إعلانات

مالكة علامة "زار" ترفض توقيع إجراءات وقف العمل القسري لمسلمي الإيغور

جمعة, 25/12/2020 - 12:13

 

 

قالت صحيفة لوموند (lemonade) الفرنسية إن المجموعة الإسبانية لصناعة الملابس، مالكة علامة زارا التي تستورد النسيج من الصين، تجد نفسها في ورطة مع تحالف من الجمعيات تروج لنسيج أخلاقي تطالبها بتوقيع عريضة لوقف العمل القسري للإيغور.

وأوضحت الصحيفة أن المجموعة تجد صعوبة في الرد علنا على النداء الدولي للتحالف العالمي ضد العمل الجبري للإيغور، الذي أطلق في 23 يوليو/تموز الماضي، وذلك بعد أن كشف اتحاد حقوق العمال الذي يدافع عن حقوقهم، "النقاب عن أدلة" تفيد بأن مالك العلامة التجارية زارا "يستورد النسيج من شركتي "هوافو فاشن" و"لوثاي تكستايل".

وأوضحت الصحيفة أن الشركة الأولى تستغل معملا لإنتاج الخيوط المصبوغة في أكسو، وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، في مايو/أيار 2019، كيف أن هذا الموقع "يخضع" موظفوه "لبرنامج تدريبي لمدة شهر" تنفذه الحكومة الصينية "للقضاء على أفكارهم المتطرفة".

أما الشركة الثانية فهي أيضا تنتج الخيوط، ولكنها مع ذلك تنتج الأقمشة، غير أن 80% من عمالها الجدد تم اكتتابهم من الأقليات العرقية، وفقا لإحدى النشرات الصينية.

لا تسامح مع العمل الجبري

ومع أن مجموعة إنديتكس تزعم أنها "ليس لديها علاقة تجارية مع هذين المصنعين"، فإن المتحدثة باسمها رفضت أن تقول ما إذا كانت شركتا "هوافو فاشن" و"لوثاي تكستايل" جزءا من مورديها، ولو بطريقة غير مباشرة، واكتفت بالقول إن "نهج إنديتكس هو عدم التسامح المطلق مع العمل الجبري، مهما كان".

ومن جهة أخرى، رفضت المجموعة القول ما إذا كانت ستوقع على الدعوة إلى الإجراءات التي أنشأها "تحالف شينجيانغ" الذي يضم 300 منظمة غير حكومية بعضها في فرنسا، وقد اختار اسم شينجيانغ منطقة الإيغور، لتحالفه الأخلاقي من أجل منع استخدام الإيغور في العمل القسري".

ويتعهد الموقعون على النداء الدولي ضد العمل الجبري للإيغور "بتحديد ورسم خريطة علاقاتهم التجارية" مع الشركات المصنعة الموجودة في شينجيانغ وتلك الموجودة خارجه "التي قبلت إعانات أو وظفت عمالا بطلب من حكومة الصين"، وعند اكتشاف أي صلات من هذا النوع فمن الواجب "فك الارتباط" عنها فورا.

وفي هذا الصدد، يتواصل التحالف مع العديد من شركات الملابس الكبرى، مثل الإسبانية إنديتكس والسويدية إتش آند إم والأميركية غاب وأونيغلو اليابانية وأديداس الألمانية.

شركات عديدة سعت لمحاربة العمل القسري للإيغور، خاصة أن الصين تعد مجالا مهما للتوسع بالنسبة لزارا وأخواتها (غيتي)

وضع غير مريح

ورغم كل شيء، تدعي المجموعة الإسبانية أنها أجابت عن أسئلة رافائيل غلوكسمان، عضو البرلمان الأوروبي، ونائلة عجلتوني، منسقة التحالف الأخلاقي اللذين يمثلان التحالف ويشنان حملة من أجل اعتماد واجب اليقظة على المستوى الأوروبي الذي من شأنه أن يحمل المجموعة مسؤولية انتهاك حقوق الإنسان من قبل مورديها.

اعلان

وتقول الشركة إنها بدأت "محادثات مباشرة" مع الأخيرة لشرح "دورها النشط في تعزيز حقوق الإنسان"، ومع ذلك، من المرجح ألا توقع المجموعة كما تعتقد عجلتوني، رغم أن "الإجراء الوحيد الموثوق به" هو "توقيع النداء باتخاذ إجراءات"، لأنه في الحقيقة "خارطة طريق للانسحاب من المنطقة" التي "يستحيل التزام اليقظة فيها، بسبب غطاء عدم الشفافية الذي تضفيه عليها الحكومة الصينية".

