إعلانات

عبد السلام ولد حرمة يدون عن فقيد الأدب والنضال أحمد فال ولد أحمد الخديم

ثلاثاء, 27/10/2020 - 22:03

د. عبد السلام ولد حرمة

 

هذا ما وعدنا الله ورسول وصدق الله ورسوله.

رحم الله رفيقنا الشاعر الكبير احمد فال ولد احمد الخديم الذي غادرنا الْيَوْم بشكل مفاجئ، في وقت كنّا ننتظر منه بشغف مزيدا من العطاء والفعل والتضحية .

الفقيد احد رواد النهضة الثقافية والفكرية وسليل المدارس النضالية العريقة ومن الذين حملوا في اجسادهم أضابير السجن والاعتقال والمعاناة لقاء مواقفهم وقناعاتهم، ومثلت نصوصه الرائعة من داخل سجون وثكنات ( جريدة) ( جيني ) (انواجلال) ( بيله) اكبر الشهود وأوضحهم وأكثرهم خلودا وتعبيرا على حجم نضاله ونضال جيله.

يقول رحمه الله واصفا رحلة تعذيب 1983 روتينية قصصها مختومة بقبضات الجلادين والمخبرين ومحققي الشرطة السياسية، لم تروَ بعد

: (منزلْ (جيني حدْ استكبلْ** وانواجلالْ أفطن دار ُ

للِّ كافَ ماهمْ منزلْ** فايَّ الدارين تختار )ُ

أشرف رحمه الله على جمع وتحقيق وتنقيح ديوان رفيقه الشاعر الكبير فاضل امين، قبل سنوات وكتب مقدمته، وضبطه على نحو دقيق، وهو من رثاه 1983 مع رفيقه في السجن الخليل النحوي بعد رحيله من منفاه، ودون السجينان : الشاعران تلك التجربة الانسانية الفريدة في نصوص وملاحم عديدة اخترقت حينها جدران الزنزانات السميكة، وتسللت بين قبضات الجلادين وتم تداولها على نطاق واسع خارج موريتانيا وداخلها، وتحدثا عن تجاربهما الشخصية وتجارب سجناء الرأي وهم يتعرضون لآخر مبتكرات التعذيب وهمجية الدكتاتورية التي بلغت بها الرعونة ان حكم قضاتها بالأحكام القاسية على مناضل توفي قبل مدة طويلة كما هو الحال حين نطق القاضي العسكري بثكنة ( اجريدة) ب 05 سنوات نافذة مع الاعمال الشاقة على الراحل فاضل أواخر اغسطس 1983 وقد توفي في منفاه رحمه الله في فبراير من السنة نفسها.

عرف عن الفقيد احمد فال كفاحه ودفاعه عن القضايا العادلة وزهده في مباهج الحياة ، ووقوفه الى جانب المظلومين كما تشهد نصوصه السجنية الكثيرة ومنها في اول عيد اضحى مر عليه داخل السجن 1982 :

أن تعود الأيام علينا في موطن العـ ** زِّ علينا أن لا نضام لعيد

أن تمرّ الأفراح من خَلل السجـْ ** نِ علينا سعيدة لسعيد

ومنها من نفس الزنزانة:

الشعب أصبح بين الفأس والعود ** معلقا بحبال الشنق موؤود

تناطحته كلاب الغاب تهرسه** فمن نطيح ومردي وموقود

وأبدل الخير بالسوءى مناقصة** أربابه في رهان غير محمود

وأصبح الموت في إنقاذه شرفا **فوق الشهامة والأيثار والجود

رحم الله ابن الجواد، ابن بجدة الشعر والثقافة ومدارس العلم والتربية وسليل النضال ومدرسة الصمود والمطاولة، عزاؤنا الصادق لسكان قرية التيسير وللشيخ الجليل محمد الحسن احمد الخديم ولرفاق الفقيد وعائلته

انا لله وانا اليه راجعون