
أ.د. عبد الله السيد (*)
كيف نخطط وننفذ؟!
قيل سابقا: إن تقدم الأمم يقاس بكيفية تخطيطها وتنفيذها؛ فإذا ما اقتصر ذلك على وضع حلول آنية لمشاكل واقعها المعيش، فقد تستمر حياتها فترة من الزمن لكنها لن تدخل مجال التنمية الذي يخطو بها نحو التقدم.
لذلك ترانا نتعايش كل سنة مع فترة المطر باستنفار أمني واجتماعي؛ يكاد يوقف حياتنا: فالامتحانات نخاف من توقفها بفعل المطر، والسلطات ساهرة لشفط المستنقعات، والمواطن يسبح في بحار ناظرا الأفق، متوجسا أن تنهمر السماء من جديد؛ لا حول له ولا قوة سوى التوجه إلى الواحد الأحد مكررا دعاء: "اللهم حوالينا لا علينا"... ولعل تجاوب أصداء كل المواطنين بهذا الدعاء هو السبب الرئيس في الجفاف...
قبل سنوات تدخلت الهندسة العسكرية في أحياء الميناء والسبخة وقيل ساعتها إنها مدت أنابيب لصرف مياه المسنقعات عن هذه الأحياء... ثم جاء مشروع آخر نفذه صينيون أو كوريون،" لا فرق بين الأفارقة" ، قيل إنه خاص بصرف مياه الأمطار، فأثار غبارا وقطع شوارع، وعطل الحركة أياما وأسابيع في أماكن من عاصمتنا لكن يتبين الآن أن كل ذلك كان سرابا.
لذلك أرى من الأولوية أن نضع خطة محكمة مشفوعة بتنفيذ متقن لحل هذه الظاهرة حلا جذريا... وإذا استدعى الأمر أن يفتح لها باب من التطوع يشارك فيها جميع المواطنون، كل بإمكانياته، فيمكن ذلك.
إن ماء المطر الذي يزعجنا، ويكاد يعطل حياتنا خلال موسم الأمطار نحتاجه أشد الحاجة؛ ذلك أنه لو أحسن صرفه وتجميعه، وتصفيته لشكل احتياطيا استراتيجيا لمدننا؛ تستخدمه في البستنة، وحتى في الشرب.
لذلك أرجو أن يدخل هذا المشروع ضمن المشاريع الاستعجالية التي أعلن عنها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى جانب تلك التي يجري تنفيذها ضمن برنامجه الانتخابي (تعهداتي) حتى نضع الأساس العمراني السليم لتنمية مجالنا الحضري.
(*) مثقف وأكاديمي موريتاني كبير ومدير بيت الشعر في نواكشوط