشرع فيه ـ كما قررت ـ فلا يعد من المندوبات، أشار إليه الشيخ الأمير، ولهذا قال: "فقط" أي فلا يشرع في وتر، ولا في غيره، والظاهر أن حكم القنوت في غير الصبح الكراهة..>>.. 
قال الشيخ العلامة محنض باب ولد أعبيد، رحمه الله في ميسر الجليل عند قول (خ): "بصبح فقط": <<..لا بوتر ولو في نصف رمضان الأخير>>، وقال: <<..وندب كونه "قبل الركوع" من الأخيرة لا بعده على المشهور..>>..
قال العلامة صالح بن عبد السميع الآبي، في كتابه: الثمر الداني على رسالة القيرواني: <<..والمشهور أنه قبل الركوع أفضل..>>، إلى أن يقول: <<..والمشهور أنه لا يرفع يديه، كما لا يرفع في التأمين، ولا في دعاء التشهد، والإسرار به أفضل لأنه دعاء..>>..
طبعا: ليس هذا كل ما في المذهب المالكي عن القنوت، وإلى ذلك أشار الشيخ محمد ولد محمد سالم رحمه الله في بقية كلامه السابق، فقال: <<..وفِي قول المؤلف "بصبح" تنبيه على خلاف أهل المذهب في الوتر، وخلاف من أجازه في سائر الصلوات عند الضرورة، قاله الإمام الحطاب..>>..
والصورة أكمل في كلام الحافظ ابن عبد البر رحمه الله، في الاستذكار، على الأثر: <<مالك عن داود بن الحصين، أنه سمع الأعرج يقول: ما أدركت الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان>>..
ومن كلام ابن عبد البر، بتجاوز بعضه: <<..وليس ذلك بواجب، ولكنه مباح لمن فعله غضبا لله في جحدهم الحق... وأما قوله "في رمضان" فمعناه أنهم كانوا يقنتون في الوتر من صلاة رمضان، ويلعنون الكفرة في القنوت...وروى ابن وهب عن مالك في القنوت في رمضان: إنما يكون ذلك في النصف الأخير من الشهر، وهو لعن الكفرة، يلعن الكفرة، ويؤمن من خلفه، ولا يكون ذلك إلا بعد أن يمر النصف من رمضان، ويستقبل النصف الآخر..قال مالك: فإن دعا الإمام على عدو المسلمين واستسقى لم أر بذاك بأسا..>>.. (الاستذكار ـ المجلد الثاني ـ ط الثانية دار إحياء التراث العربي ـ صفحة 73)..
موجبه: أن الخروج على "المشهور" يقع أحيانا ـ علنا ـ في نواكشوط، ولا يرافقه تعصب، ولا دعوة للتمسك به، ولا يثير ذلك جدلا، بخلاف ما يقع أحايين أخرى..
تقبل الله صيامي وصيامكم، وضاعف لي ولكم الأجر، أسأل الله لي ولكم العفو واللطف الخفي..