التّقويمُ التّربويُّ:
• عمَليةٌ منهجِيةٌ،
• تقوم على أسُسٍ علمِية،
• تستهدف إصدار أحكام دقيقة وموضوعية...
• على مُدخلات ومُخرجات أيِّ نظام تربوي.
• لرصْدِ مكامِن الضَّعف ومواطِنِ القُوة في كلٍّ منها،
• تمهيداً لاتخاذ القرارات المناسبة للإصلاح.
☆ والإصلاحُ، كما تعرفون، نقيضُ الإفساد...
وبما أن الهدمَ أيسرُ من البناء، فإن الإفساد أو الفساد، لا يتطلّبُ تخطيطًا ولا برمجةً، ولا يحتاج استراتيجيةً محكمةً، ما لم يكن مندرجًا في إطار الفوضى الخلاَّقة...!!!
أمّا "الإصلاح" فعمليةٌ بناءٍ وإعادة بناء معقَّدة، متشابكة الأطراف، متعدِّدة الأبعاد، تتطلّب، أولَ ما تتطلّبُ، "عملية تقويمٍ دقيقةً" لا يتأتَّى بدونها ولا يستقيم...
ذلك أن "الإصلاح"، أيَّ إصلاح، وخاصّةً في فضاء التربية والتعليم، لا يمكن، بحال من الأحوال، أن يؤتِيّ أكلَه، ويحقّقَ غاياته ما لم تمهّدْ لهُ عملية تقويم شاملة، دقيقة ومؤسّسة على معطياتٍ إحصائيةٍ قويمةٍ لمدخلات النظام التربويِّ ومخرجاتِه....
إن التعليم في بلادنا يعاني اختلالاتٍ بنيويةً تمَسُّ هيكله وبِنياتِه، برامجَه: محتوياتِه وطرائق تدريسه، وكتابه المدرسيَّ، تطالُ تكوينه ومكوّنيه، وهيئات إشرافه التربويِّ، بناهُ التّحتيةَ....إلخ..
ولم يتّفقْ الموريتانيون إجماعًا مطلقًا عبر تاريخهم الحافلِ بالاختلافات حولَ كلّ شيء، كاتّفاقِهم على أن نظامهم التربوي بحاجة ماسّة، مُلحّةٍ وضاغطة إلى الإصلاح والتقويم....
- إصلاحٍ يعيدُ المدرسة الموريتانية سيرتَها الأولى، حيّةً بمستوى تلامذتها، تسعى إلى إكساب الدارسين معارفَ ومهاراتٍ وسلوكًا يسايِرُ العصر بتطوّره العلميّ، ويحافظُ على خصوصية الإنسان الثقافية، ويُراعِي ثقافة ولغات مكوّناته البشريةِ...
- إصلاح يُبوّئ "المدرِّس" الموريتانيَّ المنزلةَ السّامقة التي هو أهلٌ لها تكوينًا، ومتابعة تربويةً، وتقويمًا لمساره العلمي والتربويّ....وتحسينًا لظروف عمله بكل مُقوّماتها،
- إصلاح يناقشُ ما اعتاد الأساتذة والمعلّمون والمشرفون التربويون أن يناقشوه في لقاءاتنا الرسمية وغير الرسمية: مستوى المدرّسين: أساتذةً ومعلمين، اللغة، البرامج، الكتاب المدرسي، التكوين الأوليُّ، الإشراف التربويُّ، المتابعة الإدَاريّةُ....إلخ..
ولخبرتي بالميدان ولمعرفتي بالنظام التربويّ، أقول، صراحةً، إنّني لم أستسغْ كونَ أكثر الذين يعارضون مسعَى الوزارة إلى إجراء التّقويم، هم من أكثرنا إيمانًا بضرورة إجراء "إصلاح جذريٍّ يُقوّمُ الاختلالاتِ ويحسّنُ المستويات ويبني صرحًا من الثقة المتبادلة بين كلِّ مستويات المسؤولية وجهات اتخاذ القرار في نظامنا التربويّ"...
أرى، والعلمُ عند اللّه، أنّ "التقويم ضروريٌّ ومؤكّدٌ" وهو مدخلٌ إجباريٌّ ومكوّنٌ جوهريّ من "ماهيّة الإصلاح"....
فلا "إصلاح" بدون تقويم، ولا "تقويم"بدون "تشخيص" لمكامن الخلل ومواطن الاختلال في مدخلات نظامنا التربويّ ومخرجاته...
فعلى مَن يؤمن بالمصلحة العليا للمدرسة الموريتانية ولدورها في بناء الإنسان الموريتاني المؤمن بالله، المحب لوطنه، الساعيّ إلى توطيد وحدته وتقوية لُحمته، المساير لجديد عصره العلميّ، [أن يُوقن أنّ تقويم نظامنا التربوي واجبٌ وطنيٌّ لمَن أراد أن يُصلحَ أو أراد تغيِيرَا...]
هذا رأيي، ومَن جاء بخير منهُ قَبِلتُه...
أقولُ قولِي هذا وأستغفر اللّهَ لي ولكم، سائلاً العليّ الجليل أن يوفّقنا جميعًا إلى كلّ ما فيه لبلادنا مصلحةٌ ولتعليمنا إصلاحٌ ممّا ينفعُ النّاس ويمكثُ في الأرض...
أختم هنا، فما أريدُ أن أشقّ على المتلقّين بالإسهاب، {إن أريدُ إلاّ الإصلاحَ ما استطعتُ وما توفِيقيّ إلاّ باللّه عليهِ توكّلتُ وإليهِ أنيبُ.}...
واللهَ نسأل أن يُسدّد خطانَا وأن يُلهمنا الصوابَ و أن يهديَنا إلى سواء السبيل..
آمين...
سطره، اليومَ الخامِسَ والعشرين من شهر يناير عامَ 2021، الفقيرُ إلى رحمة مولاه، راجي عفوِه ورضاه...
ابّوه ولد محمّدن ولد بلبلاّه...