ولذلك، فإن إنديتكس ومعظم منافسيها في وضع غير مريح، لأن شينجيانغ منطقة كبيرة لإنتاج القطن، يأتي منها ما يقرب من 20% من الإنتاج العالمي من هذه المادة، فكيف يمكن لموزعي القمصان والجينز ضمان عدم الاستيراد من مقاولين من هذه المنطقة؟ تتساءل الصحيفة.

وتقول إتش آند إم السويدية إنها تحقق ذلك، وأعلنت أنها لم تعد تستورد القطن من شينجيانغ، كما تعهدت لاكوست "بوقف جميع الأنشطة مع الموردين والمقاولين المزعوم تورطهم في العمل القسري للإيغور"، وهي تقول إنها "أجرت 337 تدقيقا اجتماعيا في عام 2019" لضمان "عدم تورط أي من مورديها والمقاولين في استغلال عمال الإيغور قسريا، وكذلك لإنهاء العلاقات التجارية مع المتورطين المحتملين".

ولكن جميع الشركات -كما تقول الصحيفة- تواجه "استحالة إجراء عمليات تدقيق موثوق بها في الصين وعلى وجه الخصوص في شينجيانغ"، لدرجة أن العديد من مكاتب المراقبة ترفض أي مهمة هناك.

الخوف من الانتقام

وتقول إليزابيث لافيل، مؤسسة شركة يوتوبيز المتخصصة في المسؤولية الاجتماعية والبيئية إن الشركات تتحدث عن "تعقيد التوريد في البلد" وسلسلة إنتاج الملابس الطويلة من منتجي المواد الخام والغزال والنساجين والخياطين التي "تمنع المقاولين من معرفة جميع مورديهم بشكل كامل".

كما أن الموضوع سياسي بشكل بارز -كما تقول الصحيفة- حيث تخشى العديد من علامات الملابس من انتقام بكين إذا التزمت علنا بعدم العمل في شينجيانغ وسعت لمحاربة العمل القسري للإيغور، خاصة أن الصين تعد مجالا مهما للتوسع بالنسبة لزارا وأخواتها.

فهذه المجموعة بلغت مبيعاتها -حسب الصحيفة- 28.8 مليار يورو في عام 2019، وقامت بتشغيل 7469 متجرا حول العالم، 570 منها تقع في الصين، هو ما يبلغ 8 أضعاف عدد متاجرها عام 2010، عندما كانت 68 متجرا فقط، ولا تزال بكين موردا رئيسيا لعلاماتها التجارية زارا وغيرها، بل إن الجميع لا يزال بحاجة إلى مصانع صينية لضمان الإنتاج الضخم من الملابس.

التضامن مع الإيغور  حشد الكثيرين "للتنديد بأكبر اعتقال جماعي في القرن 21" (غيتي)

غير أن التغطية الإعلامية الأخيرة لفضيحة العمل القسري للإيغور -كما ترى الصحيفة- يمكن أن تقوض "الطبيعة المثالية" التي يدعيها بابلو إيسلا، رئيس المجموعة الإسبانية في لاكورونيا منذ 2005، خاصة أن هذا المحامي السابق أسس شهرته على سياسته الصارمة تجاه المسؤولية الاجتماعية للشركات، المسماة "حقوق الملبس"، والتي تتضمن الالتزام باحترام حقوق الإنسان.

وسم "حرروا الإيغور"

وعليه فإن إنديتكس في موقف أكثر صعوبة من غيرها -كما تقول الصحيفة- لأن المستهلكين الشباب الذين يطلبون المزيد من العلامات التجارية قد أصبحوا أكثر صرامة، حيث تجمع مستخدمو الإنترنت حول وسم "حرروا الإيغور"، واحتشد الكثيرون "للتنديد بأكبر اعتقال جماعي في القرن 21″، حتى لو كان ذلك يعني الدعوة لمقاطعة زارا.

وختمت الصحيفة بتحرك لناشطات في سبتمبر/أيلول، قمن خلاله بلصق رسائل تقول "هنا يقتل الإيغور" على العديد من نوافذ زارا في فرنسا، إضافة إلى إعلان لاعب كرة القدم الفرنسي أنطوان غريزمان عن "إنهاء فوري" لعقد رعايته الموقع عام 2017 مع شركة هواوي.

المصدر : لوموند