أميركا.. كيف تغلبت قبيلة للسكان الأصليين على كورونا؟
l قبل 4 ساعات
سكاي نيوز عربية - أبوظبي
إحدى السيدات في "نافاهو" تحصل على اللقاح
تراجعت معدلات الإصابة بكوفيد-19 والوفيات الناجمة عنه بين أبناء قبيلة "نافاهو" للسكان الأصليين في الولايات المتحدة، ووصلت إلى الصفر مؤخرا في بعض الأيام، علما أن القبيلة كانت تسجل ذات يوم أسوأ معدلات الإصابة بالفيروس في أميركا. فكيف استطاعت "نافاهو" السيطرة على الجائحة بين سكانها؟
القبيلة التي تضم أكثر من 300 ألف فرد مسجل، يبلغ متوسط عدد الحالات الجديدة فيها حوالي 11 حالة يوميا، وهو أقل بكثير من ذروتها البالغة 250 حالة في أواخر نوفمبر، وفقا لأحدث البيانات من قسم الصحة في نافاهو.
وقامت القبيلة بتطعيم سكانها ضد كوفيد-19 أكثر من أي ولاية أميركية، حيث قدمت لقاحات لأكثر من نصف سكانها الذين يعيشون على أراض قبلية والبالغ عددهم 170 ألفا.
ومع ارتفاع الإصابات على المستوى الوطني مجددا، وانتشار متحورات الفيروس الخطيرة، تم تأكيد أول حالة إصابة من النوع الأكثر عدوى، الذي تم اكتشافه لأول مرة في بريطانيا، في إقليم نافاهو، الذي يمتد عبر ولايات أريزونا، ونيو مكسيكو، ويوتا.
وقد عانت نافاهو، وهي ثاني أكبر قبيلة أميركية، كنظيراتها من تبعات كوفيد-19، إذ كانت لدى الأميركيين الأصليين معدلات وفيات مرتفعة، بلغت نحو ضعف تلك الخاصة بالسكان البيض، وفق المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
جوناثان نيز، رئيس نافاهو، قال إن القبيلة كانت قادرة على السيطرة على الفيروس، لأن أفرادها اتبعوا أوامر إغلاق صارمة والتزموا بارتداء الأقنعة منذ ما يقرب من عام.
وأضاف نيز، في حديث لشبكة "سي بي إس" الأحد، إن الأمر "لم يكن يتعلق بتقييد حريات الناس عندما طلبنا منهم ارتداء الكمامات أو البقاء في المنزل، بل كان يتعلق بالصالح العام".
وأكد رئيس قبيلة نافاهو أن جهود التطعيم حققت أيضا نجاحا كبيرا، حيث تم إعطاء حوالي 218 ألف حقنة، وبات أكثر من 88 ألفا من أفراد القبيلة مطعمين بالكامل.
مسؤولو الصحة القبلية أرجعوا الفضل في السيطرة على المرض إلى قرار القبيلة بالتنسيق الوثيق بين "الخدمة الصحية الهندية" الفدرالية، التي تشرف على رعاية أكثر من 500 قبيلة للسكان الأصليين في جميع أنحاء البلاد، والمنظمات الصحية في نافاهو.
وتوفر حزمة الإغاثة التي قدمها الرئيس الأميركي جو بايدن، بقيمة 1.9 تريليون دولار ووقعها الشهر الماضي، 31 مليار دولار لقبائل السكان الأصليين، بهدف معالجة المشكلات المستمرة، مثل سوء الرعاية الصحية.
وعين بايدن النائبة السابقة من ولاية نيو مكسيكو، ديب هالاند، وزيرة للداخلية، ما جعلها أول أميركية من السكان الأصليين تقود وكالة وزارية، ومسؤولة عن رفاهية أولئك المواطنين البالغ عددهم في الولايات المتحدة 1.9 مليون نسمة